وجه رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة السنة الهجرية لهذا العام. وشدد على “ضرورة التمسك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة في لبنان وسوريا والعراق”.
وقال الشيخ قبلان في رسالته إن “شهر محرم هو شهر هجرة النبي محمد من مكة الى المدينة المنورة، وهجرة الإمام الحسين من مكة الى كربلاء، وكلتا الهجرتين يلتقيان في الاهداف والمنطلقات، فالاولى اخرج بها النبي البشرية من الظلمات الى النور، والثانية حفظت رسالة الاسلام نقية من الانحرافات، فالنبي هاجر لحفظ الدعوة وتبليغ احكام ومفاهيم الإسلام”، وتابع “الإمام الحسين هاجر في الثامن من ذي الحجة في يوم التروية ليتوجه الى كربلاء لأنه أيقن ان بقاءه في مكة يشكل انتهاكا للكعبة لان أعداء الدين أرادوا قتله في الكعبة ولكن حفاظ الحسين على الكعبة وقدسيتها دفعه الى ترك مكة والتوجه الى العراق متحديا المصاعب بقصد ان يحفظ معالم الدين”.
واضاف الشيخ قبلانا ان “الحسين هاجر كما جده من اجل الدين، فالرسول هاجر لأجل نشر الدعوة والحسين هاجر لحفظ الدعوة، لذلك قال الرسول: حسين مني وأنا من حسين، من هنا فإن مقاصد الهجرتين واحدة في سبيل الله تعالى”.
واكد الشيخ قبلان “على المؤمنين ان يستلهموا من الهجرتين المعاني التي تحفظ دينهم وترسخ ايمانهم وتشحذ همتهم، فيهجروا المعاصي والاثام ويلوذوا بطاعة الله ورحمته”، وشدد على “ضرورة ترك الذنوب والعيوب والتوبة الى الله توبة نصوحة يتركون فيها الشهوات والآثام”، وتابع “على المؤمنين ان يكونوا قدوة للآخرين في التعامل مع الناس بصدق وشفافية، كما كان رسول الله صادقا مع نفسه ومع الآخرين حتى وصفه أعداؤه ومحبوه بالصادق الأمين ومدحه الله تعالى بقوله: انك لعلى خلق عظيم”.
وطالب الشيخ قبلان “القادة والرؤساء والملوك والامراء ان يعملوا لمصالح شعوبهم فيحفظوها ويوقفوا نزيف الدم في اليمن ويتصدوا للفتن في العراق وينصفوا الشعب البحريني المظلوم ويدعموا سوريا في معركتها للتخلص من الارهاب، ويتوجهوا الى فلسطين لحفظ شعبها ومقدساتها وهويتها، فينصروا شعب فلسطين المجاهد الذي يسطر اروع التضحيات في مواجهة غطرسة العدوان الصهيوني، فالشعب الفلسطيني يقتل ويذبح في أرضه على مرأى ومسمع العالم، فمن غير الجائز ان يترك هذا الشعب لمصيره”.
وقال الشيخقبلا إن “أعظم درس نتعلمه من ذكرى الهجرتين هو التضحية والشجاعة في سبيل نصرة الحق، وهذا ما جسده المقاومون في تصديهم للارهاب الصهيوني والتكفيري، مسجلين اروع البطولات واسمى التضحيات في سبيل الدفاع عن الابرياء والمدنيين وحفظ استقرار البلاد وامن العباد”، ودعا “للتمسك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة في لبنان وسوريا والعراق وغيرها”، وطالب “بتشكيل جبهة اسلامية متراصة في مواجهة هذا الارهاب”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام