أقامت “حركة الناصريين المستقلين- المرابطون”، لقاء تكريميا “لشهداء غزة هاشم ودعما للمقاومين على أرض فلسطين”، تحت عنوان “شدوا الرحال إلى فلسطين وغزة تجمعنا”، في حضور ممثل سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي، ممثل القائم بالأعمال والوزيرة المفوضة في سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية عميرة زبيب وشخصيات لبنانية وفلسطينية، في فندق “الساحة” بيروت. افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ونشيد “المرابطون” وبالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في غزة وفلسطين.
حنا
وتوجه رئيس أساقفة سبسطية والقدس للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا رسالة مباشرة الى المجتمعين من فلسطين جاء فيها ما يلي: “يا من تجتمعون وشعاركم “شدوا الرحال الى فلسطين وغزة تجمعنا”، يا من تجتمعون في هذا اللقاء الكريم، بدعوة كريمة من أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، وقد أتيتم من كل التيارات السياسية اللبنانية والفلسطينية اضافة الى مشاركة شخصيات عربية مرموقة، تجتمعون في بيروت الآن لكي تقولوا اننا نقف الى جانب فلسطين، نقف الى جانب اهلنا في غزة المحاصرة، غزة العزة التي يعتدى عليها ويرتقي منها الشهداء، غزة التي قدمت لفلسطين الدماء والتضحيات، غزة المحاصرة التي أرادوا لها أن تركع ولكنها ستبقى شامخة رافعة رأسها ورافعة رؤوسنا جميعا بها.
وكما أن أهلنا في قطاع غزة الحبيب عم شامخون، هم مناضلون مكافحون ومقاومون، هذا هو حال الشعب الفلسطيني، الفلسطينيون في هذه الأرض المقدسة هم دعاة حرية واستقلال، وفي مدينة القدس تتجلى الوحدة الوطنية المسيحية الاسلامية. نحن في هذه المدينة الباركة التي منها اخاطبكم ومنها احييكم الآن، هذه المدينة هي مدينتنا وهي عاصمتنا وهي حاضنة أم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وستبقى مدينة عربية فلسطينية رغم كل الاجراءات الاحتلالية الغاشمة والقرارات الاميركية الجائرة. المسيحيون والمسلمون في القدس كما في سائر فلسطين الأرض المقدسة، هم شعب واحد يناضل من أجل الحرية، يناضل من أجل أعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث، ألا وهي قضية الشعب الفلسطيني. القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا، هي قضية الفلسطينيين والمسيحيين هي قضية الامة العربية من محيط الأمة العربية الى خليجها، هي قضية كل أحرار العالم المؤمنين بحرية وكرامة الانسانية. ما أحلى وما أجمل أن تلتفوا في بيروت الجميلة، بيروت الأبية، بيروت المقاومة والعروبة، بيروت التي كانت دائما بوصلتها فلسطين والقدس. ومن مدينة القدس أن أوجه تحية الى احبائنا في لبنان الذي نحبه ونتمنى له الاستقرار والتقدم، والذي احتضن اللاجئين الفلسطينيين، هؤلاء الذين يتوقعون وينتظرون يوم عودتهم الى فلسطين. المخيمات الفلسطينية هي محطة ما قبل العودة، والفلسطينيون في المخيمات يحتفظون بمفاتيحهم ويقولون دوما بأننا عائدون عائدون عائدون الى فلسطين.
ايها الاحباء تلتقون وتجتمعون من اجل فلسطين، وفلسطين تمر بفترة عصيبة، مؤامرات ومشاريع مشبوهة تحيط بنا لتدمير قضيتنا ولكي ننسى حق العودة، ولكن باسمي وباسم شعبي المقاوم المجاهد في هذه الارض المقدسة أؤكد ان الفلسطينيين كبارا وصغارا نساء ورجالا مسيحيين ومسلمين، متمسكون بفلسطين وبكل حبة تراب.
كلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسنا، فالفلسطينيون كانوا وسيبقون من اجل استعادة حقوقهم. في فلسطين هناك ابطال يكافحون من اجل الحرية، هناك مقامومون وشباب يواجهون الاحتلال بصدورهم العارية، في كل يوم لدينا شهيد في سبيل الحرية والاستقلال، وشهداؤنا هم رمز لهذه الارض وثمرة دمائهم هي الحرية.
في مدينة القدس كنائسنا وأديرتنا ومؤسساتنا مفتوحة لكل الشعب الفلسطيني، لكل شبابنا الرافعين راية الحرية. أحييكم باسم المرجعية الروحية الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وباسم أقصانا وقيامتنا، وعندما يعتدى على الاقصى يعتدى على القيامة، وعندما يعتدى على القيامة اعتدى على الاقصى، يريدوننا مفككين مشرذمين لكن شعبنا بوعيه يتصدى الى هذه المحاولات الآثمة. ان اكثر صورة ازعجت الاحتلال هي صورة المسيحيين والمسلمين مدافعين عن الاقصى، هم لا يريدوننا عائلة واحدة ونحن نقول للعالم بأسره باننا سنبقى عائلة واحدة من اجل فلسطين وقضيتها العادلة. ونتمنى ايضا من رحاب القدس المقدسة ان يسود السلام في رحاب مشرقنا، وان يسود السلام في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وفي كل أقطارنا العربية، نتمنى وحدة العرب لانها قوة في سبيل القضية الفلسطينية ومواجهة الاعداء”.
وختم حنا: “أشكركم لأنكم أتحتم لي الفرصة لكي اخاطبكم من القدس، ولكي اقول لكم جميعا شكرا. ارسل لكم من القدس كلمة الوفاء والتقدير لكل من يقول كلمة الحق بحق الشعب الفلسطيني وبحق اهلنا في غزة وبحق القدس. أحييكم وأتمنى للقائكم النجاح، احييكم جميعا وأنقل اليكم تحية شعبنا وقدسنا وأسر شهدائنا، انقل تحية الاسرى والمحررين. شكرا لكم جزيلا”.
قماطي
كلمة “حزب الله” ألقاها عضو المجلس السياسي للحزب محمود قماطي، الذي قال: “مجددا تنتصر غزة وفلسطين لتثبت المقاومة بأنها الخيار الوحيد الذي يحقق لفلسطين وشعبها النصر. كشف العملية الأمنية للصهاينة وإحباطها ومن ثم افشال العملية العسكرية ومسارعته الى وقف اطلاق النار، كل ذلك له ابعاد جديدة، فقد استطاعت المقاومة في فلسطين ان تقوم بوضع معادلة ردع جديدة كما فعلت المقاومة في لبنان بردع العدو الصهيوني، واليوم اسرائيل تفكر كثيرا قبل ان تعتدي على ارض لبنان وسمائه، واليوم في فلسطين الوضع اصبح مماثلا لما هو في لبنان.
إن انتصار غزة نستطيع ان نضيفه الى انتصارات محور المقاومة في المنطقة المنتصر في سوريا والمنتصر في اليمن. هذا المحور الذي يملك زمام المبادرة. يجب ان نفتخر ونعتز كمحور مقاومة أننا ننتصر على أكبر محور شر في العالم، فلنشد الرحال الى غزة”.
واكيم
وألقى النائب السابق نجاح واكيم كلمة أحزاب “الجبهة العربية التقدمية”، فقال: “كل التحية للمقاومة الفلسطينية، فهي في معركتها الاخيرة كانت تستكمل ما فعلته المقاومة في لبنان، أي أنها كانت تستكمل حقيقة شل قدرة اسرائيل في شن الحرب، وهذا الامر ليس ببسيط”. واضاف: “لقد استعملوا اسرائيل في شل كل حركة تحرر في منطقتنا وشل كل من خرج عن طاعة أميركا. قد نشعر بالخجل عندما نرى هؤلاء اصحاب الدشداشة عندما يستقبلون العدو وقادته، اريد ان أؤكد ان العلاقة بين هؤلاء والعدو هي علاقة قديمة ولكن لماذا تجبر الولايات المتحدة هؤلاء اليوم على الظهور في العلن مع قادة العدو؟ أستطيع ان اقول ان مشروع اميركا والصهاينة في المنطقة يفشل وادوات هؤلاء بدأت تستهلك، هم يحاولون ان يعوضوا عن خسارتهم بهذه الطريقة”.
وتابع: “نحن في الجبهة العربية التقدمية عندما نقول فلننتصر لفلسطين، كيف ننتصر لفلسطين؟ أن نذهب الى غزة ونقاتل؟ لا، عندما نتظاهر بكل ساحة عربية فهذا دعم لفلسطين، عندما نحرج الانظمة التابعة للادارة الاميركية فهذا دعم لفلسطين. ليس من باب التفاؤل وليس من باب الخطابات الرنانة اقول: بداية نهاية اسرائيل بدأت، وانكسار المشروع الاميركي والصهيوني سقط اولا في سوريا فتحية لجيش سوريا، انتصار سوريا كان الدعم الاكبر لمحور المقاومة. كل التحية ايضا للجمهورية الاسلامية في ايران التي لم تقصر عن فلسطين بقرش واحد أو بسلاح واحد”. وختم واكيم موجها الشكر ل”المرابطون” والعميد مصطفى حمدان “على وقوفهم الدائم الى جانب فلسطين والمقاومة”.
عطايا
كذلك كانت كلمة لممثل “حركة الجهاد الإسلامي في لبنان” إحسان عطايا، قال فيها: “الى المرابطين في فلسطين نقول: المرابطون في لبنان اطلقوا شعارهم شدوا الرحال الى فلسطين، فتحية الى المرابطين هنا وتحية لكل المرابطين في فلسطين الحبيبة. المقاومة في فلسطين اسقطت منظومة العدو الأمنية والعسكرية بصواريخ المقاومة التي دقت حصون الاعداء في قلب فلسطين، في عسقلان وفي كل محيط غلاف غزة، كما دكت المنظومة السياسية للعدو الذين مرغت انوفهم بالتراب حيث انتصرت المقاومة ودماء الشهداء التي سالت في غزة، دماء الفصائل الفلسطينية التي امتزجت لتشكل الوحدة الفلسطينية في وجه العدو”. وأضاف: “ان فلسطين ستتحرر وستعود الى اهلها واللاجئين الفلسطينيين سيعودون الى ارضهم وديارهم بعد هذه الانتصارات في فلسطين. اننا نحيي ابطال المقاومة الذين يلقنون العدو درسا لن ينسوه في حياتهم”.
وختم: “عندما تضع الادارة الاميركية مقاومين على لائحة العقوبات والارهاب، ذلك يدل وينم عن عدوانية هذه الادارة التي، هي والصهاينة، وجهان لعملة واحدة. نشكركم ونتمنى ان نجتمع في العام المقبل في القدس لنحتفل سوية ونصلي سوية في الاقصى”.
عبد العال
كما كانت كلمة لمسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال الذي قال: “نعتز أننا هنا على منبر “المرابطون”، وفي بيروت العروبة وبيروت الضاحية لأننا نؤمن أن العروبي الصحيح هو الفلسطيني الصحيح، والفلسطيني الصحيح هو العروبي الصحيح، لأن فلسطين هي اختبار العروبة واختبار الكرامة. نحن هنا لنوجه تحية الى غزة التي، عبر مخزونها القيمي والمعنوي والتاريخي وتجربتها، كانت دائما في المقدمة. فمنذ النكبة عام 1948 هي التي أنجدت الجيش المصري المحاصر في الفالوجة. غزة هي هؤلاء الأبطال الذين زرعوا في كل ميليمتر فيها المقاومة. غزة هي التي كسرت المشروع الصهيوني في لأول مرة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني فانسحبت اسرائيل من دون قيد أو شرط”. وتابع: “درس غزة الأول أننا نحقق النصر بتلك العبارة التي تتجاوز الفصائل والمسميات والإختلافات، هذه العبارة الذهبية، المقاومة الوطنية الفلسطينية”.
واذ لفت إلى أن “العدو يريد تفرقة الفصائل وتجزئة كل فصيل إلى جناح وقسم”، رأى أن “غرفة العمليات المشتركة هي التي صنعت الانتصار، وهذه الرسالة الأقوى”. وقال: “هل يمكن لأي مشروع وطني فلسطيني أن يمضي من دون مصالحة، ومن دون مقاومة؟ آن أوان المصالحة الفلسطينية بإرادة فلسطينية، لقيادة المقاومة نحو الإنتصار”. وتوقف عند “صفقة القرن”، محملا المسؤولية “للنظام الخليجي الذي يطعن فلسطين بالظهر ليقول: المقاومة قادرة أن تعيد معادلة القوة الى مكانها الصحيح، والصفقة لا تستهدف فلسطين وحدها بل كل هذه الأمة”.
الاورشليمي
أما رئيس الكنيسة القبطية في لبنان الأب رويس الاورشليمي، فذكر بقول “الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، ليذكر “بما قام به شباب غزة ومقاوموها ومقاومو لبنان في مواجهة العدو”. كذلك ذكر بقول البابا شنودة “لن نذهب الى فلسطين الا بعد تحريرها ولن نذهب اليها الا مسلمين ومسيحيين”، معتبرا أن “من يلهث وراء التطبيع، هذا العدو المستبد لا يعترف بحقوق الفلسطيننين ولا المسلمين بأقصاهم ولا المسيحيين بكنائسهم، فمع من تطبعون”؟. وختم: “أحيي الجيش اللبناني بعيد الاستقلال، وأحيي الجيش السوري المرابط في ساحات الاستقلال، والجيش المصري المرابط في كل وقت وحال، أحيي كل فلسطيني مقاوم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام