يشير تقرير دنماركي عن الأوضاع الصحية والاجتماعية لمواطني الدنمارك، إلى أن “الوحدة تؤثر على صحة الناس وتساهم في تقصير أعمارهم”.
وبحسب تقرير “الصحة الشخصية في البلد 2017″، فإن “غياب تقاسم الهموم والأفراح مع الآخرين، وقضاء اليوم بفراغ، يضع الإنسان في موقف يشعره بأنه غير مرغوب فيه، ما يؤدي لسوء نوعية الحياة ويؤثر فعلياً على الصحة”.
ويشير هذا التقرير، الذي يعده سنوياً خبراء وباحثون في مجال الصحة الاجتماعية في الدنمارك، إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وحدة وعزلة عن المجتمع تزداد لديهم مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب وضغط الدم والسمنة. وبحسب المشاركين في إعداد التقرير، يعاني من هذه الظاهرة اليوم نحو 6.3 في المائة من الدنماركيين، وتزداد في شمال البلد، وتصل النسبة في شمال شبه جزيرة غوتلاند إلى 6.7 في المائة، وتتحول إلى “مشكلة اجتماعية كبيرة”.
ويجيب معدو التقرير على هذه العزلة والوحدة بأنها “ترتبط أساساً بسوء نوعية حياتهم ويومياتهم”، وفقا لأستاذ علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في جامعة ألبورغ، سورن يوول. ويوضح يوول لتلفزيون الدنمارك قائلاً “نحن نعيش مجتمع الأداء الآن (تقييم الإنسان وفق أدائه) وهو يركز بشدة على ما يقدمه الإنسان، وحين يعجز الشخص عن مواكبة ذلك يتجه نحو العيش بعزلة، ومنفردا بطريقة مستسلمة أمام توقعات المجتمع”.
التكاليف الحياتية والمجتمعية لتلك الإشكالية، أي الوحدة/العزلة عن المجتمع، تصل كلفتها على الأشخاص المعزولين، وفق معدي التقرير، إلى جانب الأعراض الصحية المشار إليها، إلى حدّ تقصير حياة البشر، مشيرين إلى أن نحو 2200 حالة وفاة سنويا يمكن ربطها بالعزلة، ما يعني 4 في المائة من حالات الوفاة.
إلى جانب ذلك، تزداد لدى من يعيشون في وحدة المراجعات الطبية، كما تلحظ لديهم نسبة تغيب كبيرة عن العمل “وهو أمر يكلف المجتمع أموالا طائلة، إن على صعيد تكاليف الرعاية والعلاج أو بسبب الخسارة الإنتاجية لدى هذه النسبة”، بحسب ما يشير التقرير.
بعض الحلول التي يدفع بها الصليب الأحمر الدنماركي، خصوصا حيث ترتفع النسبة كثيرا في شمال الدنمارك، تكمن في “تلبية الحاجة لوجود أصدقاء في الحياة، ونحن نحاول المساعدة من خلال تنظيم زيارات أصدقاء لهؤلاء الذين يعيشون في عزلة”، بحسب ما تقول ليليان كريستانسن، التي تعمل في تنظيم الزيارات في شمال البلاد. وتلاحظ كريستانسن أن “فئة كبار السن تشعر بوحدة أكبر في الشمال”.
المصدر: العربي الجديد