لكي لا يُحْرَقَ الوطنُ بثُقابِ الضائقة الاقتصادية، اَطفِئوا قضيةَ جورج زريق بمسؤوليةٍ، قبلَ ان تمتدَ نيرانُها الى ما لا تُحمدُ عُقباه..
ليس قِسطاً مدرسياً عَجَزَ عن تسديدهِ هوَ الذي قادَ ابنَ الكورة الى الفعلِ المرفوضِ حتماً، ايِ الانتحار، لكنَها الاعباءُ الاقتصاديةُ والاجتماعيةُ التي نَحَرَته، وكان عَجزُهُ عن تأمينِ تعليمٍ لائقٍ لاولادهِ عُودُ الثقابِ الذي اشعلَهُ وسَعَّرَ معاناته..
ليست الحادثةُ التي حصلت في بكفتين الكورانية معزولةٌ عن واقعِ اللبنانيينَ، طالما اَنَ في البلدِ مواطنينَ على كَفَتَيْنِ غيرِ متساويِتَين .. في وطننا العِلمُ ليسَ للجميع، فمتى تُجْمِعُ الدولةُ على تفعيلِ المدرسةِ الرسميةِ وتعزيزِها؟
والطِبابةُ ليست بمتناوَلِ الجميع، فهل سيكونُ للبنانيينَ مستشفياتٌ حكوميةٌ لا يموتٌ امامَها الفقراء، او بداخِلِها من التقصيرِ والاهمال؟ وفوارقُ الرواتبِ بينَ القِطاعاتِ لا تُطاق، فهل من رؤيةٍ اقتصاديةٍ اجتماعيةٍ مبنيةٍ على اساسِ الحاجاتِ والمعاييرِ المَنطقية؟ وهل يُصْبِحُ لدينا قضاءٌ قادرٌ على الزامِ الوزراءِ والمسؤولينَ بتطبيقِ القوانينِ والاحكامِ القضائية لا سيما تلك الصادرَةِ عن مجلس شورى الدولة، فيلجأ اليه الجميع ؟
حادثةُ اليومِ في الكورة، الاولى أمامَ الحكومةِ التي تسيرُ نحوَ مجلسِ النواب، على اَنَ اللقاءَ الثلاثاءَ والاربعاءَ لنيلِ الثقة، واكتمالِ التفويضِ، فهل يكونُ عملُها جديراً بعنوانها” حكومةُ الى العمل”.
في فلسطينَ خيرُ العملِ الوقفةُ امامَ العدوِ بكلِ الاشكالِ التيِ باتت مسيرةُ العودةِ واحدةً ثابتةً منها، وعلى طريقِ العودةِ ارتقى شهيدانِ فِلَسطينيانِ برصاصِ الاحتلالِ الصِهيوني، والجمعةُ المقبلَةُ موعدٌ جديد..
في الثورةِ الايرانيةِ المتجددة، لا تزالُ تعاليمُ الوليِ الفقيهِ تُزهِرُ استراتيجياتِ المواجهةِ على الاعداء، وفي عَشَرَةِ الفجرِ بعامِها الاربعينَ كلامٌ للامامِ الخامنئي عن الشرِ الكبيرِ اميركا، وعن الموتِ الذي يَهتِفُهُ الشعبُ الايراني ضدَ الحكامِ الاميركيينَ لا الشعبِ الاميركي.. اما ما على الشعبِ الايرانيِ وحكومتِهِ الحذرُ منه، فهُمُ القادةُ الاوروبيونَ كما قال الامامُ السيد علي الخامنائي، فالثِقَةُ بهِم كالثقةِ بالاميركي، غيرُ ممكنة، اولائك الذين يحاضِرونَ بحقوقِ الانسان ويفقَأونَ اَعينَ المتظاهرينَ في باريس..
المصدر: قناة المنار