انطلقت، اليوم، أعمال المؤتمر الدوليّ “التأصيل الثقافي للعلوم الإنسانية: رؤى وتجارب”، بحضور حشود غفيرة يتقدمها معالي وزير الدفاع الوطني اللبناني، عضو مجلس أمناء جامعة المعارف، يعقوب الصراف، ممثل وزير الخارجية اللبنانية، رئيس جامعة حلب، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية وعدد من ممثلي الجامعات الخاصة، السفير الإسباني، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وعدد من النواب بالإضافة إلى عددٍ كبير من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية من العالمين العربيّ والإسلامي، وحشد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والأمنية والاجتماعيّة وعدد كبير من الباحثين العرب والأجانب.
رئيس جامعة المعارف، البروفسور علي علاء الدين، اعتبر أن ” العلوم الإنسانيّةُ قدمت، ومنذُ زمنٍ بعيد، كمًا هائلًا من الأدبيات النظريّة والمعرفيّة والتطبيقيّة في المجالات الإنسانيّة والاجتماعيّة كافّةً،” سائلاً عن “المساهمة التي قدّمها هذا الكمُّ الهائلُ من الأدبياتِ والنظرياتِ التي أنتجتْها تلك العلوم، لجعل حياةِ البشرِ أفضلَ،” لافتاً إلى أن “المشكلاتِ الاجتماعيّةَ والاقتصاديّةَ والأخلاقيّةَ والنفسيّةَ لا زالت تتفاقم، وحيث ما زالت حياةُ الأفرادِ والمجتمعاتِ في انحدارٍ وتراجعٍ نحو الأسوأ.” كما طرح إشكالية “حجمُ الفائدةِ التي تُرجى من نتاجاتِ تلك العلوم وتطبيقاتِها، في مجتمعاتٍ تختلفُ في ثقافاتِها ومرجعيَّاتِها الروحيّةِ والفكريّةِ عن المجتمعات الغربيّة”.
وأشار البروفسور علاء الدين إلى أن “هذا الموضوعَ يمسُّ جوهرَ الثقافاتِ التي لا يُمكن الحديثُ عنها في سياقٍ بعيدٍ عن جدلية العلاقةِ بين السلطةِ والثقافةِ؛ خصوصًا في زمن العولمة بأشكالها السلطوية كافةً، مع إيماننا أنّ أوّل ما طالتْهُ وتطاوِلُه هذه الظاهرةُ هو التّبعيةُ الثقافيةُ.
وأضاف: “وضعتِ الجامعة، تحت هذه المظلة، أولوياتِها الاستراتيجيةَ في التربية والتعليم، لتكونَ في حالةٍ من الانسجامِ بين التأصيل الثقافيّ، والتّميُّز العلمي من جهة؛ والانفتاحِ على الأُفقِ العلميِّ المعاصر، وعلى تجاربِ الآخرين من جهةٍ أخرى.
بدوره تحدث منسّق المؤتمر البروفسور طلال عتريسي “عن فكرة التأصيل التي يطرحها ويقترحها هذا المؤتمر من خلال ست إشكاليات موجزة ومركزة”.
في ختام حفل الافتتاح، كلمة لوزير الدفاع الوطني اللبناني وعضو مجلس أمناء جامعة المعارف، المهندس يعقوب الصراف أكد فيها على أهمية الإنتماء إلى الأرض والتجذر وما له من أثر على الحوار مع الآخر، كما “يجب الانفتاح على العلوم الإنسانية والإستفادة منها دون التخلي عن الهوية، فما قدمه الآخرون من علوم غربية يمكن توظيفه في سياق تطوير العلوم عندنا في إطار من التكامل المعرفي.”
بعد انتهاء حفل الافتتاح، انطلقت أعمال المؤتمر وجلساته البحثية التي تستمر على مدى يومين والتي يشارك فيها عدد من المحاضرين والباحثين العرب والدوليين.
المصدر: موقع المنار