أعلن ألكسي كاربوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية بفيينا، أن بلاده مستعدة لشراء الماء الثقيل من إيران، للحفاظ على الحدود المقررة في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال كاربوف،: “مستعدون لتقديم المساعدة لإيران في هذا الشأن عبر شراء الكمية المطلوبة من المادة…إيران تمتثل بشكل كامل بالتزاماتها المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، واحتياطيات الماء الثقيل هي عند مستوى 130 طنا، وجميع الفوائض، المتواجدة عند إيران تم إخراجها”.
وصرح كاربوف، بأن القرار بشأن حساب بقايا اليورانيوم المخصب، الموجود في الأنابيب في إيران بعد بدء العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني، سيتم اتخاذه حتى أواخر صيف 2016.
وأضاف المسؤول الروسي للصحفيين: “نحن ننطلق من أن إيران لا تتجاوز التزاماتها تجاه إنشاء احتياطيات بحجم 300 كغ، ونأمل أن يستمر ذلك في المستقبل. ولكننا بحاجة إلى إيجاد حل ما، من شأنه أن يكون قويا بما فيه الكفاية ومستقرا… وهذه المواد سيتم أخذها بعين الاعتبار في المستقبل، من أجل تسهيل مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في التحقق من حفظ إيران لالتزاماتها بإنشاء احتياطيات عند مستوى 300 كغ… لقد أحرزنا تقدما بشأن هذه المسألة، وسوف تستمر المناقشة… ونأمل في أن نصل إلى قرار ملموس في المستقبل القريب”.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المباحثات حول بيع الماء الثقيل الإيراني لروسيا، لا تزال في مرحلة النقاش.
وقال عراقجي: “نناقش مع روسيا بيع 40 طنا من الماء الثقيل، وكذلك هناك زبائن آخرون، يريدون شراءه”. موضحا أنه ليس بإمكانه تحديد الموعد المحدد لاتخاذ القرار النهائي حول هذه الصفقة المزمعة.
وفي وقت سابق، أعلن عراقجي، أن طهران تتطلع إلى السوق الدولية، وأن الخطوة الأولى كانت تلك المباحثات التي أجريت مع الولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن لدى البلاد فائضا من الماء الثقيل، وأن بعض بلدان “السداسية”، أعربت عن اهتمامها أيضا بهذا الموضوع.
وأكد مدير قسم شؤون عدم الانتشار النووي، والحد من التسلح، في وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، سابقا، بأنه لا يوجد اتفاق حتى الآن لشراء 40 طنا من الماء الثقيل من إيران، وأن المفاوضات جارية من أجل وضع الشروط المناسبة بين موسكو وطهران لهذا الغرض.
والجدير بالذكر أن ممثل وزارة الخارجية الإيرانية، جابر أنصاري، أعلن سابقا، بأن إيران تجري مباحثات مع روسيا حول بيع مائها الثقيل، مشيرا إلى أن إيران أنتجت حتى الآن نحو 200 طن من الماء الثقيل، بينما يحتاج مفاعل أراك إلى 60 طنا فقط، مؤكدا أن إيران تنوي بيع ما لا يقل عن 70 طنا من الماء في السوق الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الطاقة الأمريكي، إرنست مونيتس، أعلن سابقا، بأن وزارته تعتزم شراء 32 طنا من الماء الثقيل الذي يستخدم في مواقع نووية إيرانية، وتردد أن قيمة الصفقة ستبلغ حوالي 8.6 مليون دولار.
ويشار إلى أن عمليات بيع إيران للماء الثقيل، بدأت على خلفية رفع معظم “العقوبات” المفروضة على إيران، في 16 يناير/ كانون ثاني الماضي، بعد أن قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها، وأكدت فيه استعداد سلطات طهران لتنفيذ البرنامج الذي اتفق عليه بعد مفاوضات طويلة، لتقليص القدرات النووية الإيرانية بشكل ملموس.