خاطب وزير الخارجية الايراني البعثات الدبلوماسية الأجنبية الثلاثاء، قائلاً “لقد شاهدتم (ملحمة الحضور) في ذكرى انتصار الثورة، فأرسلوا تقاريركم إلى عواصمكم وقولوا لهم أين يقف الشعب من الثورة الاسلامية واكتبوا لهم بانه لايمكنكم عزلهم عن حكومتهم بالضغوط . وأكد ظريف خلال ملتقى “انجازات السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الایرانیه طوال 40 عاماً” والذي انعقد الثلاثاء، بحضور وزراء خارجیة إیران بعد إنتصار الثورة الإسلامیة وعدد من السفراء ورؤساء بعثات الدول (الأجنبیة) المقیمین في طهران، أكد أن “الشعب الذي يعد الدعامة الأساسية لاقتدار وأمن ايران سيحبط ضغوط الأعداء”، مضيفاً أن هذا الشعب “عندما يشعر أن الخطر يهدد مصالحه القومية وأمنه الوطني فإنه ينزل الى الشارع غير مبال بالثلوج والامطار ويسطر ملحمة فريدة امام انظار العالم”.
من جهة اخرى، قال ظريف إننا “لا نريد أن نطرد جيراننا من هذه المنطقة لأنه من غير الممكن إقصاء دول المنطقة منها”. وأضاف أن “الأميركيين يقولون لنا ماذا تفعلون في هذه المنطقة”، لكننا نرد عليهم بهذا التساؤل ، “ماذا تفعلون أنتم في هذه المنطقة، فهذه المنطقة هي منطقتنا فأين نذهب ؟ نحن لا نُقصى من هذه المنطقة”. واكد ظريف أن” الكثير من اسباب نفوذنا في المنطقة يعود الى اخطاء الغرب”، قائلاً “لو لم يخطئ الغرب ولم يدعم صدام ولو انهم لم يخطئوا ولم يخططوا للإطاحة بأنظمة الحكم في دول المنطقة لما كان لدينا اليوم كل هذا النفوذ”.
ورأى ظريف ان على اميركا “تعديل اسلوبها بدلاً من انفاق 7 تريليونات دولار”، قائلاً إن جون كيري قال لي مرة هل أنكم تنفقون الأموال في سوريا فقلت له إنك تتحدث معي عن المال في الوقت الذي يقوم حلفاؤكم حالياً بإنفاق مئات أضعاف ما ننفقه ، فالمعضلة هي أنكم انتخبتم الطرف الخاطئ وانكم اخطاتم في انتخاب المتعاونين وحلفاءكم “.
وتطرق ظريف الى زيارته للعراق ولبنان مؤخراً، قائلاً “لا أعتقد أن أي وزير خارجية بإمكانه الادعاء أنه عندما يزور هذه الدول يحظى بكل هذه المحبة من قبل شعوبها فنحن نفتخر بمقاومتهم”. وتابع ظريف القول نحن لا نمنّ على شعوب العراق ولبنان وسوريا، مضيفاً “نحن نفتخر بمقاومة شعوب العراق وسوريا ولبنان ونحن نفتخر بمقاومة الشعب الفلسطيني، ونفتخر ايضاً بأننا نتعرض للضغوط من أجل فلسطين، لأن من يتحالفون مع الكيان الصهيوني لا مكان لهم في المنطقة وأن من يسعون اليوم للبقاء في الحكم عبر تحالف هش مع نتنياهو إنما يبنون عروشهم على الريح”.
واكد ظریف أن ایران تستند الى قاعدتي “الاتكال على الداخل” و”التوجه نحو الخارج”، فضلاً عن أسس “العزة والحكمة والمصلحة” في سیاساتها. وأشاد وزیر الخارجیة بروح الحماس والدفاع عن المصالح الوطنیة الذي جسده الشعب الایراني خلال مسیرات الذكرى الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة في ایران (11 شباط/فبرایر 2019)؛ مؤكداً أن “هذا الشعب سیسطر الملاحم الفریدة اینما یشعر بضرورة الدفاع عن مصالحه الوطنیة والذود عن أمن البلاد”.
وتابع ظریف قائلاً “إنني بصفتي أحد المسؤولین، انحني اجلالاً امام هذا الشعب المصصم على مواصلة نهجه رغم كافة الضغوط والمشاكل التي یمرّ بها الیوم”. وإذ أكد أن الشعب یشكّل “الركیزة الأساسیة لقوة واقتدار الحكومة في ایران”؛ نوّه ظریف الى أن “رعایة حقوق هذا الشعب لیست مسؤولیة اخلاقیة فحسب وإنما تشكل ضرورة ماسّة على صعید الأمن القومي في البلاد”. ولفت وزیر الخارجیة الایراني الى ان الثورة الاسلامیة “لم تقم على قاعدة الدعم الاجنبي وعلیه فهي لن ترضخ للاملاءات الاجنبیة.”
وفي السياق، تساءل ظریف: “بماذا استند بولتون (مستشار الأمن القومی الامریكي) عندما صرّح نحن سنحتفل بحلول العام 2019 في ایران؟”. وشدد على أن “الشعب الایراني یشكل الركیزة الأساسیة للثورة الاسلامیة وقاعدة للقوة والاقتدار، وطالما واصل دعمه وتواجده في الساحات، سیكون ذلك ضماناً للأمن والاستقرار في ایران”. واشار ظریف الى أن “حجم المؤامرات الاجنبیة التي تعرضت إلیها الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة طیلة العقود الأربعة الماضیة لم یسبق لها نظیر في أي دولة اخرى”؛ مؤكداً أن “من أضمر السوء وفرض الضغوط على الشعب الایراني طیلة هذه الفترة كان هو الخاسر الأكبر دون أن یحقق مآربه”. وتساءل وزیر الخارجیة الایراني، “لماذا لا یتفهم الغربیون بان تقدیراتهم كانت خاطئة وینبغي ان یكفوا عنها یوماً ما؟”.
المصدر: وكالة أنباء فارس