قوة المعادلة الذهبية.. ام الهروب من المواجهة؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

قوة المعادلة الذهبية.. ام الهروب من المواجهة؟

الجيش والمقاومة بوجه الارهاب
ذوالفقار ضاهر

يخرج علينا بعض أهل السياسة والاعلام من لون سياسي معين لينظّروا عما يسمى “سياسة النأي بالنفس” وضرورة ابتعاد لبنان عما يحيط به وتحييد نفسه عما يجري حوله، وكأن لبنان يعيش في جزيرة معزولة لا شأن له بما يجري في المحيط، رغم ان الذي يجري ليس مجرد اشتباك هنا او مناوشة هناك، فالجميع دون استثناء يقر ان الحاصل في المنطقة كبير ويصل برأي البعض الى حد إعادة رسم خريطة المنطقة على أسس جديدة.

فهل يعقل والوضع هكذا اعتبار أنفسنا غير معنيين بما يؤثر فينا مباشرة اليوم خاصة بمواجهة الارهاب، كما ستؤثر في مستقبل المنطقة ككل، والحقيقة ان هذه نظرية “النأي بالنفس” قد تعتبر هي الترجمة الجديدة لنظرية قديمة استخدمها البعض ضد العدو الاسرائيلي ألا وهي نظرية “قوة لبنان في ضعفه”، فهاتان نظريتان لعملة واحدة: الثانية استخدمت ضد اسرائيل والاولى تستخدم ضد الارهاب التكفيري وما يجري في هذه المنطقة.

بالتوزاي مع كل ذلك، هناك من يعتقد في لبنان بنظرية “قوة لبنان في قوته” التي نجحت ضد العدو الاسرائيلي ويبدو انها فعالة ضد العدو التكفيري، فهناك من يقدم ويضحي بنفسه لحماية الوطن وجعله بمنأى عن الأذية والخراب والفوضى وبمنأى عن القتل والذبح والتفجير، شباب من “جيش ومقاومة وشعب” في لبنان يضحون بأنفسهم كي يحيا الوطن ومن فيه من كل التيارات والفئات وممن يؤمن بـ”النأي بالنفس” او “قوة لبنان بضعفه” او “قوة لبنان بقوته”.

النأي بالنفس وحماية لبنان..

فأي نظرية هي الأجدى للبنان ولحمايته من الاخطار المحدقة به؟ فهل النأي بالنفس يحقق لنا الامن والاستقرار ويبعدنا عن الحرائق المشتعلة حولنا؟ أم ان هذه السياسة لا تعدو كونها هروبا من المسؤولية اتجاه الوطن؟ وهل سياسة المواجهة والتصدي للاعداء والدفاع عن النفس تحقق فعلا النتائج الطيبة على صعيد الامن والاستقرار وصيانة السيادة الوطنية؟ هل هذه السياسة اثمرت تاريخيا وحاليا انتصارات وانجازات لمصلحة لبنان وحفظه وحمايته؟ وطالما هذه النظرية كانت نتائجها طيبة فلماذا لا يعتمدها لبنان بشكل رسمي ودائم في كل الظروف والمراحل لحفظ سيادته وكيانه؟

شدد عضو كتلة نواب “الحزب السوري القومي الاجتماعي” النيابية في لبنان النائب مروان فارس على ان “نظرية النأي بالنفس هي نظرية فاشلة وتضيع السيادة والامن والاستقرار في لبنان”، وسأل “كيف يمكن لوطنٍ ان ينأى بنفسه عن مشاكل المنطقة ولا يأخذ موقفا من القضايا التي تتعلق به”، ولفت الى ان “هناك قضايا تقتضي من الجميع سواء، الدولة اللبنانية او الاحزاب او التيارات او الشخصيات السياسية اتخاذ موقف محدد سلبا او ايجابا”، معتبرا ان “النأي بالنفس يعني اللاموقف وهذا امر سلبي للغاية ويضر بمصالح لبنان”.

واوضح فارس في حديث لموقع “قناة المنار” انه “لا يمكن لهذه النظرية غير السليمة ان تحمي لبنان بل بالعكس هي تضر به لان العدو لا ينأى بنفسه عنا بل يريد الاعتداء علينا والحاق الاذى بنا وبشعبنا”، وسأل “كيف نحيد نحن عن هذا العدو ونتركه يسرح ويمرح وينفذ اعتداءاته ضدنا لقتل الناس وذبحهم وتهجيرهم كما يفعل في اكثر من بلد في المنطقة”، معتبرا ان “سياسة النأي بالنفس هي نظرية الهزيمة والتخاذل وجلب الذل للوطن”.

قوة لبنان بمعادلته الذهبية..

وأكد فارس ان “قوة لبنان بقوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة وليس قوة لبنان بضعفه أو الهروب من المواجهة كما تقرره سياسة النأي بالنفس”، واشار الى “وجوب امتلاك كل وسائل القوة والحفاظ على عناصر القوة الموجودة لدينا لصد العدوان عن لبنان”، ودعا الى “الحفاظ على التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني والمقاومة لحماية لبنان والحفاظ على استقراره وامنه”.

ولفت فارس الى انه “حتى في المجالات السياسية لا يمكن النأي بالنفس عن القرارات التي تتخذ في بعض المنظمات الاقليمية او العربية”، وسأل “لماذا ننأى بأنفسنا عن المواقف العربية التي تتعلق بنا او تستهدفنا بشكل مباشر او غير مباشر؟ كما حصل في المواقف التي تهاجم المقاومة وحزب الله وتصفهما بالارهاب”، مؤكدا ان “هذه المقاومة هي التي حمت لبنان وقبل ذلك حررته وأنزلت الهزائم المتتالية بالعدو في زمن الانكفاء العربي وهي عز وفخر كل العرب”.

وقال فارس “اذا كان هناك اي موقف سياسي ضد او مع المقاومة لا يمكن الوقوف حياله موقف المتفرج العاجز بل لا بد من اتخاذ المواقف التي تؤيد وتدعم المقاومة لانها مقاومة كل لبنان وليس مقاومة فئة او حزب او طائفة وهذه المقاومة تحمي كل لبنان وكل اللبنانيين”، “فكيف نحيد عن الدفاع عنها” سأل النائب القومي”، معتبرا ان “مبدأ النأي بالنفس يؤدي الى فشل سياسات الدولة وادارة شؤون الناس وحماية مصالحها”.

وفيما ذكّر فارس ان “التجارب أثبتت نجاح نظرية قوة لبنان بقوته المتمثلة بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة”، أشار الى “التجارب أيضا اثبتت فشل النظريات الاخرى التي تعتمد على الهروب من المواجهة والاستسلام امام الاعداء”، ورأى ان “البعض اليوم يطالب بسياسة النأي بالنفس في عز المعركة لانه يرتبط بأجندات وسياسات اميركا ومن يتبعها في المنطقة من انظمة الخليج لا سيما السعودية”، مؤكدا ان “هذه السياسات غير وطنية وتضر بمصلحة لبنان لان السياسات الوطنية هي تلك التي تعتمد على قوة لبنان لحمايته وصونه من اي اعتداء سواء من قبل العدو الاسرائيلي او الرهاب التكفيري”.

الواجب يحتم على الانسان البحث عما يحميه ويحقق مصالحه وإلا فإن الوضع يكون غير سليم، ما يعني انه يجب مراجعة حساباته وخياراته، هذا هو واقع البعض في لبنان ممن يطالبون بسحب او انهاء عناصر قوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة والتعاون المستمر فيما بينهم.

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك