أكدت السفيرة الفنزويلية لدى بلجيكا كلوديا ساليرنو كالديراز الجمعة، أن قرار البرلمان الأوروبي الذي يدعوا للاعتراف بغوايدو رئيساً لفنزويلا، “ليس له أي أساس قانوني بعيد عن الكفاءة ولا يساعد على حل الوضع في البلاد، مشيرةً إلى أنهم “لم يستوعبوا على ما يبدوا أن فنزويلا مستقلة منذ 200 عام”. وقالت كالديراز، في مقابلة خاصة مع وكالة “سبوتنيك”، “إنه حقاً ليوم حزين في تاريخنا، بسبب قرار البرلمان الأوروبي. وافقوا على قرار ليس له أي أساس قانوني ولا كفاءة، على حساب الوضع في فنزويلا، فالبرلمان الأوروبي لا يملك المهارة الكافية لمعرفة الأوضاع جيدا في بلدنا وفي حكومتنا، وعليهم أن لا يقودوا أو أن يمارسوا ضغوطات أو يعلقوا على الحكومات أو المؤسسات الشرعية في البلدان الأخرى”.
وأضافت كالديراز ” في الحقيقة نحن لا نأخذ بالاعتبار أنه قرار صالح، أو يخضعنا بأي طريقة، ولا يعنينا بأي طريقة كبلد له سيادته. البرلمان الأوروبي يمكن له أن يتحدث أو يقرر ما يريده، نحن لن نخضع أو نوجه، حسب أوامره أو قرارته، لأننا بلد مستقل منذ أكثر من مئتي عام. لذلك أعتقد أن الأوربيين لم تصلهم هذه الرسالة والتي تتضمن أننا نملك استقلالاً منذ أكثر من 200 عام”. وتابعت السفيرة الفنزويلية ” إنه قرار سخيف وحزين، ونحن نعرف أن القرار ليس له أساس قانوني أو يأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة، ولكن الولايات المتحدة هي من اخترعت الكثير من البروبوغاندا [الدعاية] الإعلامية الدولية الخاطئة، وهم يحاولون ترويجها بمساعدة البرلمان الأوروبي”.
وأكدت السفيرة في حديثها أنه لم يكن هناك أي شخص يمثل فنزويلا في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي. وأردفت قائلة بهذا الصدد “كان لدينا بعض المحادثات مع المسؤولين عن الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، ولكن هم في الحقيقة يفعلون دائما ما يريدون، حيث يناقشون الوضع في فنزويلا بدون أن يكون هناك شخص يمثل فنزويلا، ويتكلمون عن الحكومة الفنزويلية بدون التخاطب مباشرة معها”، منوهة إلى أنه لم تقم أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي بالتواصل مع الحكومة الفنزويلية، مضيفةً بهذا الصدد أنها ” شخصياً كسفيرة تم التواصل معي، ولكن لم يستشيرونني في القرارات التي اتخذوها ولا حتى تم التواصل مع حكومة بلادي. وكنت قد طلبت بعقد اجتماع مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ولكن لم يتم الاستجابة بالموافقة أو الرفض من طرفها على دعوتي لعقد اجتماع ثنائي”.
وفي ردها على سؤال حول العقوبات التي قد يقررها وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي على فنزويلا، قالت السفيرة ” في الحقيقة نحن نفضل في هذه المرحلة أن ننتظر قرار الوزراء، أعتقد أنه قرار حاسم، حيث سيقسم العالم إلى طرفين طرف من الممكن أن يكون الاتحاد الأوروبي في قراره حليفا لقرار واشنطن، والتي تدعو فيه لتدخل عسكري وحرب أهلية في فنزويلا، أو دول مثل الأورغواي والمكسيك، التي تدعو فيها إلى الحوار والحل السلمي للوضع في فنزويلا من قبل الشعب الفنزويلي نفسه، لذلك هذه لحظة حاسمة”.
وشددت السفيرة الفنزويلية في تعليقها على احتمال فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، بأن “العقوبات دائما لها تأثيرات على الشعب، وإنها لكذبة القول بأنها تستهدف الأشخاص، فالعقوبات دائما تلمس مصالح الناس”، مضيفةً “الآن عندما يقول الاتحاد الأوروبي بأن العقوبات تستهدف أشخاصا معينين، هؤلاء الأشخاص يمثلون الحكومة المختارة ديمقراطيا والمنتخبة من أغلبية الشعب الفنزويلي، لذلك هم يستهدفون إرادة الشعب الذي يريد هذه القيادة، لذلك هذه العقوبات تعتبر تدخلا في سيادتنا، لذلك نحن لن ندعمها أبدا”.
وتابعت بالقول ” نحن دائما كنا ضد هذه الإجراءات التي يتبعها الاتحاد الأوروبي، هذه الإجراءات لا تساعد الأوضاع في أي دولة بالعالم بالتحسن ولكنها تزيد الأمور سوء، فنحن رأينا هذه الإجراءات والخطوات نفسها اتبعها البرلمان الأوروبي في ليبيا في عام 2011 ، ودعوا إلى انتقال سلمي للحكومة الليبية، والآن يتصرفون مع فنزويلا بالمثل، ونحن نعرف ماذا يفعلون، إنه ليس بشيء جديد، العالم رأى شيئاً من هذا القبيل من قبل”.
وطالبت كالديراز الاتحاد الأوروبي بأن لا يكون مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأردفت بالقول ” لا يجب على أي دولة أن تكون حليفة لإدارة ترامب، والتي ستقود بلادي للدم والمعاناة وهي تنادي بحقوق الإنسان، نحن نعرف جيدا ما يجري ومن الممكن بعد ساعات قليلة أن يقرر الاتحاد الأوروبي أن يكون حليفا لواشنطن، ونحن نعتقد أن هناك وقتاً للاتحاد الأوروبي لأن يفهم الوضع في فنزويلا جيدا”.
واختتمت السفيرة قائلة “ولكن نحن لن نرجو أو نطالب الاتحاد الأوروبي، فهم سيأخذون قرارهم وبلادي ستقاوم إذا ما فكروا أنهم سيعاملوننا كليبيا، سنكون سوريا وفيتنام وسننتصر في النهاية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية