دخلت غوغل عالمنا وأصبحت مطلعة على أدق تفاصيل متعلقة بخصوصيتنا، من أماكن وعادات وتمارين رياضية ومطاعم وحتى أدق عادتنا في الشراء، ولكن هل تعرف غوغل من أنت؟
فأنت في النهاية لست مجرد البيانات التي تجمعها غوغل، أنت لست نقطة على خارطة تذهب للعمل وترجع، فأنت في الحقيقة المشاعر والذكريات المرتبطة بذلك، مشاعرك وأنت تودع صديقك لآخر مرة قبل السفر، وشعورك بالفخر وأنت تخطو لمكتبك الجديد، أو الحزن وأنت تغادر منزلك بعد طلاق عاصف.
لذلك إذا أتيحت لك الفرصة لإعادة مشاهدة مكانك على الخرائط وحركتك منذ سنوات، وأين كنت وأين أصبحت حاليا؟ فما هي المشاعر التي ستعصف بك؟ جون هيرمان مراسل التقنية بصحيفة تايمز، يحاول الإجابة عن هذه الأسئلة.
ويقول هيرمان إنه في أغسطس/آب الماضي نشرت وكالة أسوشيتد برس تحقيقاً حول كيفية تعامل غوغل مع البيانات التي تجمعها، وذلك عقب اكتشاف غريب من قبل باحث الدراسات العليا بجامعة كاليفورنيا بيركلي، ولسنوات سمحت الشركة للمستخدمين بالتحكم في “سجل المواقع” الذي يخزن سجلاً مفصلاً للمكان الذي كانوا فيه، يعتمد بشكل أساسي على نشاطهم بخرائط غوغل.
وكانت غوغل منحت المستخدمين طرقًا طويلة لرؤية أجزاء من البيانات التي تم جمعها من حولها، مثل غوغل تيك آوت Google Takeout، وهي أداة لتنزيل بيانات غوغل الخاصة بك، وظهرت لأول مرة عام 2011.
وعام 2014، أصدر طالب بالمدرسة الثانوية -يدعى ثيو بات- أداة (مُحدد سجل المواقع) لإضفاء الشكل على هذه المعلومات، ووضع سجل المواقع الكاملة للمستخدمين لغوغل على خريطة مشفرة بالألوان.
ويستعرض الكاتب كيف نظر لخريطة توضح حركته: في مدينة نيويورك ثم ناشفيل، للمشاركة في مؤتمر، رحلة لشمال كاليفورنيا، بعض الإجازات والرحلات بالمطارات، وبعض الرحلات نهاية الأسبوع بالقرب من المدينة. هذا كله أدى لتذكره وشعوره بلحظات عميقة.
ويختم بأنه أخيرا أوقف تسجيل موقعه كما تسمح غوغل، مضيفا “لقد اتخذت هذه الخطوة وأنا أعلم تمامًا أن الكثير من التطبيقات الأخرى التي تعتمد على المواقع على هاتفي -مثل التطبيقات الاجتماعية وتطبيقات التوجيه المحلي وحتى تطبيقات الطقس المنخفضة- يمكن أن تجمع بيانات متطابقة تقريبًا (ناهيك عن مقدمي الخدمات اللاسلكية أو شركات بطاقات الائتمان) ولكن عدم اتخاذ الخطوة سيبدو كأنه استسلام”.
المصدر: نيويورك تايمز