مهما دار الاميركيُ في حدائقِه الخلفية، تبقى عواصمُ الثورةِ عصيةً على الامبرياليةِ .. ومنها كاراكاس الصوتُ المؤرِّقُ لساكنِ البيتِ الابيضِ ذي العقلِ الاسود، الذي يلعبُ بالنارِ في مساحةٍ لن تُنجِيَهُ وكلَّ اتباعِه في تلك المنطقةِ من الضرر..
ليسَ نيكولاس مادورو ككثيرٍ من اتباعِ الاميركيين، فهو خرِّيجُ مدرسةِ هوغو تشافيز التي زَرعت في ربوعِ فقراءِ فنزويلا أملاً رغمَ العنجهيةِ الاميركية، وحملت نصرةَ المظلومينَ قضية، فكانت صوتَ فلسطينَ الدائمَ بوجهِ العدوانيةِ الصهيونية، ولم تتآمر على اهلِها كبعضِ الانظمةِ العربية..
هي فنزويلا ذاتُها التي طَردت السفيرَ الصهيونيَ نصرةً للبنانَ واللبنانيين، الذين كانوا يقاومونَ في العامِ الفينِ وستةٍ عدواناً صهيونياً اميركيا، فاعلنَ البلدُ الثائرُ كلَ الدعمِ للبنانَ ومقاومتِه حتى استحقَ شكرَ قائدِ المقاومة..
هي فنزويلا نفسُها التي يقودُها اليومَ نيكولاس مادورو، ويدعمُ الاميركيُ انقلاباً ضدَّه بعدَ ان عَجَزَ عن تطويعِ رئيسِ بلدٍ يملكُ اكبرَ احتياطٍ نفطيٍّ في العالم..
لاجلِ هذا كلِّه اشعلَ الاميركيُ فتيلَ انفجارٍ في اميركا الجنوبيةِ لن يكونَ سهلاً، ولم يستبعد دونالد ترامب التدخلَ العسكري، ما اعتبرَه الروسُ ضرباً من الجنون، سيؤدي إلى الفوضى وسفكِ الدماء، مؤكدينَ الدعمَ القاطعَ لمادورو..
وفيما اعلنت الصينُ وايرانُ وتركيا والمكسيكُ وكوبا وبوليفيا دعمَها للرئيسِ مادورو، لم يَمشِ الاتحادُ الاوروبيُ خلفَ واشنطن، فيما اعلنت فلسطينُ موقفَ وفاءً لكاراكاس، وكذلكَ حزبُ الله الذي دانَ المحاولةَ الانقلابيةَ الاميركية..
انقلابٌ من نوعٍ آخرَ نفذَه الاردنُ اليومَ بدعوةِ البرلمانِ السوري الى اجتماعِ البرلمانيينَ العربِ في عمان، وفي لبنانَ لم يَنقلب التفاؤلُ الحكوميُ حقيقةً حتى الآن.. اما اقتصادياً فعادَ وزيرُ المالِ ليحسمَ من بعبدا انتظامَ الدفع، خصوصاً في ما يتعلقُ بالرواتبِ والأجورِ والسندات..
المصدر: قناة المنار