فترة طويلة غاب خلالها فرح “الميلاد” عن سورية؛ ليرجع اليوم الى سابق عهده مع عودة الأمان الدمشقي؛ وانتهاء أي تهديد يقف قبالة اهالي المدينة .
الميلاد عاود فرحه واحتفل السوريون به مجددا، طقوس العيد اخذت طابعها القديم التقليدي ولكن بنكهة متجددة، وبعد طول انتظار وكثرة أحزان، استطاع السوريون فتح المغارات المغلقة على أجواء الاحتفالات والقداديس، وبعد كل ما فعله الارهاب المتمركز سابقا في اطراف المدن، ومحاولات كثيرة لاستهداف الوجود المسيحي في الشرق انطلاقاً من سورية، من خلال ضرب مناطقهم بشكل عشوائي.
وخلال جولة مصورة لموقع قناة المنار في ليالي الميلاد، ضمن أحياء القصور والقصاع وباب توما؛ بدا المشهد اكثر روعة ورونقا؛ فمشهد الانارة المعبّرة بأشكالها التي لا توحي فقط؛ إنما تؤكد أيضاً عظمة المناسبة، وتزيد تأكيدا على تمسك الشعب السوري بكل أطيافه من مسيحيين ومسلمين على استمرار الحياة وعودتها إلى طبيعتها، فكثيرون ممن كانوا سجناء حزنهم نتيجة فقدِ قريبٍ او عزيز، اندفعوا للصلاة واضاءة الشموع؛ والأكثر كانوا منتظرين زوال الظلمة عن سماءهم ليفتحوا مغارة العيد ويعيدون تزيين اشجارها، وهذا ما فعلوه .
ومن ضمن فعالياتٍ قام بها السوريون في دمشق، إضاءة أطول شجرة ميلاد في العاصمة ويبلغ ارتفاعها حوالي 35 مترا؛ إضافة لإقامة القداديس والصلوات وقرع الأجراس والترانيم الاحتفالية في الكنائس المزينة بأضواء العيد على الأشجار وتجسيم المغارة في كل منزل وكنيسة إضافة لعدد من الشوارع.
كل المشاهد في دمشق كما بقية المناطق السورية، تشير إلى عودة الحياة الطبيعية، ومزاولة المواطنين لنشاطهم بشكل اعتيادي كما كان قبل الأزمة، وهو ما كان منتظراً خلالها، واليوم دمشق مضاءة بكل ما يلزم من عزيمة وإقبال على الحياة بشكل يجعل المشهد يؤكد على بدء تجاوز الأزمة، وفشل كل المخططات التي حيكت على كل الشعب السوري، ومن ضمنها محاولة إخلاء سورية من مكونها المسيحي وهو مكون عريق وأساسي في البلاد.
المصدر: موقع المنار