رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين “أننا إذا أردنا أن يكون بلدنا محصنا وآمنا في ظل تهديدات العصابات التكفيرية، فلا بد أولا من أن يحظى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بدعم كل الفئات والأطراف السياسية في لبنان، ولا يجوز لأي جهة تحت أي عنوان أو أية ذريعة أن تعمل لإضعافهم، فضلا عن أنه يجب أن لا نسمح لأحد على الإطلاق، لا من دول ولا من مصالح إقليمية، لأن هؤلاء لم يفتشوا يوما عن قوة الجيش ومصلحته، لا حينما وعدوا، ولا حينما تخلفوا، فنحن اللبنانيون معنيون بأن ندعم جيشنا، وأن نؤمن له الدعم المادي والمعنوي والقدرات اللازمة للنهوض في وجه هذا العدوان الإرهابي التكفيري”.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لـ “الشهيد المجاهد علي شفيق دقيق” في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، إلى جانب عدد من القيادات الحزبية وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأضاف السيد صفي الدين “أما الأمر الثاني الذي يؤدي إلى تحصين بلدنا فإنه يكمن في العمل على توحيد الجهود السياسية والموقف والخطاب السياسي والإعلامي في التركيز على العدو التكفيري، فحينما نتفق كلبنانيين أن هناك عدوا إسمه الإرهاب التكفيري الداعشي والنصرة وكل هذه الأسماء، يعني ذلك أن نركز سياساتنا وأولوياتنا لمواجهة هذا العدو، وليس هناك أي معنى أن يقوم سياسي أو مسؤول بعد اليوم ليتحدث عن إرهاب أو تكفير أو تهديد، ثم لا يكون معنيا بمواجهة هذا التهديد والإرهاب التكفيري، وبالتالي فإن أولوية المعالجات السياسة التي تتقدم على كل شأن سياسي أو خلافي في البلد، هي مواجهة هذا الإرهاب التكفيري”.
وتابع “والأمر الثالث يجب أن يرفع الغطاء السياسي والإعلامي عن كل من يدعم هذا الإرهاب التكفيري بشكل مباشر أو غير مباشر، وليس مقبولا بعد اليوم أن يقول بعض السياسيين أو الناس إن النصرة غير داعش، وأن أحرار الشام غير جيش الفتح، فكل هذه الأسماء هي حقيقة واحدة تنتمي إلى فكر وثقافة ومشروع واحد، وكلهم أعداء وتهديد، ويجب أن يواجهوا من أجل الدفاع عن بلدنا، ووفاء لدماء شهداء القاع ولكل دم سقط ظلما وعدوانا من الاستهدافات الأمنية والعسكرية على امتداد كل السنوات الماضية”.
وأردف “أما الأمر الرابع فإنه يكمن في وجوب معالجة قضية النازحين السوريين بمنطق وعقل ومعرفة، وهذا الإعراض عن التعاطي الإيجابي والصحيح والسليم والتواصل مع الحكومة السورية ليس له أي معنى، بل هو إمعان في الخطأ، وينبغي أن يقلع عنه بعض السياسيين في بلدنا”.
وحول ما حصل في بلدة القاع قبل أيام، رأى السيد صفي الدين “أن هذا العمل هو نموذج لما كان يمكن أن يحصل في كل بلدة وقرية ومدينة لبنانية، ولما كانت تخطط له داعش على مستوى لبنان كله في يوم من الأيام، ولكن بفضل الجيش والمقاومة ووعي الناس، تمكنا من دحر هذا الخطر بنسبة كبيرة عن الحدود إضافة إلى التهديد المباشر لهذه البلدات، وبقيت بعض البؤر والأماكن التي ينفذ منها داعش والنصرة ليقوموا بما قاموا به في القاع أو بما يمكن أن يقوموا به في أي منطقة لبنانية في المستقبل، وإن شاء الله لا يقدرون على ذلك”.
وشدد السيد صفي الدين على “أن التهديد التكفيري والإرهابي يجعل اللبنانيين أمام خطورة جدية وحقيقية، لأن الشهداء الذين سقطوا في القاع، والتهديدات التي عاشها اللبنانيون خلال الأيام الماضية، سواء من استهداف بلدة القاع أو من الإرهابيين الذين تم اكتشافهم أمنيا، تدل على أن هذا التهديد هو حقيقي وجدي يطال كل منطقة وفئة ومجموعة، وليس فئة واحدة، وإذا كان هناك من لا يزال يشك أو يعتقد أن ما نتحدث عنه هو وهم أو خيال، فإن الحقيقة هي في أنه هو من يعيش بوهم وخيال وكوكب آخر، لأن هذه حقائق موجودة، وليست وهما أو خيالا، فالوهم والخيال هو ما يأتي به البعض دفاعا عن مشروع داعش وعن دولة إقليمية لها مصلحة كامنة في أن تكون داعش قوية جدا في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وبالتالي يجب على اللبنانيين أن يصلوا إلى مرحلة من القناعة والتوجه الواضح نحو العدو الحقيقي الذي يهدد بلدنا اليوم، فهناك عدو إسرائيلي وعدو تكفيري يهددان بلدنا وعيشنا وأمننا في كل يوم”.
وأكد “أن لبنان قادر على أن يخرج منتصرا من هذه المعركة، ومن التحديات التي يواجهها من الإرهاب التكفيري، سواء أكان أمنيا أو عسكريا، وهو سينتصر حتما ولا تشكيك في ذلك أبدا مهما تعاظم أو لم يتعاظم التهديد التكفيري له، وما فعلته المقاومة اليوم حينما استهدفت أحد المسؤولين الكبار لداعش في جرود القاع وأردته قتيلا، هو رد طبيعي وأولي انتقاما لدماء القاع ولكل التهديدات التي جاءت بها داعش والنصرة ومن معهما وخلفهما”.