لانَ أهلَ مكةَ أدرى بشعابِها ، فانَ أهلَ وزارةِ المالِ أدرى بحساباتِها ، وليسَ أجدرُ من مديرِها العام في الولوجِ اليها والكشفِ عن دهاليزِ الهدرِ ومنعطفاتِ الفسادِ في حقبةٍ زمنيةٍ وصفَها بالسوداء.
آلان بيفاني قررَ أن يخرجَ للاعلامِ ليرفعَ تهمةً ساقَها بحقِه رئيسُ الحكومةِ السابقُ فؤاد السنيورة. بيفاني تحدثَ عن هدرٍ عامٍّ وهباتٍ تصرفُ بلا حسيبٍ أو رقيب ، وقروضٍ وهمية ، وشيكاتٍ لم تُحصَّل ، وتلاعبٍ بالتحويلاتِ الماليةِ في فترةِ تولي السنيورة منصبَه. فأحدُ المستشارينَ كانَ يحوّلُ اموالَ المتقاعدينَ الى حسابِه الشخصي يؤكدُ بيفاني متسائلاً أليسَ غريباً أن يحمِّلَنا المسؤوليةَ من حاولَ الغاءَ دورِ المديرِ العامِّ ليهيمنَ على الوزارةِ بالمستشارينَ والمحسوبينَ مخاطباً هذا المسؤولَ بالقول: هل طلبتَ مني بصفتِكَ رئيسي المباشرَ ان اُنجِزَ الحساباتِ أم امرتني بعدمِ الاقترابِ من هذا الملفِ وتركِه بيدِ جماعتِك؟
اذاً تحدثَ بيفاني بعدَ صمتٍ طويلٍ قالَ إنه كانَ مفروضاً عليه، واشار الى انهُ بذلَ جهداً كبيراً مع فريقِه لاعادةِ الحساباتِ الى نصابها ، فهل توضعُ الامورُ في نصابها الصحيح، وهل ولَّى الزمنُ الذي يُفلِتُ فيه المسؤولونَ من العقاب؟ مجلسُ النوابِ مشى اليومَ خطوةً باتجاهِ الحسابِ بانتخابِ المجلسِ الاعلى لمحاكمةِ الرؤساءِ والوزراء، لكنَ العبرةَ بالدورِ الذي سيُمنحُ لهذا المجلسِ بعيداً عن البلوكاتِ او المحمياتِ الطائفيةِ والسياسيةِ التي بدأت بتظليلِ المتهمين..
وفي ظلالِ الجلسةِ النيابيةِ خطوةٌ ايجابيةٌ بالزامِ الحكومةِ تخفيضَ عجزِ موازنتِها بحدودِ التسعِمئةِ مليارِ ليرةٍ بناءً لاقتراحاتِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة، وبعدَ مطالعةٍ مفصلةٍ للنائب حسن فضل الله حولَ الانفاقِ على البنودِ غيرِ الضروريةِ كسفرِ المسؤولينَ واثاثِ الوزاراتِ ودعمِ الجمعياتِ والمعايدات، وغيرِها..
في فلسطينَ المحتلةِ اساسُ الجيشِ الصهيوني يهتزُ مجدداً، واصواتُ عدمِ الجهوزيةِ وثَّقها قائدُ اللواءِ سبعة المدرعِ برسالةٍ لضباطِه وجنودِه وصفهم فيها بالجبناءِ لانهم تقاعسوا عن المشاركةِ في اشتباكٍ مسلحٍ قبلَ اشهرٍ عندَ حدودِ الجولان.
المصدر: قناة المنار