مواجهة صاروخية امتدت من اجواء دمشق الى الأراضي السورية المحتلة في الجولان بعد استهداف مواقع صهيونية “محصنة” بالصواريخ ما ادى الى وقوع خسائر مؤكدة تكتم عنا العدو وفق ما اشارت مصادر ميدانية لقناة المنار. هذا الرد الصاروخي أوضَحَ متغيراتٍ استراتيجية وأظهر الكفاءة والحفاظ على التعافي العسكري السوري، إلى جانب قوة ردعية فاجأت كيان العدو.
على ضوء التطورات الأخيرة في الميدان السوري، استضاف موقع قناة المنار الكاتب الإعلامي والمختص بشؤون الكيان الصهيوني، الدكتور بسام رجا، موضحاً نتائج التطورات التي ارتقت لمستوى اشتباك صاروخي هدد أمن الكيان بجدارة وحزم كبيرين.
يؤكد الدكتور بسام رجا أن الكيان الصهيوني أصبح في مأزق أمني، لأن العقيدة الصهيونية تتعلق دائما بكيفية هذا الوجود الامني، وكل الحروب التي خاضها الكيان كان يحاول أن لا يخسر فيها، لكن ما حدث اليوم من وصول الصواريخ السورية إلى مواقع صهيونية استراتيجية، يراه د. رجا تبدلاً أمنياً كبيراً في المعركة، وضربا كبيرا لهذه المنظومة الأمنية.
خطوطٌ حمراء يتحدث رجا انها رُسمت، آخذاً كلامه هذا من المواجهة الصاروخية الحاسمة ليل امس الأربعاء، وهذه الخطوط الجديدة كسرت كل الخطوط السابقة، حيث بدأ من إسقاط طائرة الـF16 منذ فترة، ووصولا إلى اليوم وما تم من إسقاط لمعظم الصواريخ الصهيونية، وعلاوة على كل هذا، سقوط عشرات الصواريخ على مواقع في الجولان السوري المحتل، في حين أن الكيان الصهيوني لم يعترف بما حصل كي لا يضرب عقيدته الأمنية، وهذا ما سيتكشف مع الأيام القادمة، فهو يرى نفسه صاحب المبادرة، والقادر على أن يقوم بعدوان لا يُرد عليه.
يتابع الإعلامي الخبير في الشأن الصهيوني، اليوم جاء الرد وحطم كل تلك العقيدة الأمنية الصهيونية بل وفاجأ الكيان الذي يعتقد بأنه صاحب إمكانيات لوجستية عسكرية كبيرة، تؤهله ان يملك قدرات دفاعية وهجوية كبيرة تمنع اي اختراق، وهذا ما يتوجه به الكيان في خطابه الداخلي، “على انه صاحب الحضور الأكبر و من يرسم السياسات في المنطقة”.
ويرى الكاتب ان ما جرى هو حرب مصغرة بمثابة درس أدرك قادة الكيان الصهيوني خلاله بأنه لم يعد يستطيع ان يُظهر صورة القوي “السوبرمان”، تلك الصورة التي عوّد عليها العالم، وبما فيها الحليف الاميركي الذي لا بدّ أنه تأكد له اليوم بأن الكيان لم يعد قادراً على حفظ أمنه.
ما حدث ليل أمس، يذهب بالكاتب والخبير رجا إلى شرح ما بات يدركه العدو، أن السماء السورية لم تعد ملعباً أمامه، ولم يعد بإمكان هذا الكيان ان يتجول فيها كما السابق نتيجة التعافي السوري المؤكد من خلال تصدي الدفاعات الجوية السورية خلال المواجهة لمعظم الصواريخ الصهيونية على مواقع عسكرية وأمنية سورية. وهناك معادلات تؤكد الندية السورية في الدفاع والردع والرد الحاسم والمباشر، والأهم أنه ردٌّ مدروس لا يمكن أن يكون بشكل عشوائي إنما يضرب مواقع صهيونية استراتيجية ذات أهمية وحساسية بالغة لدى الكيان.
إذاً المواجهة السورية حسمت أموراً كثيرة، أهمها قوة استعادها الجيش السوري، بعد حرب دامت سنوات، انتصرت فيها الدولة السورية على دول دعمت ونظمت وأدخلت الإرهاب لضرب العمق السوري، الذي أثبت مناعة واجهت كل التحديات لتصل إلى ما هي عليه من انجازات استراتيجية تاريخية، اسست بدورها لكل ما تم إنجازه على كافة الصعد الممتدة بين عواصم محور كامل سيفتح آفاق مواجهة لاحقة.
المصدر: موقع المنار