رمى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكرة حل الملفات قيد البحث خلال قمته الأولى مع نظيره الأميركي ترامب في ملعب الأخير بعد تقديمه مقاربات و حلولا و عروضا في عدة ملفات.
وتخطت “قمة الخطوة الأولى” الوقت المحدد لها في تعبير عن رغبة الرئيسين التعمق في مناقشة ملفات جدول الأعمال. وبعد مباحثات دامت 3 ساعات و 50 دقيقة وصفها بوتين بالناجحة وجرت في جو عملي وصريح على حد تعبيره ، أمل أن يتم التوصل مع الولايات المتحدة لتفاهم يؤدي لتسويات المشاكل القائمة ضمن معادلات دقيقة تجنب الولايات المتحدة وروسيا الصدام خلال موازنتهما آليات تحقيق الأمن الدولي ومواجهة زحف التهديد الإرهابي. ورأى بوتين عدم وجود أسباب موضوعية لتوتر العلاقة القائم بين الدولتين. من ناحيته عبَّرَ ترامب عن انفراج أحدثته القمة في العلاقات بين البلدين بعد أن وصلت مستوياته إلى حدها الأدنى و الأسوأ.
روسيا سلمت مقترحاتها للتعاون الإستراتيجي و منع إنتشار أسلحة الدمار الشامل و تدمير ترسانة الصواريخ القصيرة و المتوسطة المدى و محاربة الإرهاب و ضمان الأمن السيبراني، و أشاد الرئيس الروسي بتعاون حصل مع الولايات المتحدة بين أجهزة الدولتين لمنع هجمات إرهابية كانت تهدد فعاليات كأس العالم في مدينة بيتربورغ، في دليل على إمكانية الشراكة في حل المشاكل إن توفرت الإرادة و صفت النوايا.
بوتين اقترح على نظيره الأميركي إنشاء مجلس خبراء مشترك لإجاد حلول لمشاكل العلاقات الثنائية ودعاه لإحياء مجموعة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، و بعد القضاء الكامل عليه في سوريا رأى من الواجب تسوية الوضع حول الجولان ليتماشى مع إتفاقية فك إشتباك القوات السورية و الصهيونية لعام 1974 ما يسمح على حد وصفه بإستعادة الهدوء وإستئناف نظام وقف إطلاق النار . و أشار بوتين إلى أن الرئيس الأميركي أولى اهتماماً خاصاً للعمل على ضمان أمن “إسرائيل”.
الكرة في الملعب الأميركي بمعنى انه إذا أراد ترامب مشاركة روسيا في ضمان أمن “إسرائيل” فعليه عدم عرقلة المساعي الروسية في تجنب حصول اشتباك مباشر بين الكيان العبري وإيران و معها كل محور المقاومة على الساحة السورية يكون سببه الإستفزازات و الخروقات الصهيونية.
بوتين بحث مع ترامب قلق بلاده من إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي الدولي مع إيران لافتاً إلى أن الجانب الأميركي يعرف موقف روسيا الثابت المؤكد على أن إتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة جعل إيران الدولة الأكثر شفافية و إمتثالاً لتفتيش مراقبي اللجنة الدولية للطاقة الذرية ما يضمن بحسب بوتين بشكل فعال طبيعة سلمية خالصة للبرنامج النووي الإيراني، إلا أن ترامب ظلَّ مصراً على مطالبة روسيا بممارسة مزيد من الضغوطات على إيران لتوقف برنامجها النووي و ترجع عن إثارتها للعنف في المنطقة على حد تعبير الرئيس الأميركي، ما يدل على عدم التوصل لقواسم مشتركة في هذا الخصوص بين روسيا و الولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بالنفط و الغاز رأى الرئيس الروسي إمكانية العمل مع الولايات المتحدة بشكل مشترك لتحقيق إستقرار السوق العالمية لافتاً إلى أنه ليس من مصلحة لا روسيا ولا الولايات المتحدة لا هبوط و لا ارتفاع الإسعار الحاد، كما طمأن بوتين نظيره الأميركي أن تشغيل خط غاز التيار الشمالي 2 لا يُعَوِق ترانزيت الغاز عبر أوكارنيا الذي يتمسك به ترامب. من ناحيته لم يُخفِ ترامب مساعيه لمنافسة روسيا في بيع الغاز للسوق الأوروبي.
بشكل مختصر يعتبر المراقبون القمة الأولى لبوتين و ترامب خطوةً توافق على الحد الأدنى مع بقاء التناقض سيداً للموقف في الكثير من الملفات الشائكة، كما هي فرصة أرادها ترامب كي يلتحق بفريق الرابحين بعد اكتمال النصر على الإرهاب في سوريا .
المصدر: موقع المنار