نوه السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة بعجلة المشاورات التي أطلقها رئيس الجمهورية لحل العقدة الأخيرة من عقد تأليف الحكومة، لإخراج البلد من حال المراوحة في الملف الحكومي، بعدما لم يبد أي من الفرقاء المعنيين بحل هذه العقدة استعدادا للتنازل المطلوب، وبعدما وصل البلد إلى حال من الانحدار والتردي على كل الصعد، مما ينذر بكارثة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، وهو ما حذرت منه مراجع دولية وسياسية واقتصادية، وكان آخرها تحذير رئيس الجمهورية”.
وأكد أن “هذه التحذيرات جادة وموضوعية، وليست كما يصورها البعض، بأنها ذات غايات سياسية بهدف الضغط على الأفرقاء السياسيين لإنجاز الملف الحكومي، وتشهد بذلك الوقائع على الأرض، من إقفال شركات ومؤسسات وبطالة وهجرة، وما يطاول الهواء والماء والغذاء من تلوث وما إلى ذلك، إن من المؤسف أن لا نجد حتى الآن حرارة مطلوبة وإحساسا بالخطر الداهم في التعامل مع كل هذه المحاذير رغم جديتها، فلا تزال المواقف والتصريحات على حالها ولم تتبدل، ما يجعل اللبنانيين يتساءلون: على ماذا تراهن القوى السياسية وهي ترى البلد بهذه الصورة؟ وهل يوازي حجم ما تصبو إليه المحاذير التي قد تنتج من الكارثة إن حصلت؟ طبعا، هذا لا يعني أننا ندير ظهورنا لمطالب هذا الفريق أو ذاك، والتي قد تكون محقة ومبررة، أو الهواجس التي قد يشعر بها هذا أو ذاك. ولكن لا يمكن، وفي كل ذلك، أن لا نأخذ في الحسبان الواقع المزري الذي قد يصل إليه البلد، والذي إن حصل فيصيب الجميع ويهدد الوطن”.
وأضاف “لقد كنا نراهن سابقا على تدخل دولي وإقليمي ومسكنات لأي انحدار اقتصادي، ولكن هذا لم يعد متاحا في ظل انشغال العالم بمشاكله، ويخشى أن يكون في هذا العالم من يريد للبنان أن يصل إلى حافة الانهيار، حتى يأتي ليقول: إننا نعطيكم، ولكن لا بد من أن تعطوا من حريتكم ومن أمنكم ومن استقرار بلدكم وقوته. إننا أمام ما يجري، نعيد دعوة القوى السياسية إلى اجتراح الحلول وإيجاد التسوية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب”.
وتابع”في موازاة ذلك، يستمر العدو الصهيوني بأعمال الحفر التي بدأها على السياج الحدودي بين لبنان وفلسطين، بحجة وجود أنفاق، مع ما يواكب ذلك من تهديدات للبنان واللبنانيين. وآخرها تهديد رئيس وزرائه، الذي يسعى من خلال ذلك إلى الضغط على لبنان من جهة، وعلى الأمم المتحدة من جهة أخرى، لتغيير قواعد التفويض المعطى للقوات الدولية، والدخول على خط القرار 1701، لعله يحقق من خلال التهديد والوعيد ما لم يستطع تحقيقه بالحرب المباشرة. ولكن هذا لن يحصل، فهذا العدو أضعف من أن يفرض شروطه، رغم كل القدرات التي يملكها، والتغطية التي تأمنت له، نظرا إلى الإرباك الذي يعانيه، والذي تشهد به غزة والضفة الغربية، وإلى جهوزية الجيش اللبناني والمقاومة، ووعي الشعب اللبناني الذي لم تعد تخيفه التهويلات”.
وقال”إلى فلسطين المحتلة والضفة الغربية، حيث تتوالى العمليات البطولية، وليس آخرها العملية التي جرت شرق مدينة رام الله، والتي أصابت مقتلا في العدو، وجاءت ردا طبيعيا على السياسة التي يتبعها لإذلال هذا الشعب وقهره، وهي تؤكد وحدة العمل المقاوم في الضفة الغربية وغزة، ونحن في الوقت الذي نحيي هذه النماذج من الشعب الفلسطيني الذي أثبت أن الاحتلال ليس قادرا على تطويعه، ندعو كل العرب والمسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم للتضامن مع هذا الشعب ورفده بكل عناصر القوة والصمود”.
وامل السيد فضل الله فيما خص الوضع اليمني من أن “تساهم القرارات الناتجة من المفاوضات التي جرت أخيرا في السويد بين الأطراف اليمنيين، إلى فتح باب الحل لإنهاء هذه الحرب الكارثية بكل أبعادها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام