كل منا له إسهامه فيما يتهدد كوكب الأرض من احتباس حراري، وقد أصبح من الممكن عبر “البصمة الكربونية” تحديد إسهام كل بلد بل كل شخص في هذه الظاهرة، فكيف يتم ذلك؟
منذ عدة سنوات أصبح بإمكان كل إنسان، خاصة في الدول المتقدمة، أن يخمن مقدار الكربون الذي يستهلكه في رحلاته بالقطار أو الطائرة، أو عندما يأكل شريحة لحم أو يشغل جهاز التلفزيون، ويستخدم الإنسان في ذلك ما أصبح يعرف بالبصمة الكربونية التي تحدد إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن تأثير الأنشطة البشرية، وما يستهلكه الناس من أجهزة إلكترونية ومنزلية وملابس وأثاث..).
وفيما يلي تقدير لإسهامات بعض الأدوات الشخصية والمنزلية في انبعاثات الكربون:
1- الهاتف الذكي: تأثيره الأقوى والأبعد مدى يكون خلال مرحلة تصنيعه، إذ إن استهلاكه بعد ذلك للطاقة منخفض للغاية، وكما هي حال أجهزة التلفزيون أو الأجهزة اللوحية، فإن لمساحة الشاشة تأثيرا كبيرا: فالكبيرة (التي تزيد على 5.5 بوصات) تولد انبعاثات كربونية أكثر بنسبة 40% من شاشة صغيرة (أقل من 4.5 بوصات).
وعلاوة على البصمة الكربونية لهذه الأجهزة، فإن صناعتها تنتج أنواعا أخرى من التلوث خاصة في مرحلة استخراج المعادن، كما تساهم في استنزاف الموارد الأولية مثل التربة النادرة..
2- الثلاجة: تصل كمية ثاني أكسيد الكربون في ثلاجة سعتها 250 لتراً إلى 340 كلغ خلال دورة حياتها، وعلى غرار معظم الأجهزة المنزلية (التي تقل فيها المكونات الإلكترونية) ينبعث من الثلاجة الكثير من ثاني أكسيد الكربون خلال مراحل التصنيع والاستخدام، وبما أنها تعمل باستمرار فإنها تستهلك الكثير من الكهرباء.
3- الملابس (بنطال جينز مثلا): يتركز انبعاث الغازات أساسا في مراحل إنتاج المواد الخام ومراحل التصنيع والتوزيع. ففي حالة الجينز القطني مثلا تستحوذ مرحلة التشكيل والتصنيع على 40% من الانبعاثات. وبالنسبة للمستهلك، فإن اختيار الملابس التي تستخدم مواد أعيد تدويرها (قطن أو تركيبي) يمكن أن يقلل بشكل كبير من تأثيرها الكربوني.
4-الأثاث: المواد الخام التي تساهم بشكل أكبر في تأثير الكربون هي رغوة البولي يوريثان والمعادن والبلاستيك، مما يعني أن المنتجات الخشبية هي الأفضل شريطة أن يكون مصدرها غابات تدار على نحو مستدام. وهذا ما يفسر التأثير القوي لمرحلة إنتاج المواد الخام في انبعاثات الكربون لدى الأريكة القابلة للتحويل، وتتفاقم هذه الانبعاثات في مرحلة التوزيع التي تتم باستخدام سيارات كبيرة.
المصدر: لوفيغارو