المذبحة المروعة في نيوزيلندا قد تكون مجرد بداية لهجمات اخرى دموية ضد المهاجرين المسلمين . تكفي قراءة ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي في الغرب أشادت بالقاتل وباركت فعلته، وهذا يعكس وجود بيئة حاضنة معينة باتت تميل الى استخدام العنف الاعمى للتخلص من المسلمين . هنا بعض ما كتبه القاتل الجماعي قبل الجريمة ويعكس طريقة تفكير شريحة اجتماعية في اميركا واستراليا واوروبا.
عرف المنفذ نفسه على موقع تويتر بأنه «برينتون تارانت» من أستراليا، ونشر بياناً على الإنترنت يشرح فيه دوافع هجومه.
وهنا ننشر أبرز ما ورد في بيانه وفق ما نقله موقع News.com.au الأسترالي.
أراد تقليل أعداد المهاجرين:
نشر تارانت بياناً كريهاً من 73 صفحة على الإنترنت، وصف نفسه فيه بـ»مجرد رجل أبيض عادي». وأكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون على احتجاز مواطنٍ مولود في أستراليا. ووصفه بـ»المتطرف، واليميني، والإرهابي العنيف».
وذكر القاتل أنَّه يبلغ من العمر 28 عاماً، ووُلد في أسرة «من الطبقة العاملة ذات دخلٍ منخفض»، وأنَّه «قرر أن يتخذ موقفاً ليضمن مستقبلاً لقومه».
قال الرجل إنَّه نفذ الهجوم كي «يقلل مباشرة معدلات الهجرة إلى الأراضي الأوروبية». وفي الوقت ذاته، تُجري شرطة مكافحة الإرهاب في ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية تحقيقاً حول الخلفية التي أتى منها، بعد أن أشارت تقارير إلى أنه قادم من مدينة غرافتون التابعة للولاية.
أراد «الانتقام من الغزاة»:
وصف تارانت الهجوم بأنَّه عمل «انتقامي من الغزاة من أجل مئات آلاف الوفيات التي تسبب فيها الغزاة الأجانب في الأراضي الأوروبية على مر التاريخ.. ومن أجل استعباد ملايين الأوروبيين الذين أُخذوا من أراضيهم عن طريق النخاسين الإسلاميين.. وآلاف الأرواح الأوروبية التي فُقدت بسبب الإرهاب المنتشر في الأراضي الأوروبية».
وقال أيضاً إنه ثأر من أجل إبا أكرلوند، الطفلة التي كانت تبلغ من العمر 11 عاماً عندما قُتلت في هجومٍ إرهابي وقع في ستوكهولم عام 2017.
ووصف تارانت أيضاً في البيان هجوم ستوكهولم بأنَّه «الحدث الأول» الذي ألهمه لتنفيذ الهجوم، ولا سيما مقتل الفتاة البالغة من العمر 11 عاماً:
«وفاة إبا على يد الغزاة، والمهانة المشهودة في موتها العنيف، وعجزي عن منع الأمر، طغت على استخفافي السقيم بالمسألة كما لو أنَّها مطرقة ثقيلة. ولم أعد قادراً على تجاهل الهجمات».
فيما يظهر في صورة الغلاف بحساب تارانت على موقع تويتر ضحية من الهجوم الإرهابي الذي وقع في يوم الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا عام 2016 في نيس، التي قُتل فيها 84 شخصاً حين دهست شاحنة حشود المحتفلين.
رحلة إلى فرنسا ألهمته فكرة الجريمة:
قال الرجل إنَّ رحلة إلى فرنسا عام 2017 ألهمته أيضاً لتنفيذ الهجوم: «كنت أقرأ منذ سنوات عديدة عن غزو فرنسا عن طريق غير البيض، واعتقدت أنَّ كثيراً من هذه القصص والشائعات مبالغ فيها، وأنَّها اختُلقت لطرح رواية سياسية (محددة). لكن عندما وصلت إلى فرنسا، لم أجد القصص حقيقية وحسب، بل إنَّها أقل من الواقع بكثير. ففي كل مدينة فرنسية، وفي كل بلدة فرنسية، كان الغزاة موجودين».
تحدث القاتل عن وجوده في فرنسا قائلاً: «عندما كنت داخل موقف السيارات أجلس في سيارتي المؤجرة، شاهدت سيلاً من الغزاة يدخلون من البوابة الأمامية للمركز التجاري. ومقابل كل رجل فرنسي أو امرأة فرنسية، كان هناك ضعف هذا العدد من الغزاة. لقد رأيتُ ما يكفي، وغادرت المكان من الغضب، ورفضتُ البقاء أكثر من ذلك في هذا المكان الملعون وتوجهت إلى البلدة المجاورة».
لا يشعر بالندم ولن يقر بالذنب
وفي جزءٍ سابق من البيان، وصف تارانت طفولته بـ»العادية» وأنَّها كانت «بدون أي أمور كبرى»، مشيراً إلى أنَّه لم يكن مهتماً كثيراً بتعليمه، وكان «بالكاد يحقق درجات اجتياز الامتحانات» في المدرسة. وقال إنَّه ربح أموالاً من الاستثمار في عملات Bitconnect، وهي عملة رقمية مشفرة مفتوحة المصدر.
وأضاف تارانت أنَّه لا يشعر بأي ندم على ارتكاب الهجوم. وقال: «أتمنى فقط لو كنتُ قادراً على قتل عددٍ أكبر من الغزاة، وكثيرٍ من الخونة أيضاً». وأوضح أيضاً أنَّ هناك «عاملاً عرقياً في الهجوم»، ووصفه بأنَّه «مناهض للهجرة»، وأنَّه «هجوم باسم التنوع».
وقال أيضاً إنَّه لن يقر بالذنب إذا نجا وخضع للمحاكمة.
وعد بتنفيذ الهجوم وبثه مباشرة على فيسبوك:
كان البيان قد نُشر على منتدى 8chan عن طريق مستخدم عرَّف نفسه باسم تارانت، وأعلن أنَّه سوف ينفذ هجوماً.
وكتب تارانت: «سوف أنفذ هجوماً ضد الغزاة، بل وسوف أنقل بثاً مباشراً للهجوم عبر فيسبوك»، وأضاف إلى منشوره رابطاً لصفحته على فيسبوك. وأضاف: «إن لم أنجُ بعد الهجوم، فوداعاً وليبارك الله، وسوف أراكم في فالهالا!»، مشيراً إلى الآخرة حسب الأساطير الإسكندنافية.
ورد كثير من المستخدمين على منشوره بامتداح تنفيذ الهجوم، مع تعليقاتٍ على شاكلة: «بالتوفيق»، و»ذلك الفيديو رائع للغاية».
المصدر: انترنت