رعى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، احتفالا بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وذكرى القادة الشهداء في “حزب الله”، أقيم في قاعة ديوان الثقافة في بلدة بنهران، وحضره ممثل السفير الإيراني جلال فيروزنيا حسن التبريزي، النائب مصطفى علي حسين، ممثل النائب فايز غصن المحامي رامي لطوف، ممثل النائب جورج عطاالله جورج داوود، ممثل النائب فيصل كرامي ياسر عبوشي، ممثل الوزير السابق يعقوب الصراف جورج الصراف، الوزير السابق يوسف سعادة ممثلا تيار “المردة”، منفذ “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في الكورة الدكتور جورج البرجي، الأمين القطري ل”حزب البعث العربي الاشتراكي” نعمان شلق، رئيسة حزب 10452 رلى مراد، رئيس “المركز الوطني في الشمال” كمال الخير، رئيس “تيار الوفاق العكاري” هيثم حدارة،العقيد خطار ناصر الدين، ممثل “الفصائل الفلسطينية” أبو سليم غنيم، رجال دين، وفد من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، فاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ونسائية، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المهتمين.
التبريزي
بعد تلاوة آيات قرآنية، والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، وكلمة ترحيب من عريف الاحتفال محمد الحاج حسين، تحدث ممثل السفير الايراني فتناول تاريخ نشوء الجمهورية الاسلامية في إيران منذ أربعين عاما، متمنيا لها “أعواما طويلة من الوجود”. واعتبر ان “الحديث عن الامام الخميني هو الحديث عن الانتصار وعن الحركة والانتماء إلى الله”، مؤكدا “الاعتزاز والاحترام لهذ الشخصية التي أتت لتبسط على الأرض المحبة والاستقلال للشعوب”. وقال: “الثورات تعرف بقادتها، لذلك فإن الكلام عن الإمام الخميني يطول من حيث نظرته للأمور”.
وذكر ان شعار “الجمهورية الاسلامية هو مساعدة المستضعفين والمهمشين من الفقراء”. ثم عرض للصراع الصهيوني- العربي وكيف حولت ايران سفارة اسرائيل إلى السفارة الفلسطينية”، لافتا إلى ان الخميني دعا إلى الوحدة بين المسلمين والتعاون بين مختلف الشعوب ومختلف الأديان.
وتمنى التبريزي عودة الامام موسى الصدر، متحدثا عن “إنجازات الثورة الاسلامية”، وعن وجود المقاومة في لبنان و”حزب الله” و”حكمة السيد حسن نصر الله التي حررت الأرض والانسان، وقدمت الشهداء ولم تتنظر أي شكر من أحد”.
وختم كلمته بالقول إن “الجمهورية الاسلامية تمد يدها للشعب اللبناني العظيم، كما وصفه رئيس الجمهورية ميشال عون، فشعب لبنان عظيم بكل أطيافه وجغرافيته وحضارته، والجمهورية الاسلامية تمد يدها له بما يريده ويحتاج إليه”.
غنيم
وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية أبو سليم غنيم، فأشاد بـ”دور الثورة الإيرانية، التي فتحت أبوابها للثورة الفلسطينية، وفتحت لها سفارة”. وأكد أن “الفلسطنيين اللاجئين في لبنان، يزداد إيمانهم وحقهم بالعودةإلى وطنهم. فالأم الفلسطينية، ترضع طفلها مع حليبه حقه بالعودة”.
ووجه التحية إلى “أهل فلسطين وأهل لبنان والمقاومة التي لا تعرف بندقيتها، إلا توجهيها نحو العدو الصهيوني”، متحدثا عن “تبدل المفاهيم عند بعض العرب، حيث أصبح الصديق عدوا والعدو صديقا”، لافتا إلى أن “القضية الفلسطينية تتعرض للالغاء، وهذا ما لاحظناه في أقوال ترامب، حين هدد بقطع الرواتب عن أهالي الشهداء”، مؤكدا “أننا نرفض هذا الكلام وبشكل قاطع، لأن الشهداء ناضلوا والأسرى يناضلون خلف القضبان، لأجل بقائنا”.
سعادة
وألقى سعادة كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، فرأى أن “إيران تحولت من حليف لإسرائيل إلى كابوس دائم لها، وإلى داعم أساسي لقضية العرب المركزية، أي قضية فلسطين”.
وقال “ها هي المقاومة في لبنان، وبدعم من إيران، تحقق الانتصار، وواجهت الإرهاب التكفيري في لبنان وسوريا، وانتصرت عليه”، مضيفا “إننا اليوم، نرى تحولا في الموقفين الغربي والعربي اتجاهها، بفضل صمودها ودعم الحلفاء”. وتابع “المقاومة قدمت شهداء، وطليعتهم الذين نحتفل اليوم بذكراهم”، مؤكدا أن “إسرائيل ليست فقط عاجزة عن الدخول في مغامرات، بل أصبحت مرعوبة من دخول المقاومة إلى الجليل”.
ورأى أن “الجمهورية الإسلامية في إيران، تمكنت خلال الأعوام الأربعين المنصرمة، على الرغم من الحصار والعقوبات، أن تصبح دولة قوية متطورة بفضل الصبر والجهد”.
وإذ تناول ملف الكهرباء، اعتبر أنه “أرهق ماليتنا ولا يزال. نحن ندفع ثروة سنويا، ولم نتمكن من حل الأزمة، فشرعنا بعد عشرين سنة في تشريع المولدات”، سائلا عن “سبب الرفض المسبق للعروض المقدمة من إيران”، مؤكدا “جميعنا تهمنا مصلحة لبنان، لذلك علينا أن نتلقى هذا العرض وندرسه، ونبدي مصلحة للبنان على كل المصالح، لذلك إما نقبل به، وإما عليهم أن يقدموا عروضا بديلة”، لافتا إلى أن “وضع لبنان الاقتصادي على وشك الانهيار”.
قماطي
من جهته، اعتبر قماطي أن “الاحتفال له أهمية، لأنه يضم مناسبتين. الأولى مناسبة مرور أربعين عاما على انتصار الثورة الإيرانية، والثانية هي ذكرى شهداء المقاومة”.
وأكد أن “منطقة الكورة، وما تمثل من عيش واحد مشترك، إنما تعبر عن صيغة العيش في كل لبنان، والتكامل والمحبة اللتين حث عليهما النبي المسيح، والرحمة التي حث عليها النبي محمد. فتحت هذين العناونين، تعيش كل المفاهيم الأخرى، من السياسية والعلمانية وغيرها. فكما لبنان هو رسالة للعالم، فالكورة من لبنان، هي رسالة للعالم العربي وللمجتمع الإنساني، تعكس كيفية العيش في بوتقة واحدة، في حوار، بالرغم من الاختلافات العقائدية والدينية”.
ووقال: “مضى على إيران أربعون سنة، من العطاء والثورة في بناء الدولة، وإطلاق المواقف، وقد ابتدأت شعاراتها السياسية بفلسطين، حيث حلت سفارة فلسطين مكان سفارة إسرائيل، ليس بدافع العروبة، بل بدافع الإسلام، الذي يؤيد الحق، في مواجهة الهيمنة الدولية على منطقتنا وحقوقنا وثرواتنا النفطية، وغير ذلك، والتي سماها الإمام الخميني بالاستكبار العالمي، وأطلق عليها اسم الشيطان الأكبر، وتسميات أخرى”.
وبعد أن استرجع “تاريخ انطلاق الثورة الإيرانية وانتصارها”، سأل: “تصوروا اليوم المنطقة بدون إيران، أين كانت فلسطين وغيرها من البلدان؟”.
وقال: “إيران تدعم المستضعفين، لذلك هي موجودة في كل العالم، الذي نعيش فيه، فالمتآمرون كثر، والمستسلمون والخائفون كذلك، لذلك يريدون القضاء على هذه الدولة التي احتضنت كل قضايا المنطقة”، مؤكدا “إنهم كما فشلوا في السابق، من خلال السياسة والعقوبات الاقتصادية، التي فرضوها، سيفشلون اليوم، لأن إيران تتمتع بقوة شعبها وإرادته”.
وعن الوضع الداخلي، قال: “شهداء المقاومة الإسلامية والجيش اللبناني وشهداء الشعب اللبناني، رمز وموضع كل كرامة ومحبة، لأنه، بفضلهم يعيش الوطن اليوم حالة استقرار أمني واقتصادي، وبسبب احتضان الشعب لهذه المنظومة وهذا الاستقرار، أصبح لدينا حكومة”.
ولفت إلى “ما دار في جلسة مجلس الوزراء، التي صورها الإعلام، بأنها نارية”، معتبرا أن “مراقبتها من قبل الشعب والمجلس النيابي، يؤكد أنها أخذت على عاتقها ترك الخلافات السياسية خارج الجلسة، ومناقشة الهموم المعيشية للمواطن، وهذا ما تم تطبيقه، حيث أعلن رئيس الجمهورية، أن المناقشات تكون في آخر الجلسة، على أن تبدأ الجلسة بمناقشة جدول الأعمال، وهذا ما حصل”.
وقال: “المناقشة في نهاية الجلسة، تناولت موضوع العلاقة مع سوريا، وجرى التداول فيها، وعرض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، رأيه، من حيث الاتفاقات والنصوص الدستورية واتفاق الطائف والمصالح الاقتصادية، وغير ذلك، ثم أكد الرئيس عون أنه أخذ القرار بذلك، وحسمت الجلسة”، مشيرا إلى أن “النقاشات طبيعية في لبنان، وكل فريق يعطي رأيه”.
وختم “استنادا إلى الجغرافيا والتاريخ واتفاق الطائف والوضع الاقتصادي، سوريا هي الشريان الوحيد مع العالم العربي برا، لذلك من مصلحتنا أن نكون على علاقة متفاعلة معها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام