توصل باحثون لدى الكلية الأميركية لأمراض القلب، إلى أن النساء اللائي يُرضعن أطفالهن طبيعياً مدة 6 أشهر على الأقل، ربما تكون صحة القلب والأوعية الدموية لديهن، بعدها بأعوام، أفضل، مقارنةً بالنساء اللائي لم يسبق لهن إرضاع أطفالهن طبيعياً قط.
وكانت أبحاث، فيما مضى، تشير إلى أن للرضاعة الطبيعية فوائد صحية جمَّة للأم والطفل على حد سواء؛ منها تقليل خطر إصابة الأم بسرطان المبيض، وزيادة شهية الأطفال للخضراوات.
وقد أعلن الباحثون نتائج دراستهم الأخيرة، أمام الدورة العلمية السنوية اـ67 للجمعية الأميركية لأمراض القلب. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة هي أول دراسة معنيَّة بتقييم الآثار المترتبة للرضاعة الطبيعية على صحة قلب المرأة بعد أعوام من إنجاب الأطفال، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
في هذا الصدد، قالت مالامو كونتوريس، زميل أمراض القلب بجامعة بيتسبرغ الأميركية والواضعة الرئيسية للدراسة: “إن هذه الدراسة تضيف إلى مجموعة الأدلة التي تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية مهمة، ليس للطفل فحسب؛ بل للأم نفسها أيضاً، يبدو أن الرضاعة الطبيعية تعمل على وقاية القلب من الأمراض لدى تلك النساء، والدليل على ذلك هو تحسّن معدلات الكولسترول، ودلالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عديمة الأعراض لديهن”.
وخلص الباحثون إلى أن النساء اللاتي كان ضغط دمهن طبيعياً في أثناء الحمل و أرضعن أطفالهن 6 أشهر أو أكثر/ كانت معدلات الكولسترول عالي الكثافة (HDL) لديهن مرتفعة، وسماكة الشريان السباتي لديهن أفضل صحةً، مقارنةً بالنساء اللائي لم يرضعن أطفالهن بتاتاً.
وتعقيباً على ذلك، قال الباحثون إن النتائج السابقة تبين أن الرضاعة الطبيعية قد عملت على الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى هؤلاء النساء.
وإن كانت كونتوريس قد أضافت أنه “لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لكي نفهم تماماً كيف يؤثر الحمل على صحة القلب والأوعية الدموية، ما زلنا لا نفهم الكثير عن تراكم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء إن دراسة كيف يمكن أن يؤدي الحمل إلى زيادة تلك المخاطر، أو ربما الحدّ منها، من الممكن أن تعطينا فكرة عن ظهور مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتطورها لدى النساء”.
وإلى جانب صحة القلب والأوعية الدموية، قاس الباحثون أيضاً مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى، وتوصَّلوا إلى أن النساء اللائي أرضعن أطفالهن مدة أطول، كنّ أكبر سناً وأقل في مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومن طبقة اقتصادية واجتماعية أعلى من النساء الأخريات في المتوسط.
من ثم، استنتج الباحثون أن الاستعانة بعدد أكبر من المشاركات أو متابعة صحتهن لفترات أطول في الدراسات الإضافية، من الممكن أن تساعد في التوصل إلى أدلة أقوى حول الفوائد المحتملة للرضاعة الطبيعية على صحة القلب والأوعية الدموية.
المصدر: هافينغتون بوست