أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله “أن هذه الدماء التي ندفعها اليوم هي من أجلنا جميعا، ومن أجل بلدنا ودولتنا ومؤسساتنا وأرضنا، ومن أجل أن يبقى لنا وطن إسمه لبنان، وهذا ما قلناه قبل سنة وسنقوله في المستقبل، لأنه من دون هذه المواجهة مع هؤلاء التكفيريين ينتهي لبنان، ولا يعد هناك بلد إسمه لبنان، ولا حتى إمكان لاجتماع والتقاء الناس في قراهم، وهذا ليس خطابا إعلاميا، وإنما هناك وقائع، وما يجري من حولنا في العراق وسوريا أكبر دليل”.
ولفت في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد عباس حسين مرتضى، في حسينية بلدة عيتا الجبل الجنوبية إلى ان “أن لبنان هو الدولة الوحيدة التي تجاور سوريا وتعيش بأمان واستقرار نسبيين، لأن فيه مقاومة تدفع تضحيات، وتقدم شهداء ليبقى لهذا البلد الآمن والمستقر بالتكامل والتعاون مع الجيش الوطني اللبناني الذي يواجه على الحدود بخاصة في المناطق البقاعية، وبالتالي فإن معادلة المقاومة والجيش والشعب التي وفرت مظلة الحماية في وجه العدو الإسرائيلي، هي التي توفر اليوم مظلة الحماية في وجه العدو التكفيري”.
وشدد على “أن المقاومة توفر مظلة الحماية والاستقرار والأمن للبنان من خلال تضحياتها في مواجهة العدو التكفيري، وهي استطاعت اليوم أن تحمي هذا البلد، وأن تمنع الجماعات التكفيرية من التمدد إليه، وإقامة إمارات هنا أو هناك، واستطاعت مع تضحيات جيشنا الوطني أن تجعل بلدنا آمنا ومستقرا في منطقة تشهد اضطرابا كبيرا”، معتبرا “أن الأمان والاستقرار على المستوى الأمني يحتاج إلى أمان سياسي واجتماعي، وهذا لا تستطيع المقاومة أن توفره وحدها، لأن معادلة مواجهة العدو في الخارج، هي معادلة المواجهة بالقوة والسلاح وتقديم الشهداء، أما معادلة التغيير في الداخل، فإنها تحتاج إلى آليات مختلفة كالدستورية والقانونية”.
واعتبر “أن الخرق الوحيد الذي يمكن أن نقوم به في ظل أزمة نظامنا السياسي، هو إقرار قانون انتخاب عادل وفاعل ولديه وحدة معايير، ويوفر التمثيل العادل للناس، لأن قانون الانتخاب ينتج لنا مجلس نواب جديدا، وهذا المجلس يشكل لنا حكومة وينتخب رئيس الجمهورية، ويشكل السلطة، وعندما يصبح لدينا حكومة فاعلة وناشطة يمكن لنا أيضا أن نعالج المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وبالتالي فإننا نحتاج إلى مظلة حماية سياسية لبلدنا من خلال قانون انتخاب عادل، وإلى مظلة حماية اجتماعية”.
وأشار إلى “أن هناك بعض القوى السياسية اليوم متمسكة بالقانون القديم، وتعمل على تقطيع الوقت من أجل أن تصل إلى العام المقبل وتجري الانتخابات على أساسه، وهذا ما يولد الأزمة مرة أخرى، فهناك قضايا ملحة، ونحن تابعناها في الأسبوعين الماضيين من خلال بعض الاتصالات السياسية مع الكتل السياسية حول القضايا المعيشية، مثل موضوع الكهرباء الذي بات غير معلوم لماذا يتم تعطيل ملفاته اليوم، وأيضا موضوع المياه التي هي كثيرة ووفيرة، ولكنها تحتاج إلى توزيع صحيح على المواطنين”، معتبرا “أن الحكومة هي المسؤولة عن هذه القضايا، وهي تستطيع أن تحلها، وكل الكلام عن أنها عاجزة وفاشلة وغير قادرة هو كلام غير صحيح، ولكن على القوى السياسية أن تتنازل وتتفاهم وتنظر إلى هذا الشعب، وأن تتلطف بهؤلاء الناس حتى تقدم لهم بعض الخدمات، فنحن نقدم دماء وخيرة الشباب من أجل بلدنا، ونقول للبعض تواضعوا وتنازلوا لبعضكم قليلا، واخرجوا من السمسرات والصفقات والفساد المخزي في لبنان، وانظروا إلى هذا الشعب وإلى صرخة الوجع التي يعاني منها لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام