شدد السيد علي فضل الله في خطبتي صلاة الجمعة ان “لبنان، بات على مقربة من موعد الاستحقاق الانتخابي.، ومع الأسف كلما اقترب موعد هذا الاستحقاق ارتفعت وتيرة الحدة في الخطاب السياسي، وتصاعد التحريض الطائفي والمذهبي والعشائري والعائلي، وتواصلت سياسة تخويف اللبنانيين من بعضهم البعض والتحريض على هذا الفريق أو ذاك، بادعاء حماية المنطقة أو الطائفة أو المذهب أو الوطن أو العروبة، وهي ادعاءات يسقط من مصداقيتها أنها تنطلق من مواقع فئوية لا وطنية، ومن الطبيعي أن يساهم ذلك بتوترات رأينا بعض مشاهدها على الشاشات أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولمسنا ونلمس آثارها على الأرض، ونخشى أن نرى أكثر من ذلك”.
وقال “من هنا، فإننا نعيد دعوة القوى السياسية المتنافسة إلى أن ترأف بهذا البلد، وتتدبر عواقب هذا الخطاب ونتائجه، فلا ينبغي، ومن أجل الوصول إلى موقع هنا أو هناك، أن يحرق البلد أو يهدد استقراره، إننا نريد لهذه القوى التي تمثل أديانا ومذاهب بحسب التقسيم الطائفي، والتي تعد القيم الروحية والأخلاقية عمادها، أن ترتقي بخطابها إلى ما تمثل، وأن لا تحول الانتخابات إلى لعنة، في الوقت الذي نريدها حلا”.
أضاف “إننا نقول لكل هؤلاء، إن هذا الخطاب لن يفيد مطلقيه، وهو يضرهم ويقدم صورة سلبية عن أدائهم السياسي، فلا يمكن أن نبني وطنا يؤتمن عليه من يحمل هذا الخطاب، ويتعامل مع منافسيه بهذه الحدة والعنف، ويرفض الآخر الذي يتشارك معه في الوطن”، مشيراً الى ان “لبنان الذي نطمح له ويطمح له اللبنانيون، لا يبنى بمثل هذا الخطاب السياسي أو بالوعود البراقة والكلام المعسول، بل من خلال التاريخ النظيف والخطاب العقلاني والمشاريع الواقعية لأزمات البلد المستعصية”.
وأردف “في هذا الوقت، نريد من الدولة والمسؤولين فيها أن يسارعوا إلى معالجة الأزمات التي تعصف بالبلد، وأن لا يكونوا في إجازة خلال الانتخابات، فمطالب الناس لا يمكن أن تنتظر إلى ما بعد الانتخابات، ومن واجب السلطة تسيير أمور الناس وتيسيرها، سواء منها مطالب أساتذة الجامعة، أو أزمة القروض السكنية لحل مشكلة ذوي الدخل المحدود، أو الأزمات الأخرى من الكهرباء والماء، والكثير من الأمور التي تنتظر حلا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام