يعاني الاردن من ازمة اقتصادية خانقة دفعت الاردنيين الى التظاهر احتجاجا على اي زيادة في الضرائب، كما يتلقى بقوة تداعيات اللجوء الكثيف للاجئين السوريين الى اراضيه الناتج من حرب سورية طالت كثيرا.
الحرب لدى الجار السوري
بعيد اندلاع النزاع السوري بدأت تداعياته تنعكس مباشرة بشكل سلبي على الجار الاردني، اكثر مما انعكست عليه تداعيات الحرب في العراق المجاور ايضا بين القوات الحكومية وتنظيم داعش. وانضم الاردن الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة التنظيم وفي شباط/فبراير 2015 كثفت المملكة ضرباتها الجوية في سوريا بعد ان أسر تنظيم داعش احد طياريها واعدمه حرقا، ولم يعد الاردن حاليا يشارك في الضربات الجوية في سوريا.
وبعد ان تعرض الاردن لسلسلة اعتداءات عام 2016 اقفل حدوده مع سوريا والعراق خوفا من تسلل مسلحين بين اللاجئين السوريين واعاد فتح حدوده مع العراق عام 2017. كما ان المخاوف قائمة في الداخل حيث انضم الاف الاردنيين الى مجموعات مسلحة في سوريا والعراق، بحسب ما تؤكد مصادر مقربة من المسلحين.
وسجلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة وجود اكثر من 650 الف لاجىء سوري في الاردن، الا ان السلطات الاردنية تؤكد ان عددهم يتجاوز المليون.
الحكم الملكي والديموقراطية
تم انشاء المملكة الاردنية عام 1946 في عهد الملك عبدالله الاول وباشر حفيده الملك حسين مسارا ديموقراطيا في تسعينات القرن الفائت ترجم باجراء انتخابات تشريعية تعددية فاز فيها مستقلون قريبون من السلطة عام 1993. وبعيد انطلاق الربيع العربي عام 2011 دخلت جماعة الاخوان المسلمين البرلمان عام 2016 وحازت 16 مقعدا من اصل 130. وكانت هذه الجماعة قاطعت الانتخابات التشريعية عامي 2010 و2013.
ويضم البرلمان 21 امرأة الا ان صلاحياته تبقى محدودة نسبيا فالملك هو الذي يعين رئيس الحكومة كما يختار اعضاء مجلس الاعيان ال55.
اقتصاد يعاني
تبلغ مساحة الاردن 92.300 كلم مربع وسكانه نحو عشرة ملايين نسمة، تغطي الصحراء القسم الاكبر من مساحة البلاد ومرفأ العقبة على البحر الاحمر هو بوابته البحرية الوحيدة. ومع افتقاره الى الموارد الطبيعية، يعاني الاردن من مشاكل اقتصادية حادة، وتبلغ نسبة البطالة نحو 18.5 % في حين تتجاوز الديون نسبة 90% من اجمالي الناتج الداخلي.
ساهم تدفق اللاجئين السوريين في تأزيم الوضع الاقتصادي، كما ادى اقفال الحدود مع سوريا والعراق الى توقف تبادل تجاري بين البلدين كان ناشطا قبل الاحداث السورية. وبات الاردن يعتمد كثيرا على المساعدات الخارجية خصوصا الاميركية، واعلنت واشنطن في شباط/فبراير مساعدة سنوية باكثر من مليار دولار.
ووافق صندوق النقد الدولي عام 2016 على قروض للاردن بقيمة 723 مليون دولار على ثلاث سنوات مقابل اقرار اجراءات تقشف. وعندما قررت السلطات الاردنية زيادة الضرائب في اطار هذه الاجراءات، تحركت التظاهرات في البلاد احتجاجا على غلاء الاسعار ما ادى الى الاطاحة برئيس الحكومة.
العلاقات مع الكيان الإسرائيلي
ومع ان الاردن يقيم علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة ويعتبر حليفها التاريخي، فان علاقاته مع تل أبيب في المقابل تبدو متوترة. وتدهورت العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية في تموز/يوليو 2017 بعد مقتل اردنيين اثنين على ايدي عنصر امن اسرائيلي في مقر السفارة الاسرائيلية في ظروف غامضة.
واغلقت السفارة على الفور لدى وقوع الحادث ولم تفتح مجددا سوى في كانون الثاني/يناير 2018 بعد ايام من اعراب الملك عبدالله الثاني عن قلقه ازاء القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية