ما زالت شواهد الحاضر توثق وتثبت تمسك الشعب الفلسطيني بالتحرير والعيش على أرضه، اتصالا بأربعة عقود  زمنية من النضال، تجاوزت بمحتواها المقاوم آلاف الأعوام من الوقوف في وجه أعتى طغاة العالم احتلالاً وإرهاباً وتصهيناً.

من أرض فلسطين انطلقت أولى الشرارات عام 1976 وانتشرت مباشرة لتعمّ البلاد من الجليل إلى النقب، فأصبح يوم الثلاثين من آذار تاريخاً بارزا في مراحل الصراع العربي الصهيوني، و أحد أهم المناسبات الفلسطينية، في عموم الوطن والشتات.

من اولى الدول التي تُحيي هذه المناسبة سورية، فلم يكن هذا اليوم يمر دون أن تمتلئ شوارع دمشق ومخيماتها بالجماهير التي تحيي العهد بالتمسك بالمقاومة والعودة .  واليوم وإن اختلفت الاحوال في سورية، لم تغب الفعاليات التي تتمثل بإحياءات مختلفة وبيانات مؤكدة على استمرار النضال، والتأكيد ان الذاكرة لا تهدمها كل أحداث العالم وحروب الارهاب ما دامت تسري في دماء الشعب.

اللافت في المشهد أن الجيل الصاعد بدا أكثر تمسكاً بالقضية والوطن، فاسحاً المجال لكل الوسائل المتاحة ليعبّر عن انتماء للأرض، ليترافق في ظل ذكرى هذا العام من يوم الأرض بمحاولة الأميركي ترامب العبث بمعالم خارطة البلاد، القدس أولا والجولان خلال أيام مضت، بإجراءات للإدارة الاميركية تهب الأرض للكيان المحتل.

اللافت أيضاً أن أهم فئة هي الطلاب الجامعيين الفلسطينيين في سوريا، ممثلين بانتمائهم الغالب لاتحاد طلبة فلسطين – فرع سورية، إذ يؤمنون تماماً بحق العودة ويعملون جاهدين على نشر الوعي للجميع من خلال أنشطة متنوعة ومحاولة كسب التعاطف العالمي لقضيتهم الفلسطينية المحقة، وآخرها حتى الآن جولات على السفارات لتزيد من صورة الانتماء لدى الأصدقاء بين الدول، وتدخل لبقية السفارات ما كان يجب أن يتكرس كصورة ثابتة لدى العالم بأسره من تمسك الشعب الفلسطيني بشبابه وشيبه بالأرض والقضية .

ومن الاحياءات ايضا تنظيم نظمت الوطنية الفلسطينية في مخيم العائدين في اللاذقية اليوم مسيرة شعبية بمناسبة ذكرى يوم الأرض ووقفة احتجاجية تنديداً بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل.

طبعاً لا يغفل عن الذكر والذاكرة تاريخ النضال الفلسطيني بفصائل رسمت بدماء شهدائها تاريخ النضال الفلسطيني التضحيات التي أكدت أنه لا تخلّي عن الأرض المحتلة، وهنا تتكامل الصورة بين نضالات بالدم، واجتهاد الشباب بالمقاومة المماثلة وأوضحها سلاح العلم الفلسطيني عند الشباب الذي أصبح أكثر وعياً وأكثر عزماً لتحرير بلاده وتحقيق حق العودة.

القضية المركزية لم تعد مركزية عند الجميع إنما يكفي محور صامد يقاوم بكل مكوناته، من أجل تحرير فلسطين، ها هي اليوم تُرفع رايات المقاومة في دمشق والضاحية الجنوبية لبيروت والحدود مع فلسطين المحتلة، بأيدي وسواعد المقاومين القابضين على كافة الأسلحة، من أجل توثيق ما تم ذكره هنا من نماذج عن تمسك الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة بتحرير البلاد.

المصدر: موقع المنار