السلاسة تحكم السياسة، هكذا يبدو الحال حتى الان في لبنان. مرّ استحقاقا انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعادة تكليف الحريري تشكيل الحكومة بايجابيةٍ لافتة ، فهل ينسحب الامر على التأليف؟
على مستوى التصريحات، يُتوقعُ أن يشهدَ لبنان حكومةً قريبا، فالكل يتحدث عن ضرورةِ الاسراعِ في هذا الاستحقاقِ لكثرةِ التحدياتِ الداخليةِ منها والخارجية. وان كان من السابقِ لاوانه الخوض في الاسماء، فان الملامح العامةَ بدأت تتشكل . الرئيسُ نبيه بري يؤكد من قصر بعبدا أنها ستكون حكومةَ وحدة وطنية وموسعة.
وحدةٌ تتضاعف أهميتها معَ القراءة في تصريحاتِ جنودِ وضباطِ جيشِ الاحتلالِ عشيةَ احياءِ ذكرى المقاومةِ والتحرير.
فالجرح اللبناني لم يندمل في الجسدِ الصهيوني منذ ثمانيةَ عشرَ عاما، ويتحدث جنود وحدة غولاني مفخرة جيش الاحتلال عمّا أسمَوها بفترةٍ جنونيةٍ ودوريات الموت، وعن اسماءٍ انحفرت عميقاً في ذاكرتِهم كموقعِ الدبشة والشقيف والريحان الداخلِ اليها بينَ قتيل، جريحٍ أو مفقود، أما في لبنانَ فنصرُ أيار يحفر آياتِ عزٍّ وصمودٍ لن تُمحى على مرِ الدهور.