في اليابان يُعالج الألم بالدموع، فهل يُمكن للبكاء الشديد أن يكون “الخلاص” من جميع أصناف العذاب؟ في الحقيقة، تنتشر هذه الفكرة على نطاق واسع، ولكنها ليست صحيحة تمامًا، وهو ما يُفسره باحثان.
فقد ذكرت الكاتبة سيفن راي في تقريرها الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن النصيحة اليابانية التي تدعو إلى “البكاء مرة واحدة في الأسبوع من أجل حياة خالية من الضغط النفسي”؛ تفتقر إلى أساس علمي.
مع ذلك، ووفقا لما أفاد به موقع “ذي جابان تايمز”، “يشارك العديد من اليابانيين في جلسات بكاء جماعية للتخفيف من الضغط النفسي والأحزان”. كما يوجد مثل فرنسي يقول “ابك قليلا، فهذا سيكون مفيدا لك”. تظهر بعض الدراسات أن ذرف الدموع تجربة تطهيرية، فمثلا صرح الطلاب المشاركة في دراسة أجراها عالم النفس العصبي الكندي دالبير بيندرا عام 1972، أنهم شعروا بتحسن بعد البكاء.
وفي البحث الذي أجراه وليام فراي، ذكر البالغون الذين تتبع حالتهم لمدة 30 يوما أنهم يشعرون بتحسن بعد نوبة بكاء. وفي العام 1986، ذهب الباحثان الأميركيان كريمر وهاستروب إلى حد القول إن البكاء يمكن أن يرتبط بتراجع الاكتئاب.
ويقول فلوريان كوفا إنه “عندما يُسأل الأشخاص عما إذا كانوا يشعرون بتحسن بعد البكاء، يردون بالإيجاب بشكل عام. ولكن حين نخضعهم لفحوص مخبرية لقياس الشعور، لا نتحصل على نفس النتائج”.
بعبارة أدق، عندما يعرض العلماء فيلما دراميا على بعض الأفراد ثم يقيسون ردود أفعالهم المادية، يُلاحظ أن المشاعر السلبية ترتفع لدى أولئك الذين يذرفون الدموع.
في مواجهة اختلافات النتائج حول الفوائد النفسية للدموع، لم يعد الباحثان فينغهوتس وبيلسما يتساءلان عن وجود التأثير الإيجابي للدموع من عدمه، وإنما عن الظروف التي تجعلنا نشعر بالارتياح بفضل البكاء.
في العام 2008، أجرى هذان الباحثان دراسة على 35 دولة و5000 شخص، وجمعا بيانات حول مدة وأسباب ومكان “نوبة البكاء”، فضلا عن وجود أو غياب أشخاص غرباء وردود أفعالهم. وقد أكد فينغهوتس أن “الدموع لا تُخفف الآلام حين ينجم البكاء عن وضع خارج عن نطاق سيطرة المرء، مثل الموت. ولا نصل إلى هذه النتيجة إلا إذا كانت الوضعية مرتبطة بنا نحن، إثر شجار مثلا”.
المصدر: لوفيغارو