قد يتفهمُ اللبنانيون الحراجةَ الانتخابيةَ لدى بعضِ القوى السياسية، فتلجأُ الى رفعِ منسوبِ خطابِ شدِّ العصبِ لدى محازبيها، اما اللجوءُ الى نفخِ العضلِ والتطاولِ بالضربِ والتكسيرِ للخصومِ الانتخابيين، فهذا غيرُ مفهوم، خاصةً وهم يحاضرونَ بالعفةِ السياسيةِ والعفافِ الانتخابي .. ومعَ احترافِهم سياسةَ النأيِ بالنفس، فينأَوْنَ متى شاؤوا وهم المسؤولون الرسميون ، ومتى اضطُروا يُحرِّضون ..
انه ميزانُ التوترِ المرتفعِ معَ اقترابِ الموعدِ الانتخابي وضيقِ الخطابِ السياسي، بل افلاسِ الشعارِ الذي ليسَ فيه الا التحريضُ والتهويلُ بعباراتٍ وشعاراتٍ عفى عنها الزمن، وهم يعلمونَ انه ليس هناك من يحاسبُ ولا من يراقبون..
في الزمنِ الاقليميِّ الصعب، حيثُ ترسمُ المعادلاتُ ويسجِّلُ لبنانُ بمقاوميهِ دوراً لحمايةِ وطنِهم وحفظِ امنِه وحضورِه على الساحةِ الاقليمية، وفي زمنِ العدوانِ الصهيوني والاميركي على سوريا وعلى السيادةِ اللبنانيةِ ينأى البعضُ عن نفسِه، ويستحضرُ هذا الشعارَ انتخابياً مصحوباً بالتحريضِ المذهبي باسمِ العروبة، فيسألُ رئيسُ المستقبلِ الى اينَ تريدُ المقاومةُ التوجهَ بلبنان، والجوابُ حتماً بعيداً عن سياساتِ العجزِ المحليةِ والعربية.. تريدُ التوجهَ بلبنانَ الى حيثُ العزةُ والعنفوان، حيثُ يَحسبُ له العدوُ الفَ حساب، ويُكِنُّ له الصديقُ كلَ احترام..الى حيثُ يكونُ اللبنانيونَ حلفاءَ لكبرياتِ الدولِ الاقليميةِ والعالمية، لا تبعاً يُلقَّنونَ المواقفَ والتعليمات، ويَدفعونَ ثمنَها ملياراتِ الدولارات..
تريدُ المقاومةُ التوجهَ بلبنانَ الى الدولةِ الخاليةِ من الفسادِ والمفسدين،التي تَعتبرُ ابناءها متساوِينَ، فيحترمونَ بعضَهم البعض، يتخاصمونَ بشرفٍ ويتحالفونَ بشرف، ولا يعملونَ فيه جواسيسَ على بعضِهم البعض، للسعودي وغيرِ السعودي كما تَكشِفُ سلسلةُ الامارات ليكس التي تنشرُها جريدةُ الاخبار..