أصدر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية بيانا جاء فيه “إن العمليات العسكرية التي انطلقت قبل عام، وأفضت في خلال أسابيع قليلة إلى دحر الإرهاب من سلسلة جبال لبنان الشرقية ومناطق واسعة في منطقة القلمون، شكلت منعطفا مفصليا في مسار الحرب للقضاء على الإرهاب، وبدا التعاون على درجة عالية، حيث تزامنت حملة “فجر الجرود” التي أطلقها الجيش اللبناني مع حملة “وإن عدتم عدنا” التي أطلقها الجيش السوري، بمشاركة المقاومة من الجهتين اللبنانية والسورية”.
وقال “اليوم، وفي الذكرى السنوية الأولى لتحرير السلسلة الشرقية للبنان ومعظم مناطق القلمون، نؤكد أهمية تلك العملية العسكرية المتزامنة والتي اقتلعت الإرهاب من مناطق كانت مفتوحة على أكثر من اتجاه، وتشكل ملاذات لـ “داعش” و”النصرة” وسائر المجموعات الإرهابية.
الإنجاز الكبير الذي تحقق قبل عام في الجرود اللبنانية ومناطق القلمون السورية المحاذية، لم تقتصر نتائجه على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين، بل شكل حزام أمان للبنان من التفجيرات الإرهابية التي طالت مناطق لبنانية عديدة موقعة الضحايا، وتكشفت مع هذا الإنجاز حقيقة الجنود اللبنانيين الذين اختطفتهم وقتلتهم المجموعات الإرهابية، فتمت استعادة جثامينهم وأقيمت لهم أعراس الشهادة على وقع الانتصار الكبير.
والإنجاز الذي تحقق، كان فاتحة لإنجازات ميدانية متتالية، حققها الجيش السوري وحلفاؤه، بدءا من حسم منطقة القلمون ثم مناطق الغوطة وريف دمشق ومن ثم في درعا والسويداء والقنيطرة، وهذا ما يؤكد أهمية الإنجاز وخطورة المواقع التي كان الإرهاب يستخدمها في الجرود ومحاذاتها للتواصل بين المجموعات الإرهابية وتأمين طرق الدعم والإمداد.
لقد شكلت معركة الجرود واحدة من أهم المعارك التي خيضت ضد الإرهاب، فبدا توزع المهمات مجديا وفعالا، وما حدث من تحرير وانتصار شكل صفعة قوية لرعاة الإرهاب، لا سيما العدو اليهودي الذي كان يراهن على بقاء المجموعات الإرهابية في منطقة الجرود لجعلها خاصرة رخوة تمثل تهديدا مزدوجا وخطرا على لبنان والشام في آن معا”.
اضاف “في سنوية معركة الجرود الأولى، نوجه التحية للشهداء الذين ارتقوا، من الجيشين اللبناني والسوري ومن حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي والقوى الحليفة، ونحيي بطولات كل من شارك في المعارك ضد الإرهاب، وكل من وقف إلى جانب الشام ولبنان.
في هذه الذكرى، نؤكد أن لبنان الذي أنجز تحريرا ثانيا في معركة الجرود وحمى اللبنانيين من خطر الإرهاب، وأن الشام التي تكتب الفصول الأخيرة من ملحمة صمودها بوجه حرب كونية شعواء، وتسجل انتصاراتها على الإرهاب وداعميه، لا بد أن يتعاونا ويتآزرا على كل المستويات في مواجهة كل التحديات والأخطار، فما يجمعهما ليس معاهدة أخوة وتعاون وتنسيق واتفاقات مشتركة وحسب، بل مصير واحد وحياة واحدة.
ما فرقته سياسات الدول الخارجية بين لبنان والشام على الصعيد الرسمي، وحدته قوى المقاومة على الصعيد الشعبي من خلال تضحياتها ودماء شهدائها دفاعا عن سورية بمواجهة الإرهاب والدول الراعية له، وقد آن الأوان للبنان بحكومته أن ينأى عن إملاءات السياسات الخارجية، وأن تتطلع الحكومة إلى مصالح اللبنانيين التي تتأمن بالعلاقة المميزة مع سورية، وأن تشرع في التواصل مع الحكومة السورية من أجل إعادة النازحين السوريين إلى بيوتهم وقراهم، ومن دون إبطاء”.
وختم حمية من التحرير الأول في العام 2000 إلى التحرير الثاني 2017 وما مر بينهما من انتصارات وإنجازات، يثبت لبنان أنه بلد قوي بجيشه وشعبه ومقاومته. فلنصن هذه المعادلة ونحميها، ولنحصن لبنان بها، وبديمومة الحفاظ على أمنه واستقراره واقتصاده.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام