أظهرت دراسة حديثة أن الدماغ البشري يستمر في التعامل مع المنبهات الخارجية أثناء النوم وتحليلها، وخاصة تلك التي تهدد حياة النائم، وإن كان لا يستجيب في الظاهر لكثير من المؤثرات.
وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي استعرضت الدراسة، إن أمورا كخطوات النمر في الغابة وبكاء الطفل الجائع أو المريض لا تخفى على الدماغ ويستجيب لها أثناء النوم كما لو كانت قرات فطرية.
ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة “طبيعة السلوك البشري” (Nature Human Behaviour) فإن دماغ النائم يستمر في إدراك المنبهات الخارجية وتحليلها، وتساءلت كيف يتم ذلك؟
وقالت الصحيفة إن مجموعة من الباحثين من جامعات عدة وضعوا فرضية مفادها أن دماغ النائم يستمر في البحث عن إشارات دالة بالنسبة له، ويخلق توازنا بين ما يضمن له الراحة الكافية لتخزين المعلومات وتقوية الذاكرة من جهة، والقدرة على العودة لليقظة بسرعة إذا لزم الأمر من جهة أخرى.
لاختبار هذه الفرضية، حسب الصحيفة، أجرى الفريق تجربة على 24 متطوعا، وتتبع النشاط الكهربائي للدماغ لديهم بواسطة جهاز التخطيط الدماغي أثناء بث نوعين من المقتطفات في آذانهم.
وكان النوع الأول من هذه المقتطفات عبارة عن نصوص من موقع وكيبيديا واضحة المعنى وسليمة المبنى، أما النوع الثاني فكان عبارة عن نصوص خالية من المعنى ومليئة بالكلمات المنحوتة قصدا لتكون غير ذات دلالة.
وأظهرت التجربة -حسب ما نقلت الصحيفة- أن الدماغ تفاعل أكثر مع النصوص المفهومة، لكنه لم يتفاعل بالدرجة نفسها مع النصوص الخالية من المعنى.
ويبدو للباحثين أن هذه القدرة مرتبطة بظهور نوع معين من موجات الدماغ، وتقول ميلاني شتراوس -وهي طبيبة نوم وباحثة في مستشفى شتراوس بجامعة بروكسل- إن “طبيعة هذه الموجات غير معروفة بصورة جيدة وهي موجات بطيئة خاصة بالنوم الخفيف”.
وقالت ميلاني إن “دراسات سابقة قبل عشر سنوات أظهرت أن هناك رقابة مستمرة يقوم بها الدماغ للبيئة من حوله مع شكل من المعالجة التلقائية للمعلومات”.
وقالت الصحيفة إن دماغ الشخص النائم لا يتقبل المعلومات الخاطئة مثل أن 2+2 تساوي 9، لكنه يستجيب فورا عند ذكر اسم النائم من بين أسماء أخرى، متسائلة إلى أي حد يكون تحليل الدماغ في هذه الحالة دقيقا؟
ويرى الباحثون أن دماغ النائم قادر على تمييز خطاب لا يرتبط معناه بمشاعر الشخص النائم، حسب ما نقلت الصحيفة، ورغم هذه القدرات التي كشفها الباحثون، فإن الدراسة خلصت من ضمن أمور أخرى إلى أن العمليات المعقدة كتسجيل معلومات جديدة لا يقوم بها الدماغ إلا في حال اليقظة.
المصدر: لوفيغارو