شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على وجوب “أن ندرك أن ساحاتنا مترابطة، ومشاكلها متشابهة، وكبرى الأزمات وأخطرها هو الاحتلال الإسرائيلي. وإن لم ندرك سبب العلة والمرض، وسبب الأزمات بأنها إسرائيل، فلا يمكن أن تنجح أي خطوة. وإذا أدركنا أن إسرائيل هي سبب البلاء، وأن منطقتنا غارقة في الاضطراب والحروب وعدم الاستقرار منذ سبعين سنة بسبب الكيان الإسرائيلي… فهذا يعني أننا لن نتقدم. وإذا أدركنا فنحن على همة أن نتقدم دائما بحمد الله كما يحصل مع المقاومة وجبهة المقاومة”.
وفي كلمة له في “ذكرى شهادة السيد محمد صالح الحسيني”، قي قاعة الجنان، تابع الشيخ قاسم “ساحاتنا مترابطة وكل ما يحصل في أي منها تتأثر به الساحات الأخرى في شكل كبير. وإسرائيل تتمسكن وتظهر مظلوميتها أمام العالم، فتنشر خبر مقاوم شاب جرح إسرائيليًا في شارع من شوارع فلسطين، ليقولوا أمام العالم بأنهم في خطر من شاب يستعيد أرضه وبيته وكرامته وعرضه وشأنه، وهذا أسلوب من أساليب التعمية على الناس”.
وأضاف “تتمسكن إسرائيل عندما تعرض مستوى التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته، وكذلك الشعب اللبناني، وشعوب المنطقة أيضا، وأن المقاومة هي جبهة خطرة على إسرائيل، ولكن ألا ترون أن إسرائيل تأخذ أسلحتها من أمريكا؟ من خزائن مفتوحة من دون حساب؟، تتآمر مع الدول الكبرى لتكريس الاحتلال، وتعيث في الأرض فسادا على مستوى العالم من دون حسب ورقيب، ومن ثم تأتي إسرائيل لتتمسكن وتعتبر أنها مظلومة”.
وجزم “إن أميركا وإسرائيل متواطئتان مع الاحتلال والعدوان، وتمارسان كل أنواع القهر والضغط على منطقتنا لشرعنة وجود الكيان الغاصب، ومده بأسباب القوة والسيطرة، في المقابل محور المقاومة يعمل لتحرير الأرض، ولتحرير فلسطين، ولاستعادة المكانة والكرامة والعزة، ولأخذ حقه وحق شعبه في الحياة، وهذا المحور الذي يعمل ليل نهار، استطاع أن يحقق إنجازات وانتصارات عظيمة، ونحن نعلم بأن تحرير فلسطين هو تحرير لكل المنطقة إلى مئات السنين، وإن شاء الله ستتحرر فلسطين على أيدي المجاهدين المقاومين”.
ودعا الشيخ قاسم إلى “عدم الهلع عندما يتهموننا بأننا انتصرنا بغيرنا، يقولون لإيران أنت تنتصرين لأن حزب الله ينتصر، وحزب الله يعمل من أجل أن يعطي إيران ما لم تتمكن أخذه في شكل مباشر: هذه سخافة، وكل ما عملناه في لبنان ربحناه أولا، ولكن إيران تحبنا وتحب مقاومتنا، هي كالأم التي تفرح لولدها عندما يمشي ويجتاز الصعوبات ويتمكن من إزالة المخاوف وتحقيق الأهداف. إن إيران أم المقاومة بالقلب والروح، وهي تعطي ولا تأخذ، ونحن نأخذ ونعطي بمقدار ما يستحق ويكسب شعبنا. فإذا اكتسبنا اكتسبت إيران، هنيئا لإيران المقاومة في لبنان وفلسطين، وهنيئا لفلسطين ربح المقاومة في لبنان، ونحن سعداء في أي مكان في العالم تربح المقاومة، لن نخاف، فلا تضغطوا علينا نحن سعداء لأن الدماء تنتشر بالنور والسعادة بحمد الله تعالى”.
وأكد أن “كل محور المقاومة يستفيد من أي إنجاز في أي موقع، لأن العدو واحد وفي أشكال عدوانية. والعدو واحد في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ومصر. وفي كل موقع العدو هو إسرائيل، تارة تعتدي مباشرة، وأخرى من خلال أدواتها التكفيرية، وثالثة بالتدخل الأميركي والغربي لحمايتها، ولكنها في كل حضورها وحالاتها عدوانية، ونحن في كل حالاتنا مقاومة ندافع عن حقوقنا، لقد نجح لبنان بالثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة، التي حصَّنت انتصاراته وطوقت نيران الأزمة من حوله، وهذا إنجاز كبير بحمد الله”.
ورأى أن “أميركا تعمل علنا لكسر إرادة اللبنانيين ووحدتهم، تتحدث عن أموال وعقوبات وتآمر وتسلط وتحريض في شكل مباشر وغير مباشر، ولكن عليها أن تعلم بأن الأمر في لبنان لم يعد سهلا، فبنيان لبنان اليوم قائم على دعامتي المقاومة والدولة، بتماه لا يمكن تفكيكه، فلا لبنان من دون مقاومة ودولة. ولأن شعب لبنان مصمم على بقاء هذا البلد عزيزا عظيما فسنجد دائما أن المقاومة والدولة صنوان لا ينفصلان لاستمرار لبنان وعزته”.
كذلك شدد على العمل “لتحصين وحدتنا ومنع اتخاذ لبنان منصة لمشاريع الأجانب وإرادتهم، هم يعملون للاضرار بلبنان ترغيبا وترهيبا، ولكننا لهم بالمرصاد، والشعب اللبناني يقظ، ولبنان القوي المنتصر يختلف عن لبنان الضعيف، لبنان القوي ليس معبرا ولا ممرا بل دولة لها استقلالها يحميها أبناؤها وجيشها ومقاومتها، وهذا ما ستثبته الأيام كما أثبتته في السابق، ونحن نعمل بإذن الله تعالى لنصل إلى مبتغانا في أن نكون أحرارا في بلدنا، وفي منطقتنا من أجل أجيالنا ومن أجل مستقبلنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام