أشار رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الى أن “التآمر على المقاومة في هذه الأيام كبير جدا، ومن الذين تآمروا علينا في الثمانينات والتسعينات نفسهم، وهذا لا يفاجئنا على الإطلاق، ولكن، وبما أننا في معركة ستكون نتائجهاأشد وأقصى على هؤلاء، فإنهم يشحذون كل أحقادهم، ويصرفون كل أموالهم، ويأتون بكل سلاحهم وعناصر الحقد لديهم، ليزجوها في هذه المعركة من أجل أن نضعف أو نهين أو نتراجع، ولكننا نعرف تماما أن الهدف من الحملة الإعلامية والسياسية الكبيرة علينا، هو من أجل أن نتراجع أو أن نشك أو أن نجد خللا أو ضعفا في بنية المقاومة وبيئتها، إلا أننا في المقابل، نجد مع التجربة أن بيئة المقاومة ومجتمعها لا تزيده هذه الحملات إلا إصرارا وقوة وعزما، فبمجرد أن يكون هناك أعداد كبيرة من مجاهدينا الأبطال جاهزين للذهاب إلى أي مكان للقتال تحت راية المقاومة بوجه هؤلاء التكفيريين، هو دليل واضح على أن كل حملاتهم الإعلامية والتشويهية لم تصل إلى نتيجة، بل هو دليل على أن نتيجتها كانت معاكسة، فزادت المجاهدين قوة وصلابة وعزما، وزادت من أهل المقاومين إصرارا على تقديم أبنائهم في طريق وساحة الجهاد والعطاء”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهداء المجاهدين إبراهيم محمد عبد الحميد شهاب، إبراهيم نايف شهاب وأحمد حسين شهاب في حسينية بلدة برعشيت الجنوبية، أضاف صفي الدين “إن هؤلاء يفشلون في كل يوم يشنون فيه علينا حملات يريدون من خلالها أن ينالوا من شهدائنا ومما أنجزوه وفعلوه وكتبوه من خط ونهج وطريق، ويستهدفون من خلالها ثقافتنا وكل قيمنا، فهم جربوا ذلك في السابق، ونحن جربنا استهدافهم لنا، وعرف العالم أين وصلنا وأين وصلوا، وفي المنطق نفسه اليوم، نقول لهؤلاء الذين يتعبون أنفسهم كثيرا، ويصرفون مالا، ويقدمون سلاحا، وتغطية سياسية، ودعما معنويا وإعلاميا، ويقومون بحملات تشويهية، بأن عليهم أن يعرفوا أن كل ما يفعلونه سيذهب سدى، وستبقى المقاومة، وستكون أقوى مما كانت، وهي اليوم أقوى مما كانت عليه في السابق”.
وتابع “نحن نعرف هذه المقاومة وثقافتها وخلفيتها وبيئتها وفكرها وحوافزها وتطلعاتها وكل ما فيها، إضافة إلى ثقتنا بها ومعرفتنا بمجاهديها وأهلها، وبالتالي سيعرف الجميع أنها المقاومة التي لا تتعب ولا تكل ولا تمل ولا تضجر، بل هي المقاومة التي تحمل استعدادا وجهوزية لأن تكون في كل جبهة لتسطر الملاحم وتقدم الشهداء وتحقق الانتصارات، وبالتالي فإن مقاومة بهذا المستوى لا يمكن أن يصيبها سهم حقد أو إعلام أو تشويه من هنا وهناك، بل إن هؤلاء الضعفاء والأقزام الذين باعوا أنفسهم للشيطان وللأميركي والسعودي، وانطلاقا من معرفتنا بهم على مدى كل العقود الماضية، نعرف أن إمكاناتهم الفعلية هي بسيطة وواهية وقليلة، ولكن الإعلام يكبر من شأنهم ويعظم حجمهم، إلا أنهم حين يشتد الأمر ويأتي وقت الامتحان الحقيقي، سيعرفون تماما كما عرفوا وجربوا في السابق من هي هذه المقاومة التي لم يتمكن من هزمها لا الإسرائيلي ولا الأميركي ولا كل الحملات”، معتبرا أنه “إذا كان يعتقد هؤلاء في لحظة من اللحظات أنهم بممارسة بعض الضغط المالي والاقتصادي والإعلامي على مجتمع المقاومة يمكن لهذا المجتمع أن يستسلم فهم خاطئون، لأن المقاومة أقوى من ذلك، وعقيدتها أصلب من كل هذا، وهي مرتبطة بكل هذا التاريخ الذي ننتمي إليه بصدق وإخلاص”.
وأكد السيد صفي الدين “أننا اليوم نسلك الطريق نفسه، الذي سلكناه منذ البداية، ولكن بفارق أن مقاومتنا اليوم هي أقوى على مستوى العدد والعدة والسلاح والروحية، وأن مجاهدينا هم أكثر جهوزية واستعدادا للتضحية ليس فقط في لبنان بل في كل مكان، وهذا هو أحد عناوين القوة الإضافية لهذه المقاومة، فلا ينظرن أحد إلى بعد أو قرب المعركة بالمسافة، بل ينظر إلى حجم المعركة وإلى ما بعدها، فإذا كانت نتيجة معركتنا مع الصهاينة هي إذلالهم وكسر شوكتهم وهزيمتهم وتسجيل انتصار وحيد وقوي وكبير عليهم، فإن معركتنا مع التكفيريين التي سنصل فيها بإذن الله تعالى إلى انتصارات كبيرة جدا، سوف تحمي ليس لبنان فقط، بل ستحمي سوريا والعراق واليمن وكل أمتنا الإسلامية والعربية، وسيعرف الناس بعدها على امتداد أمتنا القوة والعزة التي بهما سوف نمحو إسرائيل من الوجود”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام