ازدادت حدة التوتر عشية بدء تطبيق رسوم جمركية أمريكية على الفولاذ والألومنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي والتي تعهد التكتل بالرد عليها.
وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بان الاتحاد الأوروبي سيرد بشكل «ذكي وموحد وحازم» في حال فرض مثل هذه الرسوم، وشددت على ان هذه الرسوم لا تتوافق مع لوائح منظمة التجارة العالمية».
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، قد حذر ، إثر لقاء مع وزير الاقتصاد الأمريكي ويلبور روس، بأن «على أصدقائنا الأمريكيين ان يدركوا انهم اذا اتخذوا قرارات عدائية إزاء أوروبا، فهي لن تظل دون رد».
وتابع القول «نحن مصممون مع شركائنا الألمان والمفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم على اتخاذ كل الاجراءات الضرورية للرد على أي قرارات أمريكية محتملة»، دون إعطاء إيضاحات.
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس «لا مصلحة لدينا في العودة إلى الوراء على صعيد السياسة التجارية. وحتى نكون واضحين فان الحمائية والانغلاق يجب الا يسودا على حساب التبادل الحر». ومنذ مارس/آذار تدور تساؤلات يبدو انها بدأت تتضح حول ما اذا كان ترامب سيبدأ بفرض رسوم جمركية اضافية بنسبة 25% على الفولاذ و10% على الألومنيوم المستوردين من أوروبا.
وكانت الإدارة الأمريكية قد اعطت إعفاءً مؤقتا من الرسوم للاتحاد الأوروبي انتهى عند منتصف ليل الخميس/الجمعة.
وطالب الأوروبيون بإعفاء دائم بدلا من الاعفاء المؤقت، لكن الادارة الأمريكية أبدت تصلبا حول الموضوع وقالت أنه وحتى لو حصلت حرب تجارية فأن المسؤولية ستقع على الأوروبيين. وقال الوزير الأمريكي روس في مقابلة نشرتها صحيفة (لو فيغارو) الفرنسية أمس «اذا حصل تصعيد فسيكون لان الاتحاد الأوروبي قرر الرد».
وتستورد الولايات المتحدة، التي تنتقد الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي بانها لا تفتح اسواقها بما يكفي امام المنتجات الأمريكية، 51.3% من الألومنيوم الذي تستهلكه و35.8% من الفولاذ من شركائها في مجموعة السبع، حسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية للعام 2017.
ويحاول الأوروبيون اعتماد موقف موحد إزاء الولايات المتحدة ويدعون إلى حوار يشمل دولا عدة بدلا من المحادثات الثنائية. وتهدد الرسوم الأمريكية دولا عديدة غير الاتحاد الأوروبي أهمها الصين وكندا واليابان. وسيتعين على واشنطن الرد خلال قمة مجموعة السبع على التساؤلات حول التقلبات في سياستها التجارية ازاء الصين. حيث عادت الادارة الأمريكية الثلاثاء الماضي إلى الهجوم على الصين بعد الهدنة المعلنة في 19 مايو/أيار المنصرم في حربهما التجارية. وسبق للبيت الابيض أن أعلن انه سيواصل خطته لفرض تعرفات جمركية اضافية بنسبة 25% على ما قيمته 50 مليارا من الواردات السنوية من الصين، وقال انه يعد لإجراءات من اجل فرض قيود على الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.
وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ ان «الصين لا ترغب بحرب تجارية لكنها لا تخشى خوض مثل هذه الحرب»، منددة ب»المواجهة» من قبل شريكها الأمريكي.
الا ان الصين بدت الخميس وكأنها تعبر عن حسن نية باعلانها خفضا لرسومها على وارداتها من الملابس والأدوات الكهربائية المنزلية ومستحضرات التجميل وذلك اعتبارا من الشهر المقبل.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية