زار الأمين العام “للتنظيم الشعبي الناصري” رئيس لائحة “لكل الناس” للانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، أسامة سعد منطقة جادة نبيه بري في صيدا، حيث استقبل بحفاوة.
وكان اللقاء فرصة تحاور فيها سعد مع الأهالي حول برنامجه الانتخابي، فقال:”الانتخابات هي فرصة للنقاش، ونتمنى أن يكون النقاش على مدار السنة. من المهم أن يحدد الناس خياراتهم وفق قناعاتهم التي تعتبر أساس الانتخابات، والتي تحدد مستقبل البلد ومصيره ومستقبل الأجيال الجديدة. ونحن نأسف ونحزن عندما نرى أن النظام القائم في لبنان لا يوفر للأجيال الجديدة المستقبل الذي تطمح إليه، بل يدفعها إلى البطالة والهجرة”.
ورأى أن “الدولة اللبنانية بمؤسساتها وبالطبقة الحاكمة الموجودة على رأسها، لا تؤمن أوضاعا سليمة ومريحة للأجيال الجديدة، لكي تعيش في البلد بأمان واستقرار وكرامة. ونحن بحاجة إلى دولة عادلة تؤمن حقوق الناس في مختلف المجالات، في الصحة والتعليم وفرص العمل وضمان الشيخوخة، والخدمات الأخرى من مياه وكهرباء ومساكن للشباب. فالشباب غير قادر على تأمين مسكن في ظل غلاء الشقق والعقارات ومشاكل القروض السكنية، التي كانت متوقفة لفترة من الزمن”.
وقال “إن فوزنا بالانتخابات يفتح ساحة نضالية جديدة، فتيارنا يحمل همومكم منذ عشرات السنين على مختلف الصعد الوطنية والاجتماعية والمطلبية والمعيشية. وهذا التيار مستمر في حمل الهموم أيا يكن الموقع الذي ينطلق منه. مما لا شك فيه أن الساحة النضالية الأساسية هي وسط الناس ومع الناس، إلا أن ساحات النضال متعددة في كل الأحيان والمراحل. والبرلمان ساحة إضافية لتعزيز النضال الشعبي المتواصل من أجل تحصيل حقوق الناس. والحقوق ليست منة من أحد، فنحن شعب حر، وحقوقنا عند الدولة. والخدمات مطلوبة من الدولة لأن تمويلها من جيوب الناس. بعض القوى تتنكر لحقوق الناس، وتستخدمها لابتزاز الناس والحصول على ولائهم بواسطة الخدمة المشروطة بالولاء. لكننا شعب حر لا نقبل بهذا الواقع، ونبحث عن السبيل الموصل نحو الأفضل”.
وإذ سأل “ما هي النتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لانتخابات 2009، أسئلة علينا أن نسألها لأنفسنا؟، قال: “من نتائج انتخابات 2009 على الصعيد السياسي أننا لم نعد نسمع خطابا وطنيا جامعا، بل أصبحنا نسمع خطابات فئوية وطائفية، وأصبحنا نرى تفتيت الشعب الواحد وتضييع حقوقه وتهديد أمنه واستقراره، وعن الأوضاع الاقتصادية من 2009 حتى 2018 المسؤولون في الدولة يقولون إن الأوضاع ذاهبة باتجاه الإفلاس. ونحن نشهد اليوم ارتفاع معدلات الفقر، وإفلاسات، ومعاناة اجتماعية على كل المستويات تمس كل الأسر، وخصوصا فئة الشباب. وصيدا حصتها من هذه النتائج السيئة مضاعفة عن بقية المناطق بسبب التهميش وغياب الاستثمارات، وبسبب الاستهتار بحقوق صيدا بالوظيفة العامة والخاصة، وفي 6 أيار 2018 نريد كشعب أن ننتقل من خلال هذه المحطة إلى أوضاع أفضل، والانتخابات ستحدد الوجهة”.
وأشار إلى أنه “عام 82 عندما اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان وفرض على لبنان 17 أيار، 4 أو 5 نواب غيروا المعادلة وأسقطوا 17 أيار، وذلك بالاستناد إلى النضال الشعبي. فقد أنتج الشعب عدة تيارات مقاومة، من بينها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وحقق إنجازات تمثلت في تحرير معظم الأراضي اللبنانية. من هنا يبدو واضحا كيف أن النضال البرلماني يجب أن يترافق مع النضال الشعبي”.
وقال “في صيدا مشاكل كثيرة؛ إن كان على الصعيد البيئي والصعيد الاقتصادي، أو لجهة البطالة والسكن، وازدحام السير والفوضى في الأسواق، وانهيار الخدمات من الكهرباء والمياه إلى الرعاية الصحية. كل هذه القضايا نتحرك فيها على الصعيد الشعبي، ونقوم باعتصامات واحتجاجات ومظاهرات وعرائض وشكاوى بهدف معالجة هذه القضايا بشكل صحيح وسليم. لكننا نصطدم دوما بأن المسؤول لا يريد أن يسمع أو أن يناقش، فبقيت القضايا دون أي معالجة. في الموضوع البيئي قدمنا اقتراحات وحلول، لكن المسؤول لا يريد ان يسمع. كما قدمنا في برنامجنا رؤيتنا للواقع والحلول التي نعمل لها. في ما يتعلق بصيدا وأيضا على الصعيد الوطني وضعنا رؤيتنا بكل جرأة”.
أضاف “برنامجنا ليس ظرفيا أو نظريا، بل هو حصيلة نضالات لتيارنا على مدى عشرات السنين. ونحن مستمرون في النضال على كل الصعد، التي تخدم الناس ومع الناس. فالأحادية التي نشهدها في واقعنا الصيداوي أسلوب لا يوصل لأي نتيجة. أما الأسلوب الأنسب فهو أن يكون هناك تفاعل وأن يكون هناك تدخل من قبل المجتمع كله، ولا نقبل أن يكون المجتمع مستكينا ومنقادا. والمطلوب منا جميعا في حال كنا نريد تغيير الأوضاع أن نكون شركاء في القرار، وأن نمارس الضغط الفعلي على المسؤول لكي يعالج المشاكل. أي أنه علينا أن نكون مجتمعا يهتم بالشأن العام”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام