معَ حلولِ عطلةِ الدوامِ الرسمي في لبنانَ يعُمُ الشللُ اوساطَ القرار، ويصبحُ المواطنُ وحيداً في مرمى الازماتِ التي لا تعرفُ سبتاً ولا احدا .
اليومَ، كأنَ البلدَ لم يكن في كارثةٍ بالامس ، وللاسف لم يكن للبنانيينَ ما تَمنَوْهُ ، فهم لم يَصحُوا على خبرٍ بكفِ يدِ متورط، ولا على ما يَقيهم مستقبلاً شرَ الزحماتِ الطويلة، وطوفانِ المجاري في شوارعِ بيروت…
بالامس، الجيشُ اللبنانيُ اعتذر ، ثُمَ عدَّلَ مواعيدَ تدريباتِه منعاً لتكرارِ الزحمة ، ولكنَ حاجةَ اللبنانيينَ تبقى كبيرة، فمن يُفسحُ امامَهم الطرقاتِ كلَ يومٍ ويمنعُ الزحمات؟ ومن يسهّلُ مرورَهم الى اشغالِهم ومدارسِهم؟ واينَ البدائلُ والخططُ التي تريحُهم من الفواتيرِ الباهظة، وحرقِ الاعصاب؟.
هي تساؤلاتٌ فاقدةٌ للاجابةِ حالياً ما دامَ انَ همومَ الناسِ لا تقارَبُ بما ينفعُهم ، وما دامَ انَ النداءاتِ بضرورةِ تاليفِ الحكومةِ مخافةَ الانهيارِ لا تلقى تلبيةً عاجلةً لدى المكلفينَ الممتنعينَ عن تسهيلِ تمثيلِ فئةٍ متمسكةٍ بحقوقٍ مثبتةٍ بقوةِ الانتخابِ والقانون…
اقليمياً، الاحتلالُ في تخبطٍ سياسيٍ بعدَ الصفعةِ العسكريةِ التي تلقاها في غزة ، والانتخاباتُ الصهيونيةُ المبكرةُ اصبحت فعلاً قائماً معَ بقاءِ الخلافِ على المواعيدِ التي يؤجلُها نتنياهو ومعسكرُه انتظاراً لاطفاءِ حنَقِ الشارعِ واستحداثِ مواقعَ جديدةٍ بعدَ تكسرِ سياستِه على اعتابِ غزة.
في قضيةِ الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تَجري رياحُ واشنطن بما لا تَشتهي سفنُ الرياض ، وبعدَ الاخراجِ السعودي الرديءِ لمسرحيةِ القتلِ في القنصلية ، خرجت معلومةٌ على متنِ الاعلامِ الاميركي مصدرُها ال ” سي آي ايه” تتحدثُ عن تورطٍ مباشرٍ لمحمد بن سلمان .. معلومةٌ توالت بعدَها التصريحاتُ من البيتِ الابيضِ حولَ حجمِ هذا التورطِ فاتحةً البابَ على توجهاتٍ تقي دونالد ترامب دمويةَ حليف ٍيصبحُ الاستثمارُ معه مجلبةً للخسارةِ، اولاً في السمعةِ، وثانياً في السياسةِ على المدى البعيد… فكيفَ سيكونُ الاخراجُ الاميركيُ لنهايةِ هذا الفيلمِ الطويل؟
المصدر: قناة المنار