كلما تحرّكت الخوذ البيضاء في منطقة ما من مناطق سيطرة الإرهابيين، تفوحُ رائحةُ مكيدةٍ بات عرضها على مسرح النوايا الغربية أمراً مبتذلاً لدى المتابعين على الشاشات الإعلامية الراعية لهذا العرض، إذ أن المُعدِّين و المُخرِجين لهذا العرض، هم ذاتهم، إنما يختلف عناصر “الكومبارس” ممن يطبّقون على “الضحايا” تمثيل مشاهد السلاح الكيماوي، وعندها لا بد من معرفة أن هناك ذريعة جديدة لتحركٍ عدواني غربي جديد في المنطقة.
في سياق ما يتم تداوله من تحضير لإعداد تمثيلية كيماوية جديدة، لكن هذه المرة في إدلب، وهي آخر معاقل الإرهاب على الجغرافيا السورية، استضاف موقع قناة المنار عبد القادر عزوز المستشار في الحكومة السورية، للحديث عن آخر مستجدات هذا الملف وما يدور في فلك القضية المتجددة.
عزوز وصف التمثيلية الكيماوية بأنها ذريعة غربية أمريكية بامتياز حاولت العمل على انتاجها وتعويمها حتى تخلق مبرراً لتواجدها في المنطقة، ويؤكد وجود معلومات شبه مؤكدة – وصلت من أبناء سورية الوطنيين والمحاصرين في تلك المنطقة- ، تشير إلى استقدام جبهة النصرة أي “هيئة تحرير الشام”، لعدد من السيارات التي عبرت الحدود التركية إلى إدلب بدعم من الأمن التركي، وهذه المعلومات جعلت الحديث عن احتمال وقوع هجوم كيماوي مفترض، يأتي ضمن مؤشرات ووقائع، وليس ضمن تجاذب التصريحات الإعلامية.
وخطورة الأمر برأي عزوز أن منظمة “الخوذ البيضاء” التي جرى العمل على تهريبها، بإشراف استخباراتي دولي بامتياز، لامتلاكها معلومات وحقائق عن مدى تورط الاستخبارات الغربية في سورية، ما زال عناصرها يتواجدون إلى الآن في محافظة إدلب، وضمن هذه القرائن الدالة يتم الحديث عن هذا السيناريو.
ويشير عزوز الى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول البحث عن تعويض فاقد لأدواتها في المنطقة بسياسة التصريحات الساخنة التي شهدناها خلال الفترة السابقة ، ويربط موضوع ذريعة الكيماوي، والتحضير لها في إدلب والتهديدات الأمريكية، مع مدى تحقق أهداف العدوان لجهة أي تغيير لما أنجزه محور المقاومة من خرائط ووقائع رسمت معالمها الدولة السورية في المنطقة، وبالتالي ينفي عزوز أن تتسبب التهديدات الأمريكية بالخوف أو التأثير على عزيمة أبناء سورية.
واستذكر عزوز دخول سورية في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عام 2013 بعد حادثة الغوطة الشرقية، حيث أوفت بجميع التزاماتها تجاه المنظمة، كما دعمت الدولة السورية القرار 2235 في آب 2015 المتعلق بتشكيل آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
لكن ما جرى من استهداف لمطار الشعيرات وبدون أي تثبت أو تحقق من مزاعم أميركا عندما اُتهمت الدولة السورية باستخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون عام 2017، ورأى العالم كيف أن الدولة السورية دحضت كل المزاعم الأمريكية بالدلائل والوقائع ، وبعد مسرحية الكيماوي الافتراضية في دوما عام 2018 والعدوان الثلاثي في نيسان الماضي، أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية انها لا تبحث عن مسؤولية حقيقية، إنما نصّبت نفسها في دائرة المُحقق والمنفذ والحكم.
ويصل ضيف الموقع بعد استعراضه كل تلك الوقائع إلى أن هذا السيناريو لم يعد مقبولاً وأصبح سمِجاً لدى جميع الأطراف، ولم يعد بالإمكان إقناع الرأي العام حتى الأمريكي بأي عدوان تحت هذا المسمى، وبعد كل ما نفته سورية بالدلائل والقرائن، أصبح من الصعب طرح هذا العمل الافتراضي الأميركي.
عزوز وضع زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق خلال اليومين السابقين، على أنها تأتي في إطار الدعم والتأييد المتبادل ما بين دول محور المقاومة وركائزه الأساسية، وبالتالي مواجهة محور المقاومة أمام محور يريد إنتاج التوتر من جديد لإدخال المنطقة في مرحلة استنزاف جديدة، لكن ثبات وتحالف محور المقاومة المتين أجهض كل مخططات الغرب وأميركا لتفكيك المنطقة.
وفي ختام حديثه، يشير عزوز إلى التصريحات الصادرة خلال زيارة الوزير الإيراني لدمشق على أنها قوية وتناسب حجم التهديدات والاستهداف من قِبل مسؤولين غربيين و أمريكيين، كما ينسجم حديث وزير الدفاع السوري مع مبادئ السيادة ومبادئ القانون الدولي، وحق الدولة السورية في مكافحة الإرهاب العابر للحدود، واستعادة سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية، بتحريرها من الإرهاب.
إذاً التهديدات ما تزال قيد التداول عبر المنابر السياسية والإعلامية، والتحضيرات حسب ما تشهده الوقائع تشير إلى احتمال قوي لتحقيق الذريعة الأمريكية الكيماوية في إدلب، وبالتالي احتمالية العدوان قائمة.
المصدر: خاص موقع المنار