حذر الباحثون من انتشار طفيلي تحمله القطط وتشاركه مع المليارات من سكان الأرض، قد يؤدي إلى الإصابة بانفصام الشخصية.
ويحمل الطفيلي اسم “تيكسوبلازما غوندياي” (Toxoplasma gondii) والذي يعرف اختصارا باسم “T. gondii”، ويمكنه أن ينتقل إلى البشر عن طريق ملامسة أواني القطط وأكل اللحم غير المطبوخ، وعادة ما يكون غير ضار.
لكن الدراسة الجديدة، التي تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، وجدت أن الطفيلي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام أو كما يعرف بانفصام الشخصية بنسبة 50%.
وتوجد بالفعل روابط غير عادية بين الطفيلي وسلوك تغيير العقل، مثل المخاطرة والإصابة بالاكتئاب وغيرها.
وحلل الباحثون من جامعة كوبنهاغن بيانات أكثر من 80 ألف مشارك في دراسة دنماركية حول التبرع بالدم، والتي سجلت تشخيص 2591 مشاركا بحالات نفسية.
وتتبع الباحثون بقيادة الدكتور، كريستوفر سولفن بورغدورف، آثار أجسام مناعية مضادة من أجل وجود طفيلي “تيكسوبلازما غوندياي”.
ويعتقد أن ما يقارب ثلث السكان، وفقا لجامعة شيكاغو، أصيبوا بالعدوى من الطفيلي، بما في ذلك 60 مليون مصاب في الولايات المتحدة و350 ألفا في المملكة المتحدة.
واكتشف الباحثون الطفيلي في دم ربع المشاركين في الدراسة، ووجدوا أيضا أن 61% منهم يحملون الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، الذي أظهر أيضا دليلا على ضعف القدرات الإدراكية للمشاركين.
وأظهرت النتائج أن المصابين بـ “تيكسوبلازما غوندياي”، كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بالفصام، وهذا يؤكد أن “تيكسوبلازما غوندياي” له تأثير كبير على الإصابة بهذه الحالة النفسية، إن لم يكن عاملا أساسيا في الإصابة بالفصام.
ولم يكشف الطفيلي عن ارتباطه بأي مرض نفسي آخر، إلا أن الفيروس المضخم للخلايا كان مرتبطا بخطر الاضطراب العصبي والإجهاد المرتبط بالاضطراب والاضطراب الجسمي، وهو أحد أشكال المرض العقلي الذي يظهر في شكل ألم جسدي، بالإضافة إلى الانتحار أو محاولة القيام بذلك.
وأوضح الباحثون أن “تيكسوبلازما غوندياي” قد يعطل عمل حمض أميني في الجسم يسمى “تريبتوفان”، وهذا يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من المستقلبات مثل حمض الكينورينيك، الذي وجد سابقا أنه مرتفع في الأشخاص المصابين بالفصام.
وتضاف نتائج هذه الدراسة إلى مجموعة متنامية من الأدلة التي تقول إن الطفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” مرتبط بتأثيرات معرفية غريبة لدى البشر.
المصدر: دايلي ميل