تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 02-10-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها النجاح الدبلوماسي للجولة التي نظمتها وزارة الخارجية اللبنانية للسفراء المعتمدين في لبنان، حيث تسنّى للسفراء والإعلام العالمي التحقق من الحجج الباهتة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حول مستودعات ومراكز تجميع صواريخ ثقيلة لحساب حزب الله في مواقع قرب مطار بيروت…
الأخبار
الأمم المتحدة في الضاحية
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “اتهامات بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة، للبنان والتهديدات لأمنه، كانت الدافع الرئيسي لاستدعاء وزارة الخارجية والمغتربين سفراء الدول المُعتمدة في لبنان. أرادت «الخارجية» القيام بخطوة استباقية، تكشف فيها زيف اتهامات «إسرائيل»، ونياتها لشنّ حرب شاملة على لبنان. في وزارة الخارجية، ثم في الضاحية الجنوبية لبيروت، جمع الوزير جبران باسيل ما يمكن وصفه بـ«الأمم المتحدة المصغّرة»، ليثبت، بالدليل، أن إسرائيل كاذبة.
73 دبلوماسياً عربياً وأجنبياً، لبّوا أمس دعوة وزارة الخارجية والمغتربين للردّ على كلام رئيس حكومة العدّو بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة، حول وجود مخازن صواريخ للمقاومة اللبنانية قرب مطار بيروت الدولي. لم يتمكن الوزير جبران باسيل من الردّ على ادعاءات نتنياهو مُباشرةً في نيويورك، لأنّه كان قد أصبح على متن طائرة العودة إلى بيروت. اجتماع أمس، أتى كـ«تعويض»، فدُعي سفراء كلّ الدول المعتمدين لدى لبنان، كما لو أنّ في قصر بسترس، ثم في الضاحية الجنوبية لبيروت، «جمعية عمومية مُصغرة» للأمم المتحدة، تُريد أن تُفرغ كلام رئيس الحكومة الإسرائيلي من مضمونه، وتُظهر كذبه للعالم. الهدف الأكبر من اللقاء الذي يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ لبنان، كان توجيه رسالة إلى المجتمعات الأجنبية والعربية أولاً، وإلى الرأي العام المحلي ثانياً، تكشف المُخطّط الاسرائيلي بوضع كلّ لبنان تحت نيرانه خلال الحرب المقبلة، وسعيه إلى «تبرير» قصف البنية التحتية واستهداف المدنيين. فكان لا بُدّ من أن تسحب وزارة الخارجية «الذرائع» من أمام العدوّ، وتطلب تحرّك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. «أردنا أيضاً أن نُذكّر بأنّ هذا النوع من الألاعيب لا يمرّ معنا، وسنردّ عليه بالوسائل اللازمة»، استناداً إلى المدير العامّ في وزارة الخارجية.
لجأت الدبلوماسية اللبنانية إلى هذه الخطوة من موقع «القوي»، والمؤمن بالمقاومة لحماية لبنان من أي اعتداء، إلا أنها «استثنائية»، ولن تكون وسيلة يستخدمها لبنان كلّما هدّد وكذب نتنياهو، «لأننا لسنا كشافة للعدو الإسرائيلي»، استناداً إلى باسيل. هي «مُبرّرة» هذه المرّة، لأنّ لبنان يعرف «النيات الإسرائيلية للاعتداء، ولأنّ الكلام حُكي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولأنه مطار بيروت مع ما يرمز إليه في التاريخ من اعتداء وفي الحاضر من استقرار في البلد وفي المستقبل من وعود للبنان، قمنا بهذه المبادرة».
اللافت، كان مقاطعة سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت للحدث. «برّر» باسيل الأمر بأنّ السفيرة إليزابيث ريتشارد خارج لبنان. ولكن، لو وجدت «النيّة» الأميركية للاستماع إلى وجهة النظر اللبنانية، لكان بالإمكان إيفاد أي دبلوماسي يُمثّل «سفارة عوكر»، تماماً كما فعل سفراء آخرون. إلا أنّ الأميركيين يصمون آذانهم ضدّ كل صوت مُعارض للدعاية الصهيونية، فيؤكدون مرّة جديدة أنّهم في الموقع الذي يريد فتح الجبهة اللبنانية وتهديد الاستقرار المحلي، خلافاً لكلّ الكلام المعسول عن «حرص» الإدارة الأميركية على الاستقرار في لبنان.
قبل الساعة الثالثة، بدأ توافد الدبلوماسيين إلى قصر بسترس في الأشرفية، المُكتظ بالصحافة المحلية والأجنبية. كان المنظمون لا يزالون يهتمون بوضع الكراسي في البهو، والحسم بين اختيار طاولة ليجلس حولها المتكلمون أو منبر، حين وصل مُمثل السفارة التركية من دون أن ينتبه له أحد. مرّ بعض الوقت، قبل أن يُرشَد الدبلوماسي التركي إلى مكتب الأمين العام لـ«الخارجية» هاني شميطلي، الذي لم يُشارك في لقاء أمس. العديد من الدبلوماسيين وصلوا من دون أن يجدوا، أيضاً، من يستقبلهم من المراسم. فجأةً، عمّت الفوضى أرجاء «الخارجية»، فلم يكن التنظيم والمراسم، على مستوى المبادرة المُهمّة، التي لم تعهدها الخارجية اللبنانية. فرغم أنّ الدبلوماسيين أكدّوا حضورهم قبل وقت، إلا أنّه لم يكن هناك عددٌ كافٍ من المقاعد المُخصصة لهم، والمحجوزة بأسمائهم. جلس القائمون بالأعمال محلّ السفراء، الذين بقي عدد منهم واقفاً، إلى حين «تدبير» كرسي لهم، أو طلب مديرة المراسم السفيرة نجلا رياشي عساكر من القائمين بالأعمال ترك أماكنهم والتوجه إلى الخلف، فسحاً في المجال لدبلوماسيي الفئة الأولى. سوء التنظيم دفع السفير الفلسطيني والقائمة بالأعمال الإيطالية إلى المغادرة.
غداء جبران باسيل مع وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، دفعه إلى التأخر عن موعد المؤتمر، قرابة نصف ساعة، كان خلالها الدبلوماسيون يقتلون الوقت بالمقابلات الإعلامية. السفير الروسي ألكسندر زاسبكين قال لـ«الأخبار» إنّ الإسرائيليين «يُفبركون حالة غير مبنية على دلائل. يجب أن نصل، في ظلّ هذه الأكاذيب، إلى الواقع». ويؤكد أنّه لا يوجد ثقة بالتصريحات الإسرائيلية، «واليوم (أمس) سنطلع على الواقع، ليكون دليلاً للرأي العام العالمي»، مُشدداً على «الموقف الروسي الداعم للبنان». أما السكرتير الثاني في السفارة القطرية علي العذبة، فرأى أنّ «خطوة الخارجية اللبنانية إيجابية، وتُحسب لها». العذبة أكّد لـ«الأخبار» أنّه «أينما تكن المصلحة اللبنانية، فكلّ الدول تكون داعمة لها. ومن الطبيعي أن تكون قطر من الداعمين». من جهتهم، كان معظم السفراء الأوروبيين يُفضلون انتظار المؤتمر الصحافي والكشف على المواقع قبل التعليق، «لأنّ الوضع حساس»، كما قال مُمثل السفارة الرومانية. أما السفير الفرنسي برونو فوشيه، فأعاد تجديد موقف بلاده المُطالب «بتطبيق النأي بالنفس، لاستمرار الاستقرار. وإذا هُدّد هذا الأخير، فنحن لدينا وسائلنا للتصرف، لا تقلقوا». ولكن فات سفير دولة الانتداب سابقاً، أنّ «لبنان ملتزم القانون الدولي والقرارات الدولية، وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه»، كما افتتح باسيل كلمته.
لم ينحصر لقاء الخارجية في الردّ على اتهامات نتنياهو سياسياً ودبلوماسياً. بل نُظّمت أيضاً جولة ميدانية للدبلوماسيين العرب والأجانب، إلى المواقع الثلاثة التي «شهَر» نتنياهو صورتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، زاعماً أنّها تضمّ آلاف الصواريخ لحزب الله. إلى «منطقة نفوذ» سياسي وشعبي لحزب الله (ملعب الغولف وملعب فريق العهد و«بورة المولى»)، توجهت أربعة باصات تنقل الدبلوماسيين والإعلاميين، حتى يكون مُمثلو الدول «شهوداً على كذب نتنياهو، ويُبرهن لنا أنّ إسرائيل هي المعتدية الأولى على النظام الدولي والشرعية الدولية والخارقة الأولى لقراراتها ولسيادة لبنان»، بحسب باسيل.
الغائب الأبرز عن الجولة الميدانية، كان سفراء وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء القائم بأعمال سفارة عُمان. أما مُعظم الدول الأوروبية الأساسية والمؤثرة في الأمم المتحدة، فقد خفضت تمثيلها إلى مستوى «السكرتير» في السفارات، خلال الجولة على المواقع.
الكلام عن وجود صواريخ، يدفع القائم بالأعمال الإيراني أحمد حسين، إلى السخرية. يقول لـ«الأخبار» إنّه «بالتأكيد هناك صواريخ في لبنان، ولكن حزب الله أعقل من زرعها قرب مطار بيروت وعلى تماس مع المدنيين». يرفض الدبلوماسي الحديث عن خوف من اعتداء إسرائيلي جديد، «فالخوف ليست كلمة دقيقة، ولكن يجب التحسب لكلّ شيء. هذا العدو مجبول بالكذب، وأمام التحريض والاستعراض اللذين شاهدناهما، يجب كشف زيف الادعاءات».
في الإطار نفسه، يتحدث السفير العراقي علي العامر، رافضاً ادعاءات نتنياهو، «التي تنمّ عن عدائية مُطلقة من إسرائيل تجاه العرب». يؤكد لـ«الأخبار» أنّ لبنان هو «إحدى دول المواجهة مع العدّو الإسرائيلي، لذلك من الضروري أن ينال دعماً عربياً، وأن يكون التضامن على مستوى الحدث».
كان لاعبو فريق العهد ينهون تمريناً رياضياً، حين وصل وفد «الخارجية». تولّى رئيس النادي، تميم سليمان، إخبار الدبلوماسيين عن الملعب الذي أُنشئ بتمويل من «الفيفا»، للتأكيد أن لا علاقة لحزب الله به. عند الوصول إلى «بورة المولى»، على بعد 500 متر من ملعب «العهد»، توجه أحد الصحافيين لباسيل بأنّك «تكلمت ونكرت وجود الصواريخ، ولكن نحن لم نرَ المستودع وما بداخله». طلب باسيل فتح الباب لما كان سابقاً معمل ورق وكرتون، فكاد الباب ينهار أمام الحاضرين. المستودع فارغ، ولكن باسيل طلب من الصحافي العودة في يوم آخر، لا يكون هناك فيه جولة منظمة، للتأكد.
من أحد أحياء الأوزاعي الضيقة، التي تضيق أكثر بالصبيان وطابات كرة القدم، والدراجات النارية، خرج أعضاء الوفد سيراً على الأقدام للالتحاق بالباصات. «شو؟ لقيتوا صواريخ؟»، يصرخ أحد الرجال هازئاً، من شرفة شقته.
باسيل: سنقاوم أي اعتداء… وننتصر
قال الوزير جبران باسيل في كلمته أمس إنّ «إسرائيل» انتهكت أرضنا وجونا وبحرنا 1417 مرّة خلال آخر ثمانية أشهر، «إسرائيل تُمارس بامتياز الإرهاب الدولي على الشعوب من خلال قتلها جماعياً وعدم احترام الشرعية الدولية، ولن يقبل اللبنانيون أن تُستعمل الأمم المتحدة منبراً للاعتداء على سيادة لبنان والتحضير لاعتداء جديد عليه من خلال ادعاءات كاذبة وغير ثابتة». باسيل الذي أكد حقّ لبنان في الدفاع عن نفسه، «واستعمال كلّ وسائل المقاومة المشروعة لتحرير أرضه»، ذكّر نتنياهو بأنّه «يتكلّم عن بلد وشعب انتصر عليه وعلى غطرسته وعدم احترامه للشرعية الدولية، وإنّه شعبٌ مستعد مرة جديدة ليُقاوم وينتصر لأنّه يدافع عن أرضه ولا يعتدي على أحد». وتوجّه باسيل إلى كلّ «إسرائيل» بأنّها «لم ولن ترهبنا يوماً، وهي حين تُهدّد نُدرك ضعفها».
بناءً على ذلك، وُجّهت الدعوة إلى الدبلوماسيين، «وأنتم أيضاً لا تقبلوا ادعاءات كاذبة كهذه من على منبر الأمم المتحدة لتُستعمل للاعتداء على لبنان. ويجب أن تضعوا حدّاً من قبلكم ومن قبل دول العالم ومن قبل الشرعية الدولية لما هو إرهاب الدولة». وقد اعتبر أنّ الهدف من السياسة اللبنانية «حماية لبنان والدفاع عنه، ولن نرضى يوماً أن نُغطي اعتداءً من لبنان أو من لبنانيين على الخارج، نحن بلد كلّ همّه أن يعيش بسلام ويتمكن من حماية نفسه».
كلام نتنياهو ليس الأول ولن يكون الأخير، لبنان «بصموده ومقاومته ومواجهته استطاع تحرير أرضه في عام 2000 وسنة 2006 تغلّب على الاعتداء عليه في حرب تموز، وديبلوماسياً هو في مواجهة دائمة ليثبت قضيته من خلال تقديمه البراهين والشكوى إلى مجلس الأمن».
وردّ باسيل على سؤال عن تنسيق الجولة مع المقاومة، بالقول إنّه «لا أعتقد أنّ حزب الله مع أن يتمّ الكشف عليه في حال توجيه اتهام أو ادّعاء أو افتراء. في كلّ الأحوال، أودّ القول أن ليس من مهمات وزارة الخارجية الذهاب ومراقبة المنطقة هناك، ولكن قمنا بهذه الجولة بعد أن أبرز نتنياهو صوراً وادعاءات كاذبة من على منبر الأمم المتحدة». وفي تغريدة له على «تويتر»، وعد باسيل بلعب مباراة كرة قدم على ملعب العهد قريباً لاستذكار ما حققه لبنان في حرب تموز 2006.
اللواء
صفعة دبلوماسية للعدوان: نتنياهو أنت تكذب!
بعبدا تعارض «تعويم تصريف الأعمال».. واشتباك المولِّدات بين الَمحَاضِر والتصعيد
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “في خطوة، دعت إليها الخارجية، بهدف دحض مزاعم إسرائيلية على أرض الواقع، انتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى الضاحية الجنوبية، إلى ملعب العهد ومناطق أخرى قريبة من مطار بيروت الدولي، مع سفراء ودبلوماسيين ورجال الإعلام المحلي والعربي والاجنبي، بعد اجتماع عقد في قصر بسترس، أكد خلاله الوزير باسيل ان إسرائيل تسعى إلى «تبرير عدوان آخر»، على لبنان بزعمها كذباً وجود مواقع صاروخية لحزب الله.
وقال باسيل في كلمة ألقاها بالانكليزية امام الحشد الدبلوماسي، في خطوة دبلوماسية نادرة (شارك 73 دبلوماسياً)، فيما غابت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيث ريتشارد بداعي السفر، من دون ان تنتدب من يمثلها يرفع لبنان صوته اليوم متوجهاً إلى كل دول العالم، خصوصاً أعضاء مجلس الأمن، وتحديداً الأعضاء الدائمين، لدحض الادعاءات الاسرائيلية.
وأضاف: تفقدنا 3 أماكن اليوم، واعتقد ان النادي الرياضي هو أكثر ما ركزت عليه إسرائيل وأنتم كوسائل اعلام شهود على الحقيقة بوجه ادعاءات إسرائيل. وجاءت خطوة الوزير باسيل بالتزامن مع دعوة «اللواء» الوزير للقيام بجولة على الأرض، بعد لقاء ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والدولي.
ولم تحجب المواجهة الدبلوماسية للمزاعم والاكاذيب الإسرائيلية، الاهتمام بتأليف الحكومة، نظراً للترابط بين التحسب لأي عدوان إسرائيلي ووجود حكومة قادرة على المواجهة، وسط اعتراض بعبدا على دعوة الدكتور سمير جعجع لعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، بما يشبه التعويم واعتبار هذه الفكرة بمثابة تجاوز للدستور.
وبالنسبة لما تردّد عن اتجاه العهد لحكومة أكثرية، إذا لم يحسم موضوع حكومة الوحدة الوطنية، قال النائب ادغار طرابلسي لـ«اللواء»: لم يبدأ الحديث الجدي بعد عن حكومة أكثرية.. فالوقت لم ينفد بعد، وما تزال الفرصة قائمة لتأليف حكومة جامعة، ومن أراد الخروج عن هذه القاعدة، فسيفرض عندها تشكيل حكومة من دونه. ويتطرق الرئيس سعد الحريري إلى الوضع اليوم، قبل اجتماع كتلة المستقبل النيابية، على غرار الدردشات التي غالباً ما يرد فيها على أسئلة الصحافيين، من دون الإشارة إلى حدوث أي تقدّم.
ونفت مصادر وزارية وجود اي رغبة لدى المعنيين في التسويق لقيام حكومة اكثرية لأن الأولوية لا تزال لحكومة الوفاق الوطني. اما بالنسبة الى ما طرحته «القوات» بشأن مجلس الوزراء الضرورة فإن المصادر نفسها شددت على ان الأمر غير مطروح الآن لأن الرئيس عون يعتبر ان الأولوية حاليا هي لتشكيل الحكومة وليس لأي شيء اخر.
جولة السفراء في الضاحية
ومهما كان من نتائج الجولة الدبلوماسية التي نظمتها وزارة الخارجية للسفراء الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، لدحض ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بوجود مخازن صواريخ لـ«حزب الله» في أماكن محددة في الضاحية الجنوبية بجوار مطار بيروت الدولي، على اعتبار ان فعالية الجولة ونتائجها تعود إلى اقتناع السفراء بالحجج التي قدمها لبنان الرسمي، والتي يفترض ان تظهره تقاريرهم لدولهم، فإن الجولة بحد ذاتها، أدّت اغراضها لناحية زيارة المواقع التي تحدث عنها نتنياهو بأنها تحوي صواريخ لحزب الله، حيث كان السفراء شهوداً على كذب الادعاءات الإسرائيلية، وبالتالي التأكيد بأن هذه المواقع ليست سوى أماكن لنواد رياضية ومعامل قديمة ومقفلة، لا تستخدم لأغراض عسكرية.
إلا ان أهمية الجولة، تكمن في نجاح الدبلوماسية اللبنانية، في توظيف الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة، سياسياً، لناحية فضح الأهداف الإسرائيلية، من وراء حملتها المتصاعدة على لبنان، وهي السعي لتبرير عدوان جديد على لبنان، واستمرارها في خرق القرار الدولي 1701، وبالتالي حق لبنان في المقاومة المشروعة حتى تحرير كل أراضيه المحتلة.
وحرص وزير الخارجية جبران باسيل، في خلال جولته مع الدبلوماسيين العرب والأجانب، والتي شملت «نادي الغولف» على طريق المطار، حيث يقع إلى جواره ملعب مسقوف لنادي «السد» الرياضي الذي تمارس فيه رياضة كرة اليد و«الميني فوتبول»، وملعب نادي «العهد الرياضي» التابع لـ«حزب الله»، والمعتمد من «الفيفا» بحسب ما أكّد رئيسه تميم سليمان للسفراء، بالإضافة إلى معمل قديم ومقفل في محاذاة النادي، حرص على التأكيد، بأن الخارجية «ليست لجنة تقصي حقائق، للرد على أي كلام لاحق يصدر تحديداً عن اسرائيل»، وانه «ليس من مهامنا الكشف لنقول نعم أو لا لناحية وجود موقع عسكري، إذ لسنا كشافة للعدو الإسرائيلي، لكننا أردنا اليوم الرد استثنائياً، لأننا نعرف ماهية النوايا الإسرائيلية للاعتداء، ولأن الكلام الإسرائيلي صدر من على منبر الأمم المتحدة، ولانه يستهدف مطار بيروت مع ما يرمز إليه في التاريخ من اعتداء، وفي الحاضر من استقرار للبلد»، مؤكداً انه مطار للسلام، ويربط لبنان بثقافته ورسالته بين لبنان المقيم والمنتشر، وليس ليكون مكاناً للاعتداء الارهابي.
واللافت ان السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد غابت عن الجولة بسبب سفرها، بحسب ما قال باسيل، لكن لم يحضر أي دبلوماسي من السفارة، كما غاب القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري والسفيران الاماراتي حمد الشامسي والكويتي عبد العال القناعي، لكن الثلاثة حضروا لقاء باسيل بالسفراء العرب والأجانب المعتمدين، في قصر بسترس، قبل الجولة، حيث كان له مرافعة أكّد فيها ان الأكاذيب الإسرائيلية تحمل تهديداً لا يخيفنا لكنه يتطلب مواجهة دبلوماسية، لافتاً إلى ان إسرائيل التي تمارس ارهاب الدولة، لا تحترم المنظمة الدولية ولا تلتزم بقراراتها، وهي خرقت أكثر من 28 قراراً لمجلس الأمن الدولي و100 من مقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما لم تحترم يوماً القرار 1701 الخاص بلبنان، وخرقت ارضنا ومجالينا الجوي والبحري خلال العام 2018 اكثر من 1417 مرّة في ثمانية شهور، أي بمعدل أكثر من 150 مرّة شهرياً.
وشدّد باسيل على ان الصور التي عرضها نتنياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تحمل أي دليل دامغ ولا أي إثبات وهي غير موثقة، مشيراً إلى انه إذا كان صحيحاً ان «حزب الله» يمتلك صواريخ دقيقة، وهناك تصاريح عدّة تؤكد ذلك، فإن هذا لا يعني ان هذه الصواريخ موجودة في محيط مطار بيروت، مرجحاً ان لا يكون صحيحاً نشر مصانع للصواريخ أو تخزينها في محيط المطار، لا بعقل وحكمة «حزب الله» ولا بمصلحة لبنان، ومصلحة المطار وحركته ووضع الأمن من حوله».
ورد نتنياهو على الجولة، باتهام حزب الله بالكذب على المجتمع الدولي، وغرد نتنياهو عبر «تويتر» أمس «حزب الله يكذب للمجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني اليوم حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم ولكنه امتنع عن زيارة المصنع تحت الأرض المتاخم له حيث يتم إنتاج الصواريخ عالية الدقة».
وأضاف نتنياهو «فليسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظر الطرف اللبناني ثلاثة أيام قبل القيام بتلك الجولة». وأتهم نتنياهو «حزب الله» يعمل بشكل اعتيادي على إخلاء معداته من المواقع التي تم الكشف عنها. من المؤسف أن الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من خلال التغطية على حزب الله الذي أخذ لبنان رهينة في عدوانه على إسرائيل».
دولة العدادات
وعلى صعيد الأزمة بين الدولة وأصحاب المولدات الكهربائية، الاخذة بالتصاعد، يبدو ان الالتزام بالتسعيرة التي حددتها وزارة الطاقة شق طريقه نحو التنفيذ، في الموعد الذي حددته وزارة الاقتصاد وهو الأوّل من تشرين الأوّل، بعد ان باشرت الوزارة تسطير محاضر ضبط بحق أصحاب المولدات المخالفة، والذين هددوا باتخاذ خطوات تصعيدية على صعيد كل لبنان.
وأبلغ وزير الاقتصاد رائد خوري «اللواء» ان وزارته مصرة على الإجراءات التي اتخذتها، وهي ستتابع مجريات مراقبة تركيب العدادات وستتعامل مع المخالفات بفرض عقوبات من خلال تسطير محاضر ضبط ومصادرة المولدات لصالح البلدية، معتبراً ان لا حجة لاصحاب المولدات في عدم الالتزام بقرار تركيب العدادات، لا سيما واننا اعدنا النظر بالتسعيرة في شكل يعطي الحق لاصحاب المولدات من جهة ويوفر على المواطنين من 30 إلى 60 بالمئة عن التسعيرة السابقة من جهة ثانية.
على صعيد متصل بالوضع في المطار، كشف لموقع kataeb.org عن وجود اتجاه لإقالة العميد جورج ضومط من رئاسة جهاز امن المطار وتعيين العميد الياس يوسف خلفاً له. واشارت المصادر لموقعنا الى ان يوسف يشغل حالياً منصب رئيس فرع الجنوب في مديرية المخابرات بالوكالة.
وكان قد وقع، الاسبوع الفائت، خلاف بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال الحجار، أدى إلى انسحاب الدرك عن التفتيش الأولي وتسلّم عناصر الجيش اللبناني التابعين لجهاز الأمن عمليات تفتيش المسافرين والحقائب.
البناء
أردوغان: القمة الرباعية حول سورية الأسبوع المقبل… والصواريخ الإيرانية تربك واشنطن
وزير خارجية البحرين: مصافحة المعلم بقرار خليجي… ولا تعامل إلا مع الحكومة السورية
باسيل ــ نتنياهو: 1 – 0… وتعادل بين الاقتصاد وأصحاب المولدات… والحكومة وقت ضائع
صحيفة البناء كتبت تقول “الشراكة الأوروبية مع روسيا وتركيا في ملفات عودة النازحين وإعادة الإعمار، ستكون موضوع القمة الرباعية الروسية التركية الألمانية الفرنسية الأسبوع المقبل، كما أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان، وتحت سقف مسار سياسي مقبول من سورية وحلفائها وهو الانتخابات، بعدما سلم الأوروبيون والأتراك بالخط الأحمر الروسي المرسوم حول الرئاسة السورية في أي بحث مشترك بإتجاه المسار السياسي.
هذه الشراكة لم تظهر بعيدة عن تراجعات أميركية واضحة في الإشادة بتفاهمات سوتشي حول إدلب، رغم الإدراك المسبق بتعقيدات التنفيذ، وأرجحية فتحها الباب أمام العمل العسكري كضرورة، والحديث عن انسحاب أميركي من قاعدة التنف، أو عن إزالة الفيتو عن عملية عودة النازحين وإعادة الإعمار بربطها ببيان مشترك أوروبي أميركي عربي، بالسقف السياسي الروسي وهو الانتخابات.
الموقف العربي الجديد أيضاً ظهر في تصريحات وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة الذي تحدث لوسائل الإعلام السعودية عن مصافحته لوزير الخارجية السورية وليد المعلم، ومعانقته أمام الكاميرات، بالقول إنها ليست المرة الأولى، لكنها هذه المرة جاءت علنية لأن قراراً خليجياً اتخذ بالانفتاح على الحكومة السورية، مضيفاً، نحن حكومات ولا نتعامل مع غير الحكومة السورية، أما مطالب الحل السياسي فطريقها دعم مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
بالتوازي بدت واشنطن مرتبكة مع تكرار تسجيل طهران للنقاط من مضيق هرمز واستعراض القوة فيه، وقبله الصواريخ التي أصابت مواقع جماعات كردية إيرانية تتخذ من أربيل مقراً لها، وإصابتها بالقرب من نقاط تموضع أميركية، وآخرها كان الاستهداف لمواقع معسكرات داعش في البوكمال السورية بالقرب من المواقع الأميركية، تحت عنوان الرد على عمليات الأهواز الإرهابية قبل أيام، حيث تظهر إيران جاهزيتها للعب على حافة الهاوية واختبار القدرة الأميركية على مجاراتها وتسجّل عليها النقاط، في ظل حرب كلامية أميركية على إيران تعجز عن التحول إلى خطوات عملية تترجمها، مع اقتراب موعد الحزمة الثانية للعقوبات التي مهدت لها واشنطن تحت شعار منع شراء قطرة نفط من إيران، وتظهر التقارير الصحافية التزامات متعددة تضمن لإيران مواصلة بيع نفطها رغم العقوبات.
لبنانياً، مع سيطرة الوقت الضائع على الملعب الحكومي، سجل تعادل سلبي بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المولدات، بعدما تراجعت الوزارة لصالح تسعيرة تسترضي أصحاب المولدات ولم تنجح بضمان سيرهم في تركيب العدادات والتسعيرة الجديدة، في الموعد المنتظر الذي مضى أمس، في ظل بيان تصعيدي لأصحاب المولدات يهدّد بالعتمة.
وحده وزير الخارجية جبران باسيل سجل هدفاً ذهبياً في المرمى الأخطر، وهو مرمى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عبر النجاح الدبلوماسي الباهر للجولة التي نظمتها الوزارة للسفراء المعتمدين في لبنان وغابت عنها السفيرة الأميركية، حيث تسنّى للسفراء والإعلام العالمي التحقق من الحجج الباهتة لنتنياهو حول مستودعات ومراكز تجميع صواريخ ثقيلة لحساب حزب الله في مواقع قرب مطار بيروت. وكان التساؤل الذي يطرح رداً على محاولات الترقيع الإسرائيلية بعد الفضيحة، هو إذا كان قد تم إخلاء المستودعات وهي تحت المراقبة الإسرائيلية التي أتاحت التيقن من عدد الصواريخ ومكانها، فلماذا لم يتم استهدافها بالجملة وهي مجمّعة ويتم نقلها، بدلاً من المخاطرة بملاحقتها بالمفرق في سورية وهي تشحن إلى لبنان وفقاً للمزاعم الإسرائيلية التي ترافق كل غارة في سورية؟
خطوة باسيل الدبلوماسية فضحت كذب نتنياهو
حققت مبادرة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أهدافها بدقة، ما دفع بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي الى الاستنفار الإعلامي وتعقب زيارة الوفد الدبلوماسي خطوة بخطوة و»التعقب التويتري» لتصاريح الوزير باسيل ومخاطبته شخصياً ما أظهر مدى الاهتمام والمتابعة الإسرائيلية لهذه الخطوة الدبلوماسية الأولى من نوعها والتي فضحت أكاذيب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث استغلّ منبر الأمم المتحدة لعرض صور جوية ادعى أنها مخازن صواريخ دقيقة يملكها حزب الله قرب المطار.
وقد جال باسيل يرافقه وفد دبلوماسي من سفراء دول عربية وأجنبية معتمدين في لبنان قرب المطار في غياب لافت للسفيرة الأميركية وسفيري السعودية والإمارات. وشملت الجولة نادي «الغولف» على طريق المطار، ثم توجّه الوفد الى «نادي العهد الرياضي»، في منطقة الأوزاعي، حيث كان في استقبالهم رئيس النادي تميم سليمان، الذي قال: «تستطيعون التجوّل في كل الأماكن على أرض النادي». وجال باسيل برفقتهم حيث عاينوا أرض الملعب وغرف تبديل ملابس اللاعبين والنادي الرياضي والمسبح». وفي ختام الجولة زار باسيل الموقع الثالث، وهو عبارة عن معمل قديم ومقفل في محاذاة نادي العهد.
وأكد وزير الخارجية اللبناني أن «أهم ردّ على نتنياهو هو الإعلام العالمي الذي رأى كل المواقع. وثمة طرف يريد افتعال حرب مع لبنان الذي هو بلد التعايش والحوار والسلام. وثمّة مَن لا يريد الكلام مع أحد إلا بالقتل والعنف، سنبقى متمسكين بحقنا في الدفاع عن النفس، لأن في كل المراحل التاريخية، وحتى عندما أبرز لبنان كل قوته في تموز 2006 كان في مكان الدفاع عن النفس. وسنقاوم في كل الميادين وبخاصة دبلوماسياً كي نحافظ على حقنا».
بدوره أشار السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين ، إلى «أنّنا زرنا المواقع ولم نجد أي شيء من ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . الجولة التّي قامت بها وزارة الخارجية مقنعة لنا وما تدّعيه إسرائيل غير صحيح». فيما أشار السفير العراقي في لبنان علي العامري إلى أننا لم نر إلا أرضاً خضراء ولا يوجد صواريخ ولا أي مظاهر عسكرية في المواقع الذي أشار اليها العدو الإسرائيلي».
وكان باسيل وقبيل التوجّه الى الجولة الميدانية لمعاينة المواقع المحيطة بالمطار، اعتبر في كلمة خلال لقائه السفراء في وزارة الخارجية أن «حزب الله يملك صواريخ، ولكنها ليست قرب المطار، نحن نحترم القرارت الدولية، لكننا لا نلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ارض لبنان وشعبه»، جازماً أنه «لنا الحق الشرعي في المقاومة حتى تحرير كافة الاراضي المحتلة ». وتوجه الى نتنياهو قائلاً: «ما أدعيته في الأمم المتحدة كذبة أخرى غير منطقية». وأكد أن «لبنان قوي بشكل كافٍ لمنع الاعتداء عليه وإسرائيل لا تخيفنا وعندما تهدّد ندرك مدى ضعفها»، لافتاً الى أن «لبنان بمواجهة دائمة دبلوماسياً لإثبات أحقية قضيته».
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد شنّ هجوماً مباشراً على باسيل وذكره بالاسم في أكثر من تصريح على تويتر: وتوجّه أدرعي الى باسيل في أحد تعليقاته بالقول: «ماذا ستقول للسفرا؟ المفترض أولاً أن توقف إرهاب « حزب الله » وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت »، متسائلاً: «هل تفحّصت جيداً إذا الحزب الإلهي لا يزال يستخدم المواقع التي قمنا بكشفها أو على عينك يا تاجر؟». فيما ادعت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجيش الاحتلال بأن حزب الله عمل على تفكيك الصواريخ وإفراغ المستودعات خلال ثلاثة ايام، إلا أن خبراء في الشأن الإسرائيلي أشاروا لـ»البناء» الى أن «حملة أدرعي على باسيل بالتحديد تأتي استكمالاً للحملة التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة على حزب الله والدولة اللبنانية». وأوضحوا بأن «الهدف منها التصويب على عهد الرئيس ميشال عون في محاولة لإظهار استحالة الفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية بل هما كيان واحد. وبالتالي لا يمكن التمييز بين مواقع ومؤسسات حزب الله ومؤسسات الدولة العسكرية وبناها التحتية في أي حرب مقبلة على لبنان، إذ تحاول «إسرائيل» بهذا الكلام دفع الرئيس عون والحكومة اللبنانية للابتعاد عن الحزب والتضييق عليه الى جانب تحريض بيئة المقاومة عليها»، مضيفين بأن «خطاب الرئيس عون والوزير باسيل منذ العهد الجديد حتى الآن لهجة جديدة في الخطاب الرسمي تجاه إسرائيل والمقاومة وهذا ما أزعج قادة العدو»، مع إشارة الخبراء الى التهديدات التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان منذ أسابيع قليلة باستهداف مؤسسات الدولة والجيش اللبناني في الحرب المقبلة». ولفت الخبراء الى أن «كلام إسرائيل التهديدي يعكس مأزقاً وفشلاً ميدانياً تعاني منه، إذ إنها لو كانت باستطاعتها شن عدوان على لبنان لما اضطرت للتهديد كما يعكس مأزقاً لدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية الي باتت مقتنعة بأنها ستدفع ثمناً باهظاً في أي حرب مقبلة ولم تستطع حكومتها توفير الحماية لها حتى الآن، رغم كل المناورات والاستعدادات للحرب». ويلفت الخبراء الى أن «قيادة العدو تسعى الى تحقيق نوع من التوازن العسكري ولو ظاهرياً أمام مستوطنيها لتحقيق التوازن النفسي داخل بيئتها الداخلية». بينما تساءلت مصادر عسكرية لـ»البناء»: «لماذا لم تلتقط طائرات العدو المنتشرة في الأجواء اللبنانية وأقماره الصناعية أي صورة للمقاومين وهم يفكّكون مستودعات الصواريخ؟ مشيرة الى أن «إزالة هذه الصواريخ الدقيقة يحتاج الى أكثر من ثلاثة أيام بكثير، وأن الحزب ليس بحاجة لينشرها داخل الأحياء السكنية أو في مؤسسات عامة بل لديه امتداد جغرافي واسع في لبنان وخارج لبنان في الجبال والأودية، حيث كلما كان المدى الجغرافي للصواريخ أبعد كلما أصابت هدفها بدقة لأن الصواريخ الدقيقة والذكية تحتاج الى مدى واسع لتكون فعاليتها أعلى».
لا حكومة في المدى المنظور…
وفي غمرة الانهماك الرسمي في المواجهة الدبلوماسية والسياسية مع العدو الإسرائيلي، كان لافتاً غياب أي تعليق أو تصريح من الرئيس المكلف سعد الحريري ومن فريق 14 آذار إزاء التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة، كما غابت اللقاءات على خط تأليف الحكومة، وسط حديث عن اتجاه خارجي لدفع الرئيس المكلف نحو الاستقالة عن التأليف وإدخال لبنان بأزمة سياسية وطائفية بموازاة الحرب الاقتصادية والمالية التي تشنّ على لبنان، غير أن مصادر في 8 آذار استبعدت هذا السيناريو مشيرة لـ»البناء» الى أن هناك من يسوق ذلك للضغط على رئيس الجمهورية للتنازل في مسألة تأليف الحكومة تحت تهديد تكرار أزمة 4 تشرين الثاني الماضي». ورأت المصادر أن «الرئيس عون وفريق المقاومة متمسكين بالرئيس الحريري بهدف المصلحة الوطنية، لكنهم في الوقت نفسه يملكون البدائل ولم يصلوا الى الحائط المسدود الى الآن كي يستعملوها ولا زالت هناك فرصة أمام الرئيس المكلف لتأليف حكومة متوازنة ومتزنة وعادلة تحترم نتائج الانتخابات». واستبعدت المصادر «ولادة الحكومة في المدى المنظور». من جهة ثانية، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن «ما يعجّل في تأليف الحكومة هو قرار من رئيس الجمهورية ميشال عون ان يكون رئيساً للجمهورية، وليس رئيساً للتيار الوطني الحر». منوهاً الى ان «تيار المستقبل مستعد للتسهيل مع الإشارة الى ان رئيس الحكومة المكلف لم يطالب أبداً بحصة رئيس الحكومة، لكن لم يبقَ الا التيار الوطني الحر الذي يفترض به ان يسعى لـ9 وزراء وليس أكثر».
752 نازحاً إلى سورية
على صعيد ملف النازحين السوريين، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أنه «في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم قامت المديرية العامة للأمن العام اعتباراً من صباح اليوم وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية لـ 752 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر معابر المصنع والعبودية والزمراني.
«مهلة العدادات» دخلت حيّز التنفيذ
وفي مقلب آخر، دخلت المهلة التي حدّدتها الدولة لأصحاب المولدات الخاصة لتركيب عدادات للمشتركين حيز التنفيذ اعتباراً من يوم أمس، حيث أوضح وزير الاقتصاد رائد خوري «أن وزارته ستتابع مجريات مراقبة تركيب هذه العدادات وستتعامل مع المخالفات بفرض عقوبات على أصحاب المولدات الذين لم يلتزموا بالقرار من خلال تسطير محاضر ضبط ومصادرة المولدات لصالح البلدية، في حال تمّ ايقاف تزويد المواطنين بالخدمة العامة». واعتبر «ان لا حجّة لأصحاب المولدات في عدم الالتزام بقرار تركيب العدادات، لا سيما أننا أعدنا النظر بالتسعيرة بشكل يُعطي الحق الى اصحاب المولدات من جهة، ويوفّر على المواطنين من 30 الى 60 في المئة عن التسعيرة السابقة من جهة ثانية، ما سينقل مئات الملايين من الدولارات من جيوب أصحاب المولدات الى جيوب المواطنين».
ويوم أمس، نظمت وزارة الاقتصاد 60 محضر ضبط بحق أصحاب مولدات لم يلتزموا بتركيب العدادات في مختلف المناطق اللبنانية، فيما أعلن تجمع مالكي المولدات الخاصة أننا «نعجز عن تطبيق قرار تركيب العدادات وسيكون لنا موقف على صعيد كل لبنان في حال استمر تسطير محاضر الضبط».
المصدر: صحف