أطلق وزير الصحة العامة جميل جبق، بالتعاون مع جمعية CHAMPS Fund في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت، الحملة الوطنية للتوعية على موت القلب المفاجىء لدى الشباب، للسنة الثانية على التوالي، وذلك خلال مؤتمر صحافي تحت عنوان “تتبقى قلوبكم تنبض بالحياة”، حضره النائب بلال عبد الله والمدير العام لوزارة الصحة وليد عمار ومدير مكتب الوزير حسن عمار والمستشار الاعلامي محمد المهدي عياد ومدير دائرة العناية الطبية في الوزارة جوزف حلو ورئيسة جمعية Champs Fund منى عثمان، وممثلون عن وزارات التربية واليونيسف ومنظمات غير حكومية وعدد من أطباء القلب والشرايين ومعنيون.
وأكد جبق أن أهمية حملة التوعية على “مرض توقف القلب المفاجئ” تكمن في كون هذا المرض آخذ بالانتشار والتفاعل ما لم تتم مواجهته، “علما أن هذا المرض يشكل عارضا طارئا يصيب الشباب في سن الربيع، وبالاخص من تراوح اعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة والثلاثين عاما”.
ولفت إلى “صعوبة فقدان شخص في ريعان الشباب، وأثر ذلك على عائلته يتلخص اذا خرج للرياضة ولم يعد الا محمولا، فالصدمة كبيرة!”
وقال: “في حين تعتبر أمراض القلب المسبب الأول لتوقف القلب المفاجئ لدى الشباب الرياضيين دون 36 سنة، فإن الاسباب الرئيسية وراء ذلك تكمن في مشاكل تكوينية في القلب أو في كهرباء القلب او عوامل مؤثرة تنعكس سلبا على عمله، كالمنشطات”.
وتوقف عند واقع دخول كل المنشطات الموجودة في العالم إلى لبنان. وقال: “نحن نراقب الموضوع، وقد اتخذنا قرارا بوقف كل المشروبات المنشطة إلا بترخيص خاص ومدروس بعد الاطلاع على تركيبة هذه المشروبات المنشطة. أعلم أن كثيرين سيغضبون لتأثير القرار على الشق التجاري من الموضوع، وسيقولون إن هذه المنشطات تباع في أوروبا وفي أمكنة كثيرة. إن هذا الكلام صحيح، لكنها تباع في دول العالم تحت رقابة طبية ولا تكون معروضة للبيع في السوبرماركت والدكاكين”. وأوضح جبق أنه كطبيب قلب وشرايين تابع حالات خطيرة لكثير من الشبان المراهقين الذين كانوا يتناولون هذه المنشطات، “لذا يجب عدم بيعها الا تحت رقابة طبية، وإلا فلا يجوز إدخالها إلى البلد”.
وتحدث عن مرض توقف القلب المفاجئ، فأشار إلى أنه “أصبح بالامكان الوقاية من مرض توقف القلب المفاجئ من خلال الكشف المبكر لدى الشباب، وخصوصا الرياضيين، إضافة إلى إجراء التدخل السريع من خلال الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستخدام آلة مزيل الرجفان القلبي (AED) في أقل من 5 دقائق. وقد أظهرت الدراسات أهمية الكشف المبكر على القلب والتدخل السريع في إنقاذ حياة الكثير من الحالات، في الوقت الذي بلغ عدد الوفيات بسبب امراض القلب والشرايين بالاجمال 19 مليونا عام 2018، ويمكن ان يصل العدد الى 23 مليونا عام 2030، أي بنسبة تفوق 42 % من عدد الوفيات عالميا اذا ما لم تتم مواجهته. إلا أن لبنان سجل نسبة وفيات مرتفعة نتيجة أمراض القلب بشكل عام، بلغت 47 %. فئة منهم من الشباب وهي نسبة آخذة في الارتفاع اذا لم تبذل الجهود المطلوبة”.
وشدد جبق على “تعاون كل الجهات الرسمية في الدولة، وكذلك المنظمات الدولية، ومن الضروري تضافر كل الجهود الخاصة والجمعيات للحفاظ على حياة شبابنا، فهم عماد الوطن ومستقبله”. وتوجه الى وزارة التربية والتعليم العالي بشخص وزيرها بطلب “أداء دور محوري في الحد من موت القلب المفاجئ عند الشباب من خلال ندوات التوعية الوقائية في المدارس والجامعات والمعاهد التربوية، وأن تكون الوزارة شريكا اساسيا في تحفيز الشباب لاجراء الفحوص المطلوبة، وفي الزام كل هذه المؤسسات باقتناء آلة مزيل الرجفان القلبي وهي سهلة الاستعمال”. كما طلب من وزارة الشباب والرياضة “ممارسة دور فعال وبناء في حماية الشباب، وخصوصا الرياضيين منهم عبر تشريعات وقرارات ملزمة للنوادي، وعبر بث الوعي والثقافة الصحية القلبية السليمة لجهة طبيعة الرياضات”.
وقال: “إن صرخة اليوم تنطلق من الوجع والالم على مدار الايام، وحالات الوفيات بمرض توقف القلب المفاجئ تتوالى، فلا بد ان توقظ فينا روح المسؤولية والتضحية في سبيل جعل صحة الانسان بأمان. ونحن في وزارة الصحة العامة جاهزون للرعاية والدعم في الحملة هذه وفي العلاج بما تسمح به الانظمة والتشريعات، وبما نملك من امكانات لإنجاحها بالتعاون مع شركائنا. وسنعمل جاهدين لتفعيل التوعية الوقائية عبر ندوات ومنشورات وافلام قصيرة ارشادية تحفيزية للكشف المبكر وتسهيل الحصول عليه في المراكز الطبية المنتشرة في لبنان، بالاضافة الى العمل لتثبيت الزامية وجود آلة مزيل الرجفان القلبي (AED) في الثانويات والجامعات والاماكن العامة. كما توجه بالشكر لوسائل الإعلام التي تواكب عمل الوزارة بايجابية وتفاعل انساني داعيا وسائل الاعلام على اختلافها ولا سيما وسائل التواصل الإجتماعي إلى تغطية مهنية وطنية هادفة وموضوعية بما يكفل مصلحة لبنان واللبنانيين”.
عثمان
وكان المؤتمر الصحافي قد بدأ بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لرئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة، فمداخلة للدكتورة عثمان التي تحدثت عن تجربتها الخاصة بفقدان ابنها هشام بتوقف القلب المفاجئ عندما كان يبلغ خمسة عشر عاما.
ولاحظت “أننا نخسر سنويا عددا من الشباب بسبب توقف القلب المفاجئ”، مشيرة إلى وفاة أكثر من ثمانية شبان في الأسابيع الثمانية الأخيرة في لبنان بسبب توقف مفاجئ في القلب.
وأوضحت أن “توقف القلب المفاجئ من الأسباب الأساسية للوفاة في العالم وفي لبنان، ولها تداعياتها السلبية على مختلف المستويات، سواء منها الاجتماعية أو الصحية أو النفسية أو الاقتصادية، وخصوصا عندما يكون الشخص المصاب شابا ورياضيا”. وشددت على أن “بإمكاننا الحد من ذلك من خلال التوعية والوقاية والكشف المبكر لأمراض القلب عند الشباب والمعالجة الفعالة والسريعة لتوقف القلب المفاجئ بالقيام بالإنعاش القلبي الرئوي (cardiopulmonary Resuscitation- CPR) واستخدام آلة مزيل الرجفان القلبي (Automated External Defibrillator-AED) في الدقائق الخمس الأولى من توقف القلب. وختمت داعية إلى التكاتف لحماية قلوب الشباب كي تبقى تنبض بالحياة.
وخلال المؤتمر قدمت السيدة زهراء الهلالي لوزير الصحة جهازا للتدريب المنزلي على تعليم تقنية الإنعاش القلبي الرئوي، مشيرة إلى سهولة تعلم هذه التقنية في المنزل ما يساعد الأهل على إنقاذ أولادهم في حال تعرضهم لتوقف مفاجئ في القلب.
ومن المقرر أن تنظم Champs fund خلال حملة التوعية من توقف القلب المفاجئ وبالتعاون مع خمسين مركزا من مراكز الرعاية الصحية الأولي في كافة الأقضية اللبنانية محاضرات توعية من موت القلب المفاجىء لدى الشباب وكيفية الوقاية منه، وإجراء الكشف المبكر للقلب من خلال الفحص الطبي وتخطيط القلب مجانا للشباب، إضافة إلى إقامة جلسات تدريب على الانعاش القلبي الرئوي في مختلف الأقضية اللبنانية.
المصدر: الوكالة الوطنية