أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن “البيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاوله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على ثلاث ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية”، مشيرا الى أن “التنمية المستدامة “هي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل”.
وجدد رئيس الجمهورية، خلال رعايته افتتاح مؤتمر البحر الابيض المتوسط الـ22 لجمعية أندية الليونز الدولية الذي انعقد قبل ظهر الجمعة في فندق “هيلتون حبتور” – سن الفيل، التأكيد أن “التحدي الأصعب الذي فرضته حروب المنطقة على لبنان يبقى أزمة النازحين السوريين التي تحولت الى مشكلة تتخطى قدرته وإمكاناته على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، ولا سيما الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توافر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرض صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد”.
وإذ شدد على ان “ما يقلق لبنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصرا على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة الى أجل غير معلوم”، أمل من جمعية أندية الليونز الدولية “نقل هذه المعاناة، كما معاناة النازحين والضغط حيث يمكن لحض العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم في أقرب وقت”. ورأى أن “إختيار جمعية أندية الليونز الدولية بيروت مركزا لمؤتمرها الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالات مهمة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح والسلام”، مشيرا الى أننا “هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف وبرفض الآخر”، مؤكدا أن “لبنان بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي الاساسي الذي يواجهه القرن الحادي والعشرون، وهو تحدي “العيش معا” ومجابهة التطرف وديكتاتورية الارهاب ورفض الآخر”، لافتا الى انه تقدم لذلك بمبادرة في الامم المتحدة لترشيح لبنان ليكون مقرا رسميا ودائما لحوار الحضارات والاديان والاتنيات، وأطلق مشروع “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار الذي سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ويسعى لبنان الى ان يطرح على التصويت في الجلسة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، متمنيا دعم جمعية أندية الليونز الدولية لهذا المشروع”.
وتابع “التنمية المستدامة، فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل”، مضيفاً “هذا بعض من التحديات التي تواجهنا ونحن مصممون على مجابهتها، ويبقى التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة وهو أزمة النازحين السوريين، فهذه المأساة التي تعاملنا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحولت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصاديا، أمنيا، اجتماعيا، بنى تحتية، مياه، كهرباء، استشفاء ومدارس”.
وفي السياق، قال عون “تصوروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توافر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد”، مشيراً إلى أنه “يقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادرا على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضا بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم بردا ولا حرا.”
وأضاف عون “نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضاً معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام