دونالد ترامب يلهو باقتصادِ العالمِ ثُمَّ يهددُ بانهيارِ اسواقِ المالِ لحمايةِ كرسيِّهِ من الفضائح.. هي المغامرةُ التي دَفعت دولاً كثيرةً وكبيرةً في الساعاتِ القليلةِ الماضيةِ الى شدِّ الانظارِ نحوَ ما قد يحملُه جنونُ الرئيسِ الاميركي بعدَ استيقاظِه غدا ..
من الصينِ الى روسيا فايرانَ وتركيا ثم اوروبا ، ساحاتٌ واسعةٌ يَرمي باتجاهها ترامب كراتِه الاقتصاديةَ الملتهبةَ عبرَ العقوباتِ والتهورِ اللامحدود ، ولكن ، وبحسبِ الخبراءِ الاميركيينَ انفسِهم فانَ نتائجَ ذلك ستكونُ سلبيةً على الاقتصادِ الاميركي اولاً ولو بعدَ حين.
خطواتُ ترامب العشوائيةُ اَخرجت اسئلةً دفينةً من جحورِها : ماذا لو تكتلت الدولُ المتضررةُ ضدَّ الدولارِ وصنعت ساحاتِها المشتركةَ للتبادلِ الماليِّ والتجاري ؟ وماذا لو توسعَ العملاقُ الصينيُ تجارياً ومالياً في اوروبا بتنسيقٍ معَ حكوماتِ دولِها ؟ وماذا لو نجحت روسيا في امتصاصِ صدمةِ العقوباتِ وحولت تهديدَها الى فرصةٍ لتثبيتِ المكانةِ العالميةِ كما فعلت في المنطقةِ المشتعلة منذُ سبعِ سنوات ؟
انها اللعبةُ الاخطرُ تلك التي يُصِرُّ دونالد ترامب على ممارستِها قافزاً فوقَ قواعدِ دوليةِ تقول : اذا كانَ العالمُ مسرحاً فالذين على خشبتِه ليسوا دمى .
في لبنان ، ليسَ مجهولاً من يلعبُ دورَ المعطِلِ لتشكيلِ الحكومة ، او من يتصدرُ موزِّعي الوزاراتِ نيابةً عن الرئيسِ المكلفِ الغائبِ في سفرِه الفرنسي . التيارُ الوطنيُ الحرّ فَهِمَ رسائلَ رئيسِ القواتِ اللبنانية سمير جعجع بالامسِ وبالدستورِ دافعَ عن الحصةِ الوزاريةِ لرئيسِ الجمهوريةِ الذي حددَ الاولَ من ايلولَ موعدا لتغييرِ المسار المعقِّدِ للتشكيل . وفي كلامٍ للمصادرِ المطلعة فانَ خياراتِ الرئيسِ دستورية ، والمتوقعُ منها اعلامُ المواطنينَ بما يَجري، وخطوةٌ باتجاهِ مجلسِ النواب .
المصدر: قناة المنار