من أجل تأمين مستقبل أفضل لأطفالهم، يُقدم الآباء على التضحية كثيراً وإنفاق كل ما يملكونه، ويبحثون باستمرار عن الطرق التي ستضمن لهم ذلك المستقبل. وبسبب تلك الرعاية، يوجد في العالم الكثير من الأطفال الذين اخترعوا أجهزة وتخصصوا في علوم لا يقدم أغلب الناس على استيعابها. من هم أذكى الأطفال في هذا العالم؟ إلى أي حد بإمكان العالم الاستفادة منهم؟ هذا السؤالان هما ما يُحاول موقع Brilliant.org الإجابة عليه.
المديرة التنفيذية لموقع brilliant.org سيو كيم، تبحث بشكل مستمر على مثل هؤلاء، وتؤمن حسب موقع Business Insider، بأن السياسيين حول العالم يهتمون فقط بـ 20% من الأطفال، كما يتم تجاهل أفضل 10% منهم.
وتقول كيم إن دور موقعها هو اكتشاف الأطفال العباقرة، ومساعدتهم على تطوير أنفسهم والتعريف بهم لدى كبار المدرسين والمؤسسة التعليمية. موقع Brilliant.org يعطي الإمكانية لأي شخص بأن يفتح فيه حساباً، والإجابة على مسائل في الرياضيات والعلوم تصبح أصعب تدريجياً على شكل أولمبياد أسبوعي. وقد شارك إلى الآن في ذلك الأولمبياد أكثر من 70 ألف شخص من 155 دولة، اكتشفت كيم من بينهم هؤلاء الأطفال العباقرة:
1- فويب تساي.. محللة البيانات
تبلغ طالبة الثانوية الأميركية تساي 15 عاماً، وهي منخرطة في أبحاث جماعية، وتشتغل كمساعدة تحليل بيانات لمشروع بحثي في المدرسة الطبية بجامعة بينسلفينيا. في الخريف الماضي، حصلت تساي على الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضات الخاص بالفتيات من معهد ماساشوستس الأميركي للتكنولوجيا، كما تأهلت إلى أولمبياد الرياضيات الذي سينظم هذه السنة على مستوى أميركا كلها.
تريد تساي – وهي عضو في فريق “ليهاي فالي” الذي فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة الرياضيات في جامعة برينستون عام 2012 -، تريد أن تدرس العلوم في الكلية، كما تتمنى أن تكمل مسارها حتى تحصل على شهادات عليا في نفس المجال.
2- ديلان توه.. مهووس بالرياضيات
منذ الصغر والطفل السينغافوري ديلان يحس بعطش للمعرفة لا يرتوي، ضجر من مناهج الرياضيات التي تدرس في مدرسته، فدخل إلى المكتبات المحلية من أجل تحدٍّ أكبر. وافقت وزارة التعليم السنغافورية، بعد تأكدها من نباغة ديلان، على تسريع دروس الرياضيات التي يتلقاها في المدرسة، وأحضرت له أستاذاً للتعليم الثانوي من أجل تدرسيه مستويات أعلى، وهو لا يتجاوز عمره الـ 12 سنة.
وجد ديلان موقع Brilliant.org بينما يبحث على الانترنت عن تحدياتٍ جديدة في حل المسائل الرياضية، وقد وفر له الموقع، بعد التأكد من موهبته، مؤطراً من جامعة ميشيغان الأميركية، الذي قال عنه فيما بعد “إن قدرة ديلان على تقديم أفكاره هائلة وستسبب له الكثير من الحساد”.
يهتم ديلان أيضاً، إلى جانب الرياضيات، بالروبوتات وتنس الطاولة، حيث يشارك في مسابقاتها ببلده سنغافورة.
3- تيداووس آبيي غيتاشو
يعيش تيداووس ذو الـ17 عاماً في مدينة بول، القريبة من العاصمة الإيثيوبية أديس أبابا، وقد تمكن رفقة أصدقاء له من تنظيم معرض لتطوير الـ Cognitosoft، وهو برنامج كمبيوتر يهدف إلى تعريف الطلاب في المناطق النائية في إثيوبيا بعلوم الحاسوب والفيزياء والرياضيات، باستعمال لغاتهم المحلية. حصل تيداووس على درجة 99% في الامتحان الوطني بإثيوبيا، ويسعى إلى متابعة دراسته في مجال علوم الحاسوب والرياضيات.
4- انديرجيت كور.. صانعة الروبوت
تبلغ انديرجيت من العمر 16 عاماً، وتتابع دراستها في مركز “بوسات بيرماتابرنتار” الذي يوضع فيه الطلبة النابغون والطلبة الأذكياء من كل مناطق ماليزيا. ترأست إنديرجيت فريقاً في عدة مسابقات ناجحة للروبوتات في بلادها، ونالت الميدالية الذهبية في القمة العالمية للروبوتات وأجهزة الاستشعار الذكية في العام 2012، بعد أن صنعت روبوتاً يؤدي دور مربية الأطفال يقوم بوظائف عديدة كهز الطفل في أرجوحة، أو الاتصال بالآباء عند صراخ الطفل. تتابع انديرجيت الآن دراستها في علم الأعصاب بالجامعة الأميركية في ماليزيا، وهي مستمرة بأعمالها في مجال صناعة الروبوتات.
5- جوي هودي.. كومبيوتر الطاقة الشمسية
في عمر الـ 16، كان جوي قد التقى برئيس بلاده وفاز بالعديد من الجوائز لإنجازاته العلمية الكبيرة، ومن بينها صناعة كومبيوتر يشتغل بالطاقة الشمسية. وأطلق جوي قبل مدة مشروعاً جديداً يهدف إلى الربح من ورائه، حيث بدأ في تسويق دروع قام بصنعها لبيعها على الانترنت، وهو الآن ينهي دراسته الثانية في الرياضيات والعلوم في أكاديمة “هيربيرغر” للعلماء الشباب بجامعة أريزونا الأميركية، وفي نفس الوقت يتابع دروسه في التعليم السريع بسبب نباغته، والذي سيتخرج منه السنة القادمة. يأمل جوي في أن يقدم من خلال اختراعاته مثلاً لتشجيع الأطفال الآخرين على الاشتغال في مجالات الهندسة، واعتبارها وسيلة أخرى للمتعة، كما يهدف إلى أن يكون مهندس كهرباء قريباً.
6- نور محمد شفيع الله.. بطل أولمبياد الرياضيات
فاز شفيع الله بالعديد من مسابقات الرياضيات في بنغلادش، كما هو أصغر بنغلادشي يتمكن من بلوغ نهائيات الأولمبياد العالمي للرياضيات والمعلوميات. في سنة 2012، فاز شفيع الله بالميدالية البرونزية في الأولمبياد العالمي للرياضيات المنظم في الأرجنتين، كما حصل على مدار 3 سنوات متتالية على أعلى معدل في نفس المسابقة وطنياً. شفيع البالغ من العمر 15 سنة، يشرف على مسابقة وطنية للرياضيات على الانترنت تنظم في بنغلادش، ويُخطط لمتابعة دراسته الجامعية في الخارج بعد تخرجه من الثانوية، ويرغب في متابعة دراسته علوم الحاسوب والأحياء.
7- كينسن شي.. مطوّر التطبيقات
فاز الطالب الأميركي كينسن في مارس/آذر 2012 بالجائزة الوطنية في مسابقة شركة Siemens الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا، عن مشاركته في بحث علمي كان لإيجاد طريقة أكثر فعالية في حركة الروبوتات والرسوم المتحركة وتصاميم اللعب. حصل ذو الـ 7 أعوام على المركز السادس في مسابقة علمية نظمتها شركة Intel، كما نافس أيضاً على أولمبياد الرياضيات في الولايات المتحدة الأميركية. يحب كينسن كثيراً العزف على البيانو، وفاز مرتين في الاختبارات الوطنية الخاصة بها، والتي تنظمها نقابة أساتذة البيانو في أميركا. يقود هذا الشباب الآن بحثاً في مختبرات جامعة تيكساس، ويُخطط للتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد.
8- راغاف سود.. المولع بالتطبيقات
علم راغاف نفسه أنظمة البرمجة HTML وCSS و Javascript عندما كان عمره 9 سنوات، واشتغل على تطوير الشبكات قبل أن يُركز أكثر على منصات الهواتف. في عمر الـ 15، أسس شركة Appaholics LLC، كما نشر في يوليو/تموز 2012 أول كتاب له عن تطوير أنظمة الأندرويد.
يتابع راغاف الآن دراسته في الصف العاشر بمدرسة خاصة بالموهوبين في العلوم بالهند، ونشر العديد من تطبيقات الأندرويد والبلاكبيري، كما تمت دعوته للمشاركة في مؤتمر جوجل السنوي لمطوري التطبيقات ربيع هذه السنة. يهتم هذا الطفل بالفيزياء والرياضيات والروبوتات والتصوير، ويخطط لإتمام دراسته في مجال الذكاء الصناعي.
المصدر: صحف ومواقع