ما زال العلماء يحاولون تحديد سبب التسونامي الذي ضرب إندونيسيا، إذ كان لافتا أن الزلزال الذي وقع صباح يوم الجمعة لم يكن من النوع القوي المسؤول عادة عن معظم موجات التسونامي، حيث تتحرك الصفائح التكتونية عموديًا صعودًا ونزولا وتحل محلّ المياه.
وبدلاً من ذلك كان السبب في التسونامي ما يعرف بخلل الانزلاق، حيث تتحرك الصفائح التكتونية أفقياً. ووفقا لأستاذ الأخطار الطبيعية في الجامعة الوطنية الأسترالية فيل كومينس فإنه عادة ما تؤدي هذه الزلازل إلى موجات تسونامي ضعيفة للغاية.
ويعتقد أن البحث سيستغرق أشهرًا وسيتطلب أبحاثا ميدانية واستكشافاتا تحت الماء لتحديد سبب هذا التسونامي.
كانت هناك ادعاءات بأن وكالة الأرصاد الجوية وعلم الفيزياء الأرضية في إندونيسيا ألغت تحذير تسونامي في وقت مبكر جدا، قبل أن تضرب الأمواج ساحل بالو، وبالتالي كانت مسؤولة عن بعض الخسائر في الأرواح.
كما كانت هناك اقتراحات بأن العوّامات في البحر التي تكشف عن الزلازل وأمواج التسونامي كجزء من نظام الإنذار المبكر، لم تتم معالجتها منذ ست سنوات وكانت معلوماتها خاطئة.
غير أن كومينس ورئيس المدرسة الآسيوية للبيئة بجامعة نان يانغ التقنية في سنغافورة آدم سويتزر اتفقا على أن الكارثة كانت فشلاً للتعليم لا للتقنية.
وعلى عكس كارثة التسونامي التي دمرت جنوب آسيا عام 2004، لم تكن هذه الموجة مدفوعة بالزلزال الذي وقع على بعد مئات الأميال من البحر، وإنما كانت موجة تسونامي محلي ناتج عن زلزال قريب من الساحل.
وتشير التقديرات إلى أن أمواج التسونامي ضربت بالو بعد 30 دقيقة فقط من وقوع الزلزال، وقال سويتزر “بالنسبة للناس على الشاطئ والمدينة، كان ينبغي أن يكون الزلزال بمثابة الإنذار المبكر”.
وقال كومينس إن “التركيز على نقاط الفشل التكنولوجية هنا مضلل لأن هذا كان تسونامي محليا. في هذه الحالة، لا يمكنك الاعتماد على نظام تحذير.. يجب على الناس البحث عن أرض مرتفعة فورا.. لا يمكنهم تحمل انتظار صفارات الإنذار أو التحذير، فهم بحاجة إلى التحرك فورا.. المشكلة من خلال ما رأيته من اللقطات أن العديد من الأشخاص يبدو أنهم لم يفعلوا ذلك”.
وأضاف “إما أنهم لم يكونوا يعلمون أنهم بحاجة إلى القيام بذلك، أو لم يصدقوا أن أي شيء سيحدث”، وفي كلتا الحالتين يقول إن “الناس في سولاويسي لم يتلقوا تعليماً حول ما يتعين عليهم القيام به في هذه الحالة، وهذا ما قتل الناس”.
المصدر: غارديان