توجد حاليا مواقع عديدة تساعد الباحثين عن عمل في العثور على وظيفة على غرار لينكدإن، لتصبح طلبات العمل التقليدية جزءا من الماضي. في الأثناء، من المنتظر أن يُحدث الذكاء الاصطناعي المزيد من التغييرات على سوق العمل.
ونشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على التغييرات التي أحدثتها الرقمنة على سوق العمل، إذ أصبح العثور على وظيفة عبر نقرة واحدة أمرا ممكنا. وعوض كتابة مطلب عمل أو وظيفة، يمكن العثور على وظيفة من خلال الولوج إلى إحدى الشبكات الاجتماعية أو تصوير مقطع فيديو.
وقالت الصحيفة إن الرقمنة أحدثت تغييرات على طرق البحث عن العمل وعلى كيفية الإعلان عن عروض العمل. وبفضل الأساليب الرقمية، أصبح الإدلاء بالوثائق على غرار السيرة الذاتية، وكتابة مطالب العمل أمرا غير ضروري. ونتيجة لهذه الثورة الرقمية، لجأ مسؤولو الموارد البشرية إلى الشبكات الاجتماعية للبحث عن الموظفين.
وأشارت إلى أن الخبير المختص في إدارة الموارد البشرية تروست دعا إلى عدم الاقتصار على الشبكات الاجتماعية المهنية فقط، إذ “يمكنني إنشاء مدونة احترافية حسب كل فئة مهنية أو إدراج التطورات الجديدة على موقع تويتر. بهذه الطريقة، يمكن إثراء الملف الشخصي وجذب اهتمام مسؤولي الموارد البشرية”.
على هذا النحو، إذا عثر طالب العمل على جهة اتصال، يتبادل البيانات مع هذه الجهة. وتُعتبر هذه الطريقة أفضل من إرسال المطالب دون الاتصال بمسؤولي الموارد البشرية. وفي هذه الحالة، يمكن للباحث عن عمل أن يعبر عن اهتمامه بعرض العمل عن طريق نقرة واحدة، وربح الوقت.
وأوضحت الصحيفة أنه يمكن لطالبي العمل، الذين يلجؤون إلى الشبكات الاجتماعية، استخدام قنوات الحوار الرقمية. وتمنح العديد من الشركات الباحثين عن العمل فرصة التعبير عن اهتمامهم بعروض العمل وطرح أسئلة عن طريق خدمة رسائل واتساب.
ومن جهة أخرى، يوفر بعض أرباب العمل على مواقعهم روبوتات دردشة وبرامج تتواصل بشكل آلي مع طالبي العمل وتجيب عن أسئلتهم. في هذا السياق، قالت عضوة مجلس إدارة الجمعية الاتحادية الألمانية لإدارة الموارد البشرية مارتينا نيمان إنه “من المنتظر أن يتم استخدام هذه الحلول بشكل مكثف في المستقبل”.
وأوردت الصحيفة أن محادثة الفيديو تُعتبر أفضل طريقة للبحث عن وظيفة بالنسبة لطالبي العمل من فئة الشباب. وفي هذا الإطار، أوردت نيمان أن “المرشحين يُحمِّلون مقطع فيديو بالإضافة إلى وثائقهم. وفي هذا المقطع، يجيب المترشح على أسئلة الشركة التي يرغبون في العمل بها. وبهذه الطريقة، يمكن لطالب العمل أن يقدم فكرة شاملة عنه قبل المقابلة الشخصية”، وبينت أنه من المنتظر أن تعتمد وكالات التشغيل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. وفي هذا الصدد، أوردت مديرة شركة “آي بوتنسيال” أنه “يمكن اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي للمقارنة الآلية بين ملفات المرشحين وطلبات الشركة. وللتثبت من مدى ملاءمة المرشح مع الوظيفة فإن مسؤولي الموارد البشرية يحتاجون إلى جملة من البيانات”.
وأفادت فينر بأن “تقنية الذكاء الاصطناعي قد تكون غير ناجعة في اختيار الموارد البشرية”. وفي السياق ذاته، أضافت فينر أنه “يجب على الإنسان أن يدرك أن الذكاء الاصطناعي يقدم المساعدة فقط، وأن اختيار الموظفين يبقى من مهام البشر”.
المصدر: وكالة الصحافة الالمانية