بعد ان وصلت العلاقة الروسية الأميركية الى أدنى مستوياتها تاريخياً، تم الاتفاق على عقد قمة في هلسنكي العاصمة الفنلندية وسط تراكم في الملفات التي تشهد تناقضات في الرؤى بين السياستين.
ويتوقع ان يشمل جدول أعمال القمة ملفات سوريا، ايران، اليمن، كوريا الشمالية، العقوبات و الغاز والنفط وأمن الطاقة، انتشار الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى والدرع الصاروخي، اضافة للقضية الأخطر ما يسمى “صفقة القرن”.
ومن المنطقي أن تكون بعض التفاهمات قد انجزت ابرزها اعادة تفعيل خطوط التواصل و تشكيل مجموعاتها لمتابعة الملفات المذكورة حتى لو بقيت المواقف متباعدة.
وشهدت موسكو زيارات للعديد من السياسيين في المنطقة قبيل هذه القمة، وكذلك زارها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.
وأصدرت قمة هلسنكي المقررة بيانا أفادت فيه أن القمة ستبدأ يوم الاثنين في تمام الساعة 13.15 بالتوقيت المحلي (10.15 بتوقيت غرينيتش)، وسيستمر الاجتماع لمدة ثلاثة ساعات، مع عقد مؤتمر صحفي مشترك.
وتم اختيار هلسنكي للقاء قمة الرئيسين الروسي والأميركي كخيار أفضل وفقاً لجدول أعمال الرئيسين وبناء لتجربة تاريخية شهدت لقاءات مماثلة في مراحل حساسة مرت بها العلاقة بين الدولتين العظمتين.
ففي العام ١٩٧٥ التقى الزعيم السوفييتي ليونيد بريجنيف بالرئيس الأميركي جيرالد فورد تحت سقف واحد مع رؤساء الألمانيتين الشرقية و الغربية لينتج عنه إتفاق هلسنكي الشهير لخفض التوتر بين المعسكرين.
وفي أيلول سبتمبر من العام ١٩٩٠ اجتمع آخر أمين عام للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بالرئيس الأميركي جورج بوش لمناقشة حرب الخليج .
كذلك كان لأول رئيس في تاريخ روسيا المعاصر بوريس يلتسين لقاء مع نظيره الأميركي بيل كلينتون في إحدى أماكن إقامة الرئاسة الفنلندية الرسمية و ذلك لمناقشة توسع حلف شمال الأطلسي الناتو نحو أوروبا الشرقية: بولندا المجر وجمهورية التشيك ، ليتفق الرئيسان على عدم الإتفاق حول أكثر القضايا إلحاحاً وحساسيةً بين روسيا و الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة.
المصدر: موقع المنار