أكد نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي أن “إعلان البحرين” الذي أطلقته الوفاق كمبادرة تستهدف كسر الجمود القائم، وتمهيد الأرضية للحلّ السياسي، والتي تضمنت مجموعة من المبادئ السياسية العامة المستقاة من المواثيق الأممية والتجارب الدولية الناجحة، لقيت صدى إيجابياً لدى العديد من القوى والشخصيات، إلا أن البناء على الإعلان لتقرير الخطوات المقبلة ينتظر بحسب الديهي اتساع دائرة التجاوب مع المبادرة، ونضوج فكرة الحل السياسي.
كلام الشيخ الديهي جاء خلال مقابلة أجراها مع صحيفة الأخبار اللبنانية، قال فيه إن “إعلان البحرين” جاء من إيمان جازم بضرورة التحرك لإنقاذ البلد من التأزم الحاصل على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية… وهو ما تطلب منهم التحرك الجاد والإيجابي. مشيراً إلى أنه مجموعة من القيم والمبادئ العليا والمصالح المشتركة التي هي خلاصة الفكر الإنساني في ما يتعلق ببناء الأنظمة السياسية المستقرة. وأضاف “وفي النهاية، كل ما تضمنه الإعلان هو في متناول السلطة وكل الفرقاء للخروج بما يحقق السلام والأمن والاستقرار والتنمية. نحن جادون في أن نأخذ البلد إلى مساحة التوافقات، وكل ذلك يتطلب وقفة جادة من النظام وكل داعميه لتجاوز الأزمات المتراكمة”.
وأوضح الشيخ الديهي أنه “نظراً إلى الظروف السياسية والأمنية، وإغلاق المؤسسات السياسية، وملاحقة النشطاء، ومحاكمة القيادات السياسية والحقوقية في الداخل، وحفاظاً على سلامة الجميع، لم نشمل أي جهة في التوقيع على الإعلان”.
وفي سياق حديثه، أكد سماحته أنه لم يأتوا بـ”إعلان البحرين” للمناكفة أو المغالبة، موضحاً أن الإعلان يراد من خلاله تقديم أرضية مشتركة للحل من أجل إنقاذ واقع البلد، وحمايته من الانهيارات والضعف وغياب البرنامج، والسعي من خلاله إلى بناء حالة توافق وطني مبني على أسس دولية أممية قوية، مستقاة من تجارب رائدة ومهمة وناجحة.
وتابع بالقول “وفي ظل الفهم السائد، يمكننا القول إننا لا نتوقع من العائلة شيئاً، لكننا ندعو العقلاء والحريصين على البلد في العائلة وغير العائلة من الداعمين لفكرة استمرار الأزمات سواء في البحرين أو في الخليج أو في العالم، ندعوهم إلى قراءة الإعلان جيداً، وأن نضع كل ما لدينا على الطاولة من أجل الخروج بحلول سياسية تحصّن الجبهة الداخلية، وتعيد للبحرين قوتها كدولة يحكمها التوافق والشراكة السياسية بدلاً من واقع الاستفراد المدمر”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك خطوات أخرى بعد الاعلان، قال سماحته “لدينا خطوات في مساحات أخرى لاستكمال الحاجة السياسية والإنسانية… ولكن نتركها إلى حين نضوج فكرة الحل السياسي، وبروز تجاوب مع إعلان البحرين حتى لا نستبق الأمور. وهذه الخطوات، بالمناسبة، تتضمن تفاصيل تعالج جوانب أساسية من الأزمة في البحرين، ولكل حادث حديث”.
وتوقع أن الأمور ستبقى تراوح مكانها في حالة جذوة وعلى صفيح ساخن حتى تتحقق المطالب، موضحاً أن ما يمنع الناس اليوم (من الحضور في الساحات) هو القمع والبطش والقهر والاضطهاد، وكل ذلك حلول مؤقتة تسقط وتنتهي أمام إرادة الناس. مؤكداً أن ثقافة البحرينيين هي الإصرار على أن لا رجعة إلى الوراء، والتمسك بحلول سياسية تضمن عدم العودة إلى زمن الرق والعبودية والإفقار والتجويع والتجهيل.
كما أشار سماحته إلى إلى أن الوفاق كوجود وكفكر ومشروع وطني وامتداد شعبي أصبحت أقوى مما كانت، لأن هذا الحضور والثقة والارتباط تَعزَّزت أكثر بممارسات السلطة وقمعها وإغلاقها للجمعية. وقال إن اعتقال زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان أعطاها قوة أكبر وحضوراً جماهيرياً في وجدان الناس، ولم يتمكن النظام حتى الآن من إقناع حتى نفسه بإغلاق الوفاق لأنها بقيت تقوم بدورها السياسي والميداني والدبلوماسي، وهي مستمرة وتقدم ما يقنع العالم في مقابل عدم قدرة النظام على إقناع أحد بوضعه السياسي والقانوني.
ووصف نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوضع الاقتصادي والمالي في البحرين بـ”المتدهور”، لافتاً إلى أنه “ليست هناك رؤية لإنقاذه، وليس هناك رأي لأحد في القرار الاقتصادي، وليست لأحد القدرة على الاطلاع على تفاصيل الوضع المالي وتوزيع الثروة”.
المصدر: اللؤلؤة