جرفَ سيلُ رأسِ بعلبك ملفاتِ السياسة، ورسى على رأسِ الحدثِ اللبناني اليوم، معيداً مشهداً لم تعهده المنطقةُ منذُ مئةِ عامٍ كما يقولُ اهالي رأس بعلبك المفجوعونَ بخسائرهم البشرية والمادية، والمناشدون الدولةَ والهيئاتِ المدنيةَ التدخلَ لانقاذِ البلدةِ المنكوبة. وليسَ بعيداً عن رأسِ بعلبك كان وزيرُ الخارجيةِ جبران باسيل يحذرُ من عرسال من نكبةِ النزوحِ على البلدِ ذي الامكانياتِ المتواضعة. فثمةَ من يريدُ اطالةَ أمدِ المشكلة ، وخلقَ أزمةٍ بينَ لبنانَ والمجتمعِ الدولي قال باسيل.
المجتمعُ الدوليُ الغائبُ عن الكارثةِ اليمنية، رفعَ بعضُه الصوتَ اليومَ محذراً من كارثةٍ انسانية. فبعدَ سلسلةِ خيباتٍ وهزائمَ منذُ العامِ الفينِ وخمسةَ عشر، تمخضَ العدوانُ السعوديُ الاميركيُ فولدَ جيشاً من المرتزقة، والهدف ُ الحديدةُ اليمنيةُ المحاصرةُ كما كاملِ الشعبِ اليمني من جهاتِ الارضِ الاربع.
مالٌ سعوديٌ اماراتي، وضباطٌ أميركيون بخبراتٍ اجراميةٍ راكموها في العراقِ وأفغانستانَ كما تكشفُ الصحفُ الاجنبية، ومرتزقةٌ، وضعافُ نفوسٍ بدأوا عدواناً على مدينةِ الحديدة، مستهدفينَ اهلَها بحربٍ شرسة، مصحوبةٍ بحملةِ تهويلٍ اعلامية، فيما الحقيقةُ الميدانية، صمودٌ استثنائيٌ لاهلِ المدينةِ والجيشِ واللجانِ الشعبيةِ بوجهِ الحملةِ العدوانية.
مناشداتُ المنظماتِ الدوليةِ من أنَ الحربَ على المدينةِ الساحليةِ ومينائها ستجرُ الى نكباتٍ وكوارثَ لم تبلغ مسامعَ الاماراتي والسعودي ومن ورائِهما الاميركي الذي أعطى ضوءَه الاخضرَ للعدوانِ في توقيتٍ مشبوه. فهل المطلوبُ مسمَّى نصرٍ ولو وهمياً واِن كلفَ المزيدَ من اشلاءِ اليمنيين ، واجسادِهم التي احالها الحصارُ الى هياكلَ عظمية.. ما يشهدُهُ اليمنُ من عدوانٍ متجددٍ يأتي عشيةَ الاعياد وحدثٍ سيشدُ أنظارَ العالمِ معَ انطلاقِ صفاراتِ حكامِ المونديال في روسيا. فهل من يرفعُ البطاقةَ الحمراءَ في وجهِ مصاصي الدماء؟
المصدر: قناة المنار