دعا النواب الاوروبيون الاربعاء الى توقيع اتفاق شراكة بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة بعد البريكست، على غرار ما تم توقيعه بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا او جورجيا. وصوت البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ باكثرية 544 نائبا الى جانب قرار بهذا الصدد ضد 110 وامتناع 51 عن التصويت.
واعتبر القرار ان “اتفاق شراكة بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة يمكن ان يقدم اطارا مناسبا للعلاقات المستقبلية” بين الطرفين. واوضح القرار ان هذه الشراكة ستستند الى اربعة مجالات “العلاقات التجارية والاقتصادية، الامن الداخلي، التعاون في مجال الشؤون الخارجية والدفاع وتعاون في مواضيع محددة مثل مشاريع عابرة للحدود في مجال الابحاث والتجديد”.
واعتبر النواب الاوروبيون ان هذا الاطار “يجب ان يتضمن حوكمة متناسبة مزودة بآلية صلبة” لتسوية الخلافات. واعرب منسق البرلمان الاوروبي بشأن البريكست البلجيكي الليبرالي غي فرهوفشتات عن اقتناعه استنادا الى الاتصالات الاخيرة التي اجراها مع الحكومة البريطانية ان لندن “ستدرك ايجابيات مقاربة من هذا النوع”. واعتبر النواب الاوروبيون ايضا ان الاطار المستقبلي للعلاقات بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة يجب الا يتيح المجال امام مقاربة انتقائية (اختيار ما يناسب من القوانين الاوروبية)، وذلك ردا على رغبة البريطانيين بان تكون لهم اتفاقات تبادل حر تتيح دخولا معينا الى السوق الاوروبية الداخلية بعد البريكست.
وتشعر دول الاتحاد الاوروبي ال27 بقلق بالغ من ان لندن ستستخدم البريكست لاستقطاب استثمارات دولية بشكل غير منصف من خلال خفض الضرائب وتخفيف القوانين وعدم الالتزام بقوانين الاتحاد الصارمة الخاصة بالدعم المالي الحكومي.
وحض القرار بريطانيا على الالتزام بمعايير الاتحاد الاوروبي الخاصة بالضرائب واجراءات منع التهرب الضريبي خصوصا في اراضيها الواقعة خارج المملكة المتحدة مثل جزر الكايمان وجيرسي. ورحب كبير مفاوضي البريكست في الاتحاد الاوروبي ميشيل بارنييه بالقرار، وقال “نتبنى التحليل ذاته … بالنظر الى الخطوط الحمراء التي حددتها بريطانيا ليس هناك سوى امر واحد اتفاق تجارة حرة”. واضاف “ولكنني اعتقد ان امامنا الكثير من العمل مع بريطانيا على المدى الطويل وليس فقط العمل على التجارة”.
وقبل نحو عام من الخروج الفعلي للمملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، اعتبر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الثلاثاء في ستراسبورغ ان الوقت حان للانتقال من “الخطابات” حول البريكست الى ترجمة فعلية لهذه النصوص القانونية، وصولا الى تنظيم عملي لانسحاب هذا البلد من الاتحاد الاوروبي.
ومن المقرر ان يلتقي قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من اذار/مارس لاقرار اطار للعلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة بعد البريكست خصوصا على المستوى التجاري.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية