حلتِ العاصفة الثلجية نورما بما حَمَلَت من بشائرَ وخيرات، وبِحَسَبِ التوقعاتِ فاِنَ حملَ اليومينِ المقبلينِ اكبر وابرد.. عاصفة دَفَنَت في ثلوجِها كلَ الملفاتِ على سخونتِها، وباتَ اهتمامُ اللبنانيينَ بينَ مصلحةِ الارصادِ الجويةِ والتحكمِ المروري، والبيانِ رقْم واحد لوِزارةِ المدرسةِ الرسمية..
فحتى بتعامُلِها معَ الطقسِ العاصف، ميزتِ الدولةُ بينَ القِطاعينِ العامِّ والخاصّ، وبينَ الساحلِ والجبل، فاَعلنَت اقفالَ المدارسِ الرسمية فوقَ السبعِمئةِ متر، فيما تدني الحرارةِ وسرعةِ الرياحِ وصعوبةِ الرؤيا من الساحلِ وحتى اعالي الجبال كما تقولُ الارصادُ الجوية..
على كلِ حال، ايامٌ كانونيةٌ افتقدها اللبنانيونَ لعدةِ سنوات، لكنها عادت، ولعلَ معَها الاملَ بربيعٍ واعد ، وبصيفٍ اقلَ جَفافاً وعَطَشا اذا استثمَرَ المعنيونَ مياه الشتاء، ولم تكن كالعادة من نصيب البحر.
حكومياً تدنٍ ملحوظٌ في حرارةِ المشاورات، واجواءٌ ضبابيةٌ تسيطرُ على الرؤيةِ الحكومية. بينَ المطلوبِ والمرغوبِ يحتارُ اللبنانيونَ، ولكنَ الاعتيادَ على عَقْدِ الاَمالِ باتَ سِمَةَ السياسة.. لم يَعُد ينفَعُ السؤالُ عن موعدِ التاليف، في ظلِ جوٍ عاصفٍ من التسويف، وما يؤلمُ اكثرَ اَنَ الحلولَ معروفة، وهي بيدِ المعنيين، لكن لا قرارَ ولا حَراكَ باتجاهِ الحَسمِ بعد.
اليوم، رئيسُ الجمهورية، تجاوزَ في كلامهِ تصريحاً وتلميحاً عتبةَ القمةِ الاقتصادية وعلاقَتَها بالتاليف، قائلاً اِنَ وجودَ الحكومةِ في مرحلةِ التصريف ليسَ سبباً لتأجيلِ القمة، لاَنَ الحكمَ استمراريةٌ والحكومةُ الحاليةُ تمارسُ صلاحياتِها وَفقاً للاصولِ والقواعدِ الدستوريةِ المعتمدة.
وعليهِ فانَ البلدَ في السياسةِ متاقلمٌ مع واقِعِهِ الى ما لا يُعلَمُ من الوقت، ريثَما تتبلورُ الامور، وتُسْمَعُ مطالبُ اصحابِ الحقوق.
المصدر: قناة المنار