اعتبر المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة “أن البلد يعاني بشدة من نهاية زمن الوطنية، وكأنه مفروض على الفقراء أن يكونوا وطنيين فيما الآخرون لهم الحق بنهب الوطن، وعليه فإن مشهد البلد اليوم، أعداد هائلة تتسوّل، جوع يجتاح كل المحافظات، فساد طاغٍ، ديكتاتوريات سياسية وإدارية ومالية، تتحكّم بمفاصل البلد، يأس يلفّ لبنان من جنوبه إلى شماله، أولويات حكومية على قياس الأطماع السياسية، جرائم تطال كل الأعمار، بطالة طاغية، أسعار جنونية، سمسرات شاملة حتى في القضاء والأمن، أجيال تعيش حالاً من الضياع والجريمة، سجون ليس فيها إلا الفقراء الذين هم ضحايا السياسة، غياب حكومي في سوق العمل، توظيف على الولاءات السياسية، نهب على طريقة عقود رسمية ونفقات إدارية ومكتبية، هدر حكومي يكاد يصل إلى 40%، ضرائب ورسوم هستيرية ليس لها وظيفة إلا خدمة المصارف وجماعة المنتفعين”.
وشدّد سماحته على أن التغاضي أو التراخي أو التطنيش بحجة أن المرتكب محسوب على هذه الجهة أو تلك سيوصل حتماً إلى ما وصلنا إليه من تراجع وتدهور، وربما سنصل إلى الانهيار الكامل، إذا لم تسارع هذه الحكومة ومعها كل السلطات الأخرى إلى التعاون في ما بينها، والعمل معاً على إطلاق ورشة إنقاذية حقيقية، تبدأ بوقف الفساد، وإقفال مزاريب الهدر، وتفعيل الهيئات الرقابية بعد تطهيرها، وتحرير القضاء من التسلّط السياسي، لأن العدالة لا تكون بقضاء مسيس والحقوق لا تعود بأحكام ظالمة”.
المصدر: دار الافتاء